زووم
سعيد السعودي.. من كد وجد..!
الموهوبون في كرة القدم أيضاً يجتهدون لتطوير قدراتهم وتثبيت أقدامهم في عالم النجومية، ولا يكادون يركنون لملذات النجومية العابرة من سهرات ممتدة وأزياء (تبع الموضة) وشلليات و(فارغات) وما يعرف عن عالم النجوم في كرة القدم وغيرها من مجالات النجومية الأخرى، غير أن لاعبينا نحن في السودان عينة مختلفة من ميسي ولامبارد وكريستيانو رونالدو وروبينهو وأوزيل وغيرهم من كبار اللعبة في أوربا، ممن يقتلون أنفسهم في اليوم سبع مرات من أجل المحافظة على لياقتهم البدنية وسمعتهم، والأهم من ذلك أن يرسموا صورة زاهية أمام مشجعيهم في المدرجات، وعلى سبيل المثال لم نجد لاعباً يستعين بمدرب أحمال أو تغذية أو يتعاقد مع شركة بفهم عصري من أجل المحافظة على حقوقه وأداء واجباته تجاه المجتمع بالشكل الذي يخدم أجندته في الظهور الأنيق إجتماعياً، وكثيراً ما تجدهم يتجولون جماعات وفرادى في شوارع الخرطوم بنوعية ملابس تدل على عدم إحساسهم بالمكان.. فأحياناً يريدون التشبه بحياة النجوم الكبار في أوربا.. مع أنهم بحاجة إلى من يدلق على وجوههم ماء بارد لينبههم أنهم في السودان وليس في أوربا.. وأنا اليوم أريد أن أتحدث عن لاعب المريخ سعيد السعودي.
قد يكون الغالبية من المريخاب غير مقتنعين بقدراته الفنية لسبب أو بآخر، ولكنه ما من أحد يستطيع أن يتجرأ ويقول أنه لا يحترم هذا اللاعب، فهذه ليست بتلك، ولكن لتهذيبه العالي من وجهة نظري كان له علاقة بالتطور الفني الكبير الذي حدث في مستواه، وكذلك إخلاصه وحبه الكبير لشعار المريخ وكذا الحال تربيته الجيدة ونحن هنا نشكر والده لأنه أنموذج للاعب الذي يعكس صورة رائعة عن أهله وأفراد أسرته.
لسعيد السعودي وجه آخر لا ينفصل عنه كنجم كبير في فريق جماهيري مثل المريخ، وهو لاعب منضبط للغاية في الملعب وخارجه، لم يسبق له أن تمرد على الفريق وأكثر من المطالبات، أو على الأقل تأخر عن التدريبات اليومية أو تقاعس عنهاأ أو انتقص من الجرعة التي يقررها الجهاز الفني، وهذا هو سر تألقه المستمر مع المريخ وحصده لثلاثة جوائز لنجومية المباريات على التوالي من الشركة الراعية، وعندما طرح بعضهم بعض الأسئلة عن سر هذا التألق المفاجيء، وهل تطور أداء سعيد السعودي أم أن مستوى المريخ هو الذي هبط إلى مستوى هذا اللاعب، كانت الإجابة دائماً أن السعودي في الحالتين مكسب للمريخ في الظروف التي يمر بها الفريق حالياً، وإن كان الفريق قد هبط إلى مستواه، فتلك أيضاً محمدة تحسب له لأنه قد استطاع أن يحافظ على مستواه ولم يسمح لنفسه بالتراجع والهبوط مثل بقية الهبوط، وإذا حدث وتطور مستواه حتى تميز ووصل مرحلة أن يحصل على ثلاث جوائز متتالية لنجومية المباراة فذلك يعني أنه قد اجتهد والتزم كل أسباب التطور حتى أصبح نجماً يجبر طاقم التدريب على التصفيق الحاد له، ويكفي أنه في المباراة الاخيرة أمام أهلي مدني كان يلعب ضد الخصم وعدد آخر من زملاءه وعلى رأسهم باسكال، كلهم كانوا دون مستوياتهم المألوفة والمعروفة في تلك المباراة، ونتج عن ذلك فرصتان بتمريرتين من قدم العاجي باسكال لمهاجم أهلي مدني (عماري) انفرد على إثرهما بأكرم الهادي.. وفي المرتين كان السعودي يأتي من خلف الجميع ليلحق بالمهاجم المنفرد ويفسد الهجمة.
