زووم
منذ أن كنا في روابط الناشئين وحتى بعد أن أصبحنا من الكتاب المهتمين بالشأن الرياضي وحتى هذه اللحظة، عشنا و(شفنا) أشكالاً من الإداريين والمشجعين المهووسين بالسحر والدجل والأناطين في كرة القدم، لا تكتمل متعتهم إلا بهذه الأمور، وياويل الإدارة في أي نادي لو أهملت هذا الجانب، فتارة تجدهم يمسحون أقدام لاعبيهم بماء منقوع من (الرجلة).. وأحياناً يسقون (المحاية).. وأخرى يلبسون (الحجبات) في وجه آخر من أوجه الجهل الرياضي، وفي وجود من يروج لمثل هذه الخزعبلات على أساس أنها القوة الخفية التي تسيطر على نتائج المباريات، وهذا العمل في اعتقادي موازي تماماً لما يحدث الآن من وقائع زلزلت العالم من أقصاه إلى أدناه، عندما اكتشفوا عصابات متشابكة ومترابطة يبدأ نفوذها في دول الجنوب الأفريقي وتمر بجنوب شرق آسيا وحتى أمريكا اللاتينية، ولا تنتهي في (السيريا بي) في إيطالياً، وكلها مساحات قد شهدت أنشطة هذه العصابات العاملة في مجال المراهنات، ولمن لا يعرفون هذه المراهنات فهي عمل يجعل الفعل الذي نعتبره نحن كمسلمين (حرام) بصريح العبارة يكون محرماً بصورة مركبة لأن الحرام نفسه يتم بصورة غير شرعية بمعيار من يحللونه في بلدانهم، وفيها تقوم هذه العصابات بالإتفاق مع مجموعة من اللاعبين للتلاعب في نتائج المباريات لكي تأتي كما اتفق عليها في المراهنات، وبها تكسب الملايين من الدولارات بغير وجه حق.
أما مسألة الأناطين هذه فتشبه تلك لأنها تفسد المنافسة وتفقدها حلاوتها وتعتها القائمة أصلاً على الإستعداد النفسي للبذل والعطاء والتنافس الجميل، وأذكر بهذه المناسبة بعض المقولات المأثورة التي زرعها فينا رئيس نادي النسور الأم درماني العميد مكي عبد القادر من خلال عمله الكبير مع ناديه فهو يقول دائماً: (إذا كان مجهود فريقه وعطاءه أثناء المباراة لا يؤهله للفوز على خصمه فليخسر.. لا يهم..)، وعند عشساق الأناطين نجد أن المباراة يمكن أن تسيطر فيها قوة خارجية ربما تكون عند بعضهم أهم من اللاعبين أنفسهم، لذا تجد في بعض الاندية من ينفق على تلك الأعمال أكثر مما ينفق على اللاعبين، وقد ذهلت أيما ذهول وأنا أعود لعمود الزميل ياسر المنا بعد يومين من كتابته لكثرة التعليقات عليه، وهو ما روج للموضوع الذي دار حول الاناطين وتلك الإشارات إلى أن نتيجة مباراة القمة الأخيرة كانت معروفة قبل أن تلعب.. وأستغرب حقيقة أن يكتب مثل هذا الكلام في هذا القرن.. حيث أن كل الناس يدركون حقيقة أن هذه الأمور من الغيبيات ولا يحق لأي إنسان إدعاء المعرفة والإطلاع على عالم الغيب، وإذا فعل فذلك دليل على جهل وتخلف.
