آثرت عدم الخوض في الاستقالة الاخيرة التي تقدم بها صلاح ادريس رئيس مجلس ادارة نادي الهلال على خلفية توقيفه بسبب شيك مستحق لاحدى الشركات على الهلال .
تعمدت التريث حيال هذا الامر الشائك الى ان تتضح الرؤية حتى لا احسب ضمن اولئك الذين يطلقون الكلام على عواهنه .
والان بعد ان اتضح كل شيء واصبحت المشكلة واضحة وضوح الشمس حق لنا ان نتدخل .
فواقع الحال يقول ان شركة رويال لديها دين مستحق على نادي الهلال من خلال توقيعها عقدا مع ادارة الفريق عبدالرحمن سر الختم لبناء برج للنادي مقابل مبلغ محدد من المال .
اكملت الشركة البنى التحتية للبرج وتم استلام ما تم الاتفاق عليه بواسطة مجلس ادارة نادي الهلال في ذلك الوقت وتحديدا مهر الاتفاق بتوقيع امين عام النادي الدكتور علي قاقرين .
انتهى عهد الفريق سر الختم وجاء عهد الارباب واعترض المجلس في بداية الامر على المواصفات والطريقة التي تم بها تسليم المبنى لمجلس الهلال .
وشكك مجلس الهلال في ذلك الوقت اول ما شكك في مسالة المواصفات الهندسية التي تم بها انشاء البرج وهل فعلا تم تاسيسه ليكون من 30 طابقا .
تم تكوين لجنة مشتركة من مجلس الهلال والشركة لدراسة الامر مرة اخرى وتم الاتفاق على صيغة محددة يتم من خلالها جدولة ديون الشركة على النادي ومهر الاتفاق هذه المرة بواسطة امين عام النادي عماد الطيب .
اوفى مجلس الهلال بالتزامه في اول ثلاثة شهور من الاتفاق الموقع بين الجانبين لكنه عجز عن المواصلة في نفس الاتجاه فانقطع عن سداد ما استحق عليه بداية كل شهر حسب الاتفاق .
هددت الشركة مجلس الهلال برفع الامر للجهات القضائية اذا ما استمر في عدم الوفاء بالتزاماته في هذه الناحية .
هنا تدخل السيد صلاح احمد ادريس رئيس مجلس الادارة في الامر حفاظا على سمعة المجلس الذي كان يعيش احلى ايامه في تلك الفترة .
ابرم رئيس النادي اتفاقا جديدا مع الشركة تم بموجبه سحب كافة الشيكات القديمة التي كانت ممهورة بتوقيع الامين العام للنادي واستبدلها بشيكات جديدة ( بتاريخ محدد ) وبتوقيعه هو شخصيا بعد ان تنازلت الشركة عن مبلغ 300 مليون من نصيبها اكراما للهلال .
الى هنا وكل هذه المعطيات تؤكد ان رئيس الهلال كان على قناعة تامة باحقية الشركة في مطالبتها على الهلال واحقيتها كذلك في المحافظة على حقوقها .
مرت الايام والشهور وحل الاتفاق الذي ابرم بين الطرفين بتوقيع الارباب شخصيا ولم تجني الشركة غير السراب .
اضطرت الشركة لتصعيد الامر للقضاء مرة اخرى حفاظا على حقوقها وتم استدعاء مندوب النادي اكثر من مرة دون أي فائدة تذكر .
فكانت النتيجة ان تم توقيف رئيس الهلال ليس لانه الشخص الموقع على الشيكات لكن لانه رئيس الهلال وعليه ان يتحمل مسئولياته .
وبقية القصة تعلمونها جميعا حيث انتهى الامر بتقديم رئيس الهلال باستقالته احتجاجا على المعاملة التي عومل بها باعتبار انه شخص متطوع ولا ينبغي ان يعامل هكذا ( على حد تعبيره ) .
حاولت ان اجد مبررا لاستقالة الارباب المشروطة لكنني لم اجد أي مبرر غير ان الرجل اراد ان يدخل في جدل جديد من شاكلة تلك القضايا التي درج على تفجيرها بداية كل موسم .
وظني ان الرجل خانه التوقيت هذه المرة وربما خانته القضية نفسها لانها اكبر من مقدراته بكثير سواء كانت مادية او فكرية واحسب ان القانون الذي اشترط الارباب تغييره لعودته لرئاسة النادي اعد من قبل فطاحلة في هذا العلم واجيز من قبل اشخاص اصحاب دراية في علوم التشريعات ووقع عليه من قبل اكبر سلطة تنفيذية في البلد .
فاذا سلمنا جدلا قدرته على التغيير فانه قطعا سيضطر للجلوس في مقاعد المتفرجين قرابة الثلاثة سنوات حتى يعود مرة اخرى لممارسة العمل العام مرة اخرى سواء كان في الهلال او الاتحاد العام الذي ينوي الترشح له .