لا أخفي أنني كنت من أنصار الإستغناء عن هذا اللاعب، وكتبت في هذا الإتجاه كثيراً، وأيدني كثيرين أيضاً وما يزال هذا رأيهم، ولكن الواجب يحتم علينا أن ننصف هذا اللاعب، على الأقل لأنه اجتهد وأخلص وقدم الكثير من التضحيات حتى يصل إلى هذا المستوى، إضافة إلى أنه يملك ما يفتقر إليه غالبية نجوم المريخ، وهي الروح القتالية والرغبة في تحقيق الإنتصارات.. وبمظهره الأخير يذكرني بنجوم المريخ أيام كان النادي يتعاقد مع اللاعبين الجدد لقاء سيارات (الأتوس).. فقد كان ميرغني كنيد مثلاً يخطط للفوز في المباريات الدورية ويصرون على ذلك رغم العوائق الكثيرة، فيقول لنا: إذا لم نفز في هذه المباراة فذلك يعني أنني لن أستطيع إكمال بناء منزلي.. وبالفعل استطاع أن يبني منزله من حوافز المباريات.. أما الآن فقد أصبح نجوم الفريق يحصلون على أفخم السيارات والمنازل دون أن يربطوا ذلك بالنتائج.. وبين السعودي وبقية زملاءه فارق كبير جداً من حيث ما يتقاضاه كل منهم من أموال.. ولكن التفوق الفني يصب في مصلحة اللاعب، ولو أن كل لاعبي المريخ كانوا في مستوى الروح التي يؤدي بها السعودي في المباريات الأخيرة لما شعر المريخاب بأنهم في محنة.
السعودي صبر كثيراً ثم ظفر.. منذ أن جاء بشهادة ميلاد غير حقيقية ليحل في كشوفات الفريق ضمن الفئات السنية، وحتى بعد أن مكث عامين كاملين دون أن يشعر به أحد، ومن ثم التصعيد وحدث الخلاف بشأنه وحول أحقيته بالبقاء.. كل ذلك وهو صامد لا يشغله شيء سوى التركيز على تدريباته.. حتى نحن.. من انتقدناه علانية في أعمدتنا لم يقابلنا مرة وهو متجهم وعابس.. لذلك فرحت له عندما حقق هذا النجاح.. وسندعو له بالمزيد لأنه يستحق.
سعيد السعودي.. من كد وجد..!
الموهوبون في كرة القدم أيضاً يجتهدون لتطوير قدراتهم وتثبيت أقدامهم في عالم النجومية، ولا يكادون يركنون لملذات النجومية العابرة من سهرات ممتدة وأزياء (تبع الموضة) وشلليات و(فارغات) وما يعرف عن عالم النجوم في كرة القدم وغيرها من مجالات النجومية الأخرى، غير أن لاعبينا نحن في السودان عينة مختلفة من ميسي ولامبارد وكريستيانو رونالدو وروبينهو وأوزيل وغيرهم من كبار اللعبة في أوربا، ممن يقتلون أنفسهم في اليوم سبع مرات من أجل المحافظة على لياقتهم البدنية وسمعتهم، والأهم من ذلك أن يرسموا صورة زاهية أمام مشجعيهم في المدرجات، وعلى سبيل المثال لم نجد لاعباً يستعين بمدرب أحمال أو تغذية أو يتعاقد مع شركة بفهم عصري من أجل المحافظة على حقوقه وأداء واجباته تجاه المجتمع بالشكل الذي يخدم أجندته في الظهور الأنيق إجتماعياً، وكثيراً ما تجدهم يتجولون جماعات وفرادى في شوارع الخرطوم بنوعية ملابس تدل على عدم إحساسهم بالمكان.. فأحياناً يريدون التشبه بحياة النجوم الكبار في أوربا.. مع أنهم بحاجة إلى من يدلق على وجوههم ماء بارد لينبههم أنهم في السودان وليس في أوربا.. وأنا اليوم أريد أن أتحدث عن لاعب المريخ سعيد السعودي.
قد يكون الغالبية من المريخاب غير مقتنعين بقدراته الفنية لسبب أو بآخر، ولكنه ما من أحد يستطيع أن يتجرأ ويقول أنه لا يحترم هذا اللاعب، فهذه ليست بتلك، ولكن لتهذيبه العالي من وجهة نظري كان له علاقة بالتطور الفني الكبير الذي حدث في مستواه، وكذلك إخلاصه وحبه الكبير لشعار المريخ وكذا الحال تربيته الجيدة ونحن هنا نشكر والده لأنه أنموذج للاعب الذي يعكس صورة رائعة عن أهله وأفراد أسرته.