لا يمكن أن نغض الطرف عن كل ما نقدم عليه من مسببات الهزائم في كرة القدم ومن ثم نبحث عن مبررات لها بعيداً عن المنطق والعقل متجاهلين كل القيم التي تربطنا كمجتمع بديننا الحنيف، ونحن الذين نحمد الله كل يوم على أنه منحنا الإسلام؟.. كيف يمكننا أن نتحدث عن قوة خفية تتحكم في نتيجة مباراة وأن الفكي تحدث لنا قاطعاً نتيجتها قبل أن تلعب؟.. يجب ألا نتطرق إلى هذه الأمور لأنها بداية طريق الضلال، ولكنني أريد أن أطرح عدداً من الأسئلة المتعلقة بهذه الأمور، بما أن معظم الإداريين الذين ابتلاهم الله بذلك يعتقدون أن أفضل من يفعل ذلك هم سكان مدينة مايرنو الواقعة جنوب سنار، وكثيرين منهم يشد الرحال إلى هناك قبل مباريات القمة وغيرها من المباريات المهمة في التنافس المحلي والخارجي، ولجهلهم بكل الأشياء ذات الصلة لا يدركون أن مدينة مايرنو نفسها تملك فريقاً بالدرجة الثانية بسنار يفشل مراراً وتكراراً في بلوغ الدرجة الأولى.. ما لم يكن قد هبط بالفعل إلى الدرجة الثالثة، وإذا كانت أقوال الناس عنها في مكانها لاستطاع ذلك الفريق أن يصعد إلى الدوري الممتاز ومثل السودان الآن ضمن الفرق الأربعة التي توزعت ما بين الكونفيدرالية والأبطال، ولكن كرة القدم ستظل لعبة مرتبطة بالمجهود المبذول داخل الملعب والتكتيك المتبع لكسب النتيجة، وفي حال الخسارة مع المجهود المبذول، فالمسألة لا تتعدى كونها قضاء وقدر ولا دخل للأناطين بهذا الأمر.. نعم هنالك سحر أسود، وممارسات تدور حول هذه الحقيقة ولكنها تسير وتصب نحو الجهل والكفر والتخلف وليس هناك من يستحق كلمة (متحضر) طالما أنه يسير في هذا الدرب.
حاشية:
أخصص هذه المساحة لصديقي وجاري العزيز صلاح علي أحمد نصر (صلاح نصر)، أحد أميز الأقطاب المريخيين التزاماً، وقد بحثت عن طريقة أعبر بها عن تضامني معه بعد رحيل زوجته ورفيقة دربه وأم بناته بعد معاناة مع المرض ورحلة من الصمود، فهو رجل قوي يتميز عن غيره بالإيمان العميق بقضاء الله وقدره، وسليل أسرة دينية وبن رجل يحفظ القرآن برواياته، وإن كنت حزيناً لحزنه.. فإن ثقتي في قوة إيمانه تجعلني أكتفي بالدعاء لرفيقة دربه: أن يتولاها الله بواسع رحمته ويتقبلها مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.
منذ أن كنا في روابط الناشئين وحتى بعد أن أصبحنا من الكتاب المهتمين بالشأن الرياضي وحتى هذه اللحظة، عشنا و(شفنا) أشكالاً من الإداريين والمشجعين المهووسين بالسحر والدجل والأناطين في كرة القدم، لا تكتمل متعتهم إلا بهذه الأمور، وياويل الإدارة في أي نادي لو أهملت هذا الجانب، فتارة تجدهم يمسحون أقدام لاعبيهم بماء منقوع من (الرجلة).. وأحياناً يسقون (المحاية).. وأخرى يلبسون (الحجبات) في وجه آخر من أوجه الجهل الرياضي، وفي وجود من يروج لمثل هذه الخزعبلات على أساس أنها القوة الخفية التي تسيطر على نتائج المباريات، وهذا العمل في اعتقادي موازي تماماً لما يحدث الآن من وقائع زلزلت العالم من أقصاه إلى أدناه، عندما اكتشفوا عصابات متشابكة ومترابطة يبدأ نفوذها في دول الجنوب الأفريقي وتمر بجنوب شرق آسيا وحتى أمريكا اللاتينية، ولا تنتهي في (السيريا بي) في إيطالياً، وكلها مساحات قد شهدت أنشطة هذه العصابات العاملة في مجال المراهنات، ولمن لا يعرفون هذه المراهنات فهي عمل يجعل الفعل الذي نعتبره نحن كمسلمين (حرام) بصريح العبارة يكون محرماً بصورة مركبة لأن الحرام نفسه يتم بصورة غير شرعية بمعيار من يحللونه في بلدانهم، وفيها تقوم هذه العصابات بالإتفاق مع مجموعة من اللاعبين للتلاعب في نتائج المباريات لكي تأتي كما اتفق عليها في المراهنات، وبها تكسب الملايين من الدولارات بغير وجه حق.