واقع الحال يقول ان الارباباذا اراد ان يعود للهلال فعليه ان يسحب شروطه اليوم قبل الغد واذا اراد ان يبعد عن الهلال فليبحث عن سبب اخر يبتعد به واعتقد ان ابتعاده بهذه الصورة سيكون خصما عليه خاصة اذا ما كان جادا في مسالة الترشح للاتحاد العام
كثير من الاسئلة تفرض نفسها هنا وتدور كلها في فلك ( جدليات هذا الرجل ) .. اين يوجد هذا القانون الذي يقسم الناس بين متطوع واجير ويحاسبهم على هذا الاساس اذا ما حق عليهم حق ايا كان عاما ام خاصا ؟
وماذا كان يعتقد رئيس الهلال عندما جاء باوراق ترشيحه لرئاسة النادي ؟
هل كان يعتقد انه نال المجد من جميع اطرافه بمجرد تربعه على هذا الكرسي الوثير ؟
ام انه كان يعتقد ان كل الامور ستسير لمصلحته بمجرد اشارة منه متى ما اشتهى ذلك ؟
اقدر تماما الجهد الكبير الذي بذله صلاح إدريس خلال فترة رئاسته لمجلس إدارة نادي الهلال فالرجل حقيقة صرف أموالا كثيرة في سبيل رفعة النادي وهذا ما يجب أن نحسبه له .
لكنني لم اجد أي مبرر للاستقالة التي تقدم بها .
بل ارى انه كان يجب عليه ان يتريث اكثر خاصة وانه رجل اعمال ناجح ويعرف تماما ماذا يعني ان تطالب جهة ما بحقوقها .
استقالة صلاح ادريس من مجلس ادارة نادي الهلال الخاسر الاول فيها هو صلاح ادريس نفسه لان اكثر المتشائمين لم يكن يتصور ان ينحني ذلك الرجل المصادم امام اول عاصفة فعلية تمر امامه .
شخصيا لم اسمع ما قيل في هذا الجانب لكن اذا كان حقا ان صلاح ادريس قال انه ومجلس ادارته كان من المفترض ان يتقدموا باستقالتهم منذ فترة طويلة لكنهم اجلوها اكثر من مرة بسبب عدم وجود شخص قادر في الساحة الهلالية على قيادة الهلال في المرحلة المقبلة يكون الارباب قدر ارتكب بذلك جناية كبيرة في حق الهلال الكيان رغم قناعتي بانه لا يمكن ان يقول ذلك .

وها هو صلاح إدريس قد ترك الهلال ولا اعتقد ان القانون الذي دخل بموجبه السجن سيتغير بسبب استقالته هو او كامل مجلس ادارته او حتى استقالة كامل مجالس اندية الممتاز .
والواقع يقول ان الارباب طال الزمن ام قصر سيترك الهلال ولديه كثير من المديونيات منها ما هو مسجل ومنها ماهو غير مسجل .
وحسب علمي فان الارباب اكد في اكثر من موقف بانه لن يترك مديونياته على النادي ، فكيف سيعامل الارباب من يخلفونه في ادارة شئون النادي ؟ وكيف ستكون مطالبته لهم بمستحقاته ؟ هل سيتذكر انهم يؤدون عملا طوعيا ؟ ام انه سيتركها خميرة عكننة في حلق الهلال وادارته اذا لم تسير حسب هواه ؟
اسئلة ربما تبدو غريبة لكنها قريبة جداً والايام ستثبت ذلك لا محالة .
قبل ان اختم هذا المقال وردني ان صلاح ادريس ادخل السجن مرة اخرى بسبب شيك بقيمة 200 مليون جنيه بالقديم مستحق لمصلحة فندق الخرطوم بلازا .
كل الدلائل تشير الى ان الامور تسير من تصعيد الى تصعيد ضد الارباب رغم تاكيدات العمدة بان مطالبة الفندق بدات منذ فترة طويلة ولا علاقة لها بمطالبة شركة رويال .
لماذا ظهرت كل هذه المطالبات في وقت واحد وصبر عليها اصحابها كل هذا الوقت ؟
لا شك ان هناك ايادي خفية تحرك هذه الامور والملفات وتهدف من ورائها لشيء محدد لا يخرج عن اثنين اما ضرب الهلال وتشتيته وتفكيكه او ابعاد الارباب من رئاسة الهلال واغتياله معنوياً والاخيرة هذه هي الاقرب ، خاصة اذا ما وضعنا في الاعتبار الانباء التي تتحدث عن انشقاق داخل المجلس ما بين مؤيد لرأي الارباب ومعارض .
واذا ما اصر الارباب على التعامل مع هذه الملفات بالطريقة التي يديرها بها الان قطعا سيحرق كل التاريخ الجميل الذي بناه مع الهلال .
وسيفقد تعاطف اغلب الذين يؤيدون افكاره حاليا
والتاريخ سجل لنا ان كثير من الرجال قدموا للهلال ما لم يقدمه الارباب وحاليا لا يتم ذكرهم الا في مقالات بعض الزملاء من فترة لاخرى .
احفظ تاريخك يا ارباب فالواقع يقول انك وبما تتبعه من سياسة حاليا ستحرق تاريخا جميلا رسمته لك جماهير الهلال في اذهانها .
حديث الامين البرير امس لكفر و وتر وتضامنه مع مجلس الهلال في هذه الازمة رغم المرارات الكثيرة التي مر بها تؤكد اصالة معدن هذا الرجل وحبه وعشقه للهلال الكيان .