لسعيد السعودي وجه آخر لا ينفصل عنه كنجم كبير في فريق جماهيري مثل المريخ، وهو لاعب منضبط للغاية في الملعب وخارجه، لم يسبق له أن تمرد على الفريق وأكثر من المطالبات، أو على الأقل تأخر عن التدريبات اليومية أو تقاعس عنهاأ أو انتقص من الجرعة التي يقررها الجهاز الفني، وهذا هو سر تألقه المستمر مع المريخ وحصده لثلاثة جوائز لنجومية المباريات على التوالي من الشركة الراعية، وعندما طرح بعضهم بعض الأسئلة عن سر هذا التألق المفاجيء، وهل تطور أداء سعيد السعودي أم أن مستوى المريخ هو الذي هبط إلى مستوى هذا اللاعب، كانت الإجابة دائماً أن السعودي في الحالتين مكسب للمريخ في الظروف التي يمر بها الفريق حالياً، وإن كان الفريق قد هبط إلى مستواه، فتلك أيضاً محمدة تحسب له لأنه قد استطاع أن يحافظ على مستواه ولم يسمح لنفسه بالتراجع والهبوط مثل بقية الهبوط، وإذا حدث وتطور مستواه حتى تميز ووصل مرحلة أن يحصل على ثلاث جوائز متتالية لنجومية المباراة فذلك يعني أنه قد اجتهد والتزم كل أسباب التطور حتى أصبح نجماً يجبر طاقم التدريب على التصفيق الحاد له، ويكفي أنه في المباراة الاخيرة أمام أهلي مدني كان يلعب ضد الخصم وعدد آخر من زملاءه وعلى رأسهم باسكال، كلهم كانوا دون مستوياتهم المألوفة والمعروفة في تلك المباراة، ونتج عن ذلك فرصتان بتمريرتين من قدم العاجي باسكال لمهاجم أهلي مدني (عماري) انفرد على إثرهما بأكرم الهادي.. وفي المرتين كان السعودي يأتي من خلف الجميع ليلحق بالمهاجم المنفرد ويفسد الهجمة.
لا أخفي أنني كنت من أنصار الإستغناء عن هذا اللاعب، وكتبت في هذا الإتجاه كثيراً، وأيدني كثيرين أيضاً وما يزال هذا رأيهم، ولكن الواجب يحتم علينا أن ننصف هذا اللاعب، على الأقل لأنه اجتهد وأخلص وقدم الكثير من التضحيات حتى يصل إلى هذا المستوى، إضافة إلى أنه يملك ما يفتقر إليه غالبية نجوم المريخ، وهي الروح القتالية والرغبة في تحقيق الإنتصارات.. وبمظهره الأخير يذكرني بنجوم المريخ أيام كان النادي يتعاقد مع اللاعبين الجدد لقاء سيارات (الأتوس).. فقد كان ميرغني كنيد مثلاً يخطط للفوز في المباريات الدورية ويصرون على ذلك رغم العوائق الكثيرة، فيقول لنا: إذا لم نفز في هذه المباراة فذلك يعني أنني لن أستطيع إكمال بناء منزلي.. وبالفعل استطاع أن يبني منزله من حوافز المباريات.. أما الآن فقد أصبح نجوم الفريق يحصلون على أفخم السيارات والمنازل دون أن يربطوا ذلك بالنتائج.. وبين السعودي وبقية زملاءه فارق كبير جداً من حيث ما يتقاضاه كل منهم من أموال.. ولكن التفوق الفني يصب في مصلحة اللاعب، ولو أن كل لاعبي المريخ كانوا في مستوى الروح التي يؤدي بها السعودي في المباريات الأخيرة لما شعر المريخاب بأنهم في محنة.
السعودي صبر كثيراً ثم ظفر.. منذ أن جاء بشهادة ميلاد غير حقيقية ليحل في كشوفات الفريق ضمن الفئات السنية، وحتى بعد أن مكث عامين كاملين دون أن يشعر به أحد، ومن ثم التصعيد وحدث الخلاف بشأنه وحول أحقيته بالبقاء.. كل ذلك وهو صامد لا يشغله شيء سوى التركيز على تدريباته.. حتى نحن.. من انتقدناه علانية في أعمدتنا لم يقابلنا مرة وهو متجهم وعابس.. لذلك فرحت له عندما حقق هذا النجاح.. وسندعو له بالمزيد لأنه يستحق.