أما مسألة الأناطين هذه فتشبه تلك لأنها تفسد المنافسة وتفقدها حلاوتها وتعتها القائمة أصلاً على الإستعداد النفسي للبذل والعطاء والتنافس الجميل، وأذكر بهذه المناسبة بعض المقولات المأثورة التي زرعها فينا رئيس نادي النسور الأم درماني العميد مكي عبد القادر من خلال عمله الكبير مع ناديه فهو يقول دائماً: (إذا كان مجهود فريقه وعطاءه أثناء المباراة لا يؤهله للفوز على خصمه فليخسر.. لا يهم..)، وعند عشساق الأناطين نجد أن المباراة يمكن أن تسيطر فيها قوة خارجية ربما تكون عند بعضهم أهم من اللاعبين أنفسهم، لذا تجد في بعض الاندية من ينفق على تلك الأعمال أكثر مما ينفق على اللاعبين، وقد ذهلت أيما ذهول وأنا أعود لعمود الزميل ياسر المنا بعد يومين من كتابته لكثرة التعليقات عليه، وهو ما روج للموضوع الذي دار حول الاناطين وتلك الإشارات إلى أن نتيجة مباراة القمة الأخيرة كانت معروفة قبل أن تلعب.. وأستغرب حقيقة أن يكتب مثل هذا الكلام في هذا القرن.. حيث أن كل الناس يدركون حقيقة أن هذه الأمور من الغيبيات ولا يحق لأي إنسان إدعاء المعرفة والإطلاع على عالم الغيب، وإذا فعل فذلك دليل على جهل وتخلف.
لا يمكن أن نغض الطرف عن كل ما نقدم عليه من مسببات الهزائم في كرة القدم ومن ثم نبحث عن مبررات لها بعيداً عن المنطق والعقل متجاهلين كل القيم التي تربطنا كمجتمع بديننا الحنيف، ونحن الذين نحمد الله كل يوم على أنه منحنا الإسلام؟.. كيف يمكننا أن نتحدث عن قوة خفية تتحكم في نتيجة مباراة وأن الفكي تحدث لنا قاطعاً نتيجتها قبل أن تلعب؟.. يجب ألا نتطرق إلى هذه الأمور لأنها بداية طريق الضلال، ولكنني أريد أن أطرح عدداً من الأسئلة المتعلقة بهذه الأمور، بما أن معظم الإداريين الذين ابتلاهم الله بذلك يعتقدون أن أفضل من يفعل ذلك هم سكان مدينة مايرنو الواقعة جنوب سنار، وكثيرين منهم يشد الرحال إلى هناك قبل مباريات القمة وغيرها من المباريات المهمة في التنافس المحلي والخارجي، ولجهلهم بكل الأشياء ذات الصلة لا يدركون أن مدينة مايرنو نفسها تملك فريقاً بالدرجة الثانية بسنار يفشل مراراً وتكراراً في بلوغ الدرجة الأولى.. ما لم يكن قد هبط بالفعل إلى الدرجة الثالثة، وإذا كانت أقوال الناس عنها في مكانها لاستطاع ذلك الفريق أن يصعد إلى الدوري الممتاز ومثل السودان الآن ضمن الفرق الأربعة التي توزعت ما بين الكونفيدرالية والأبطال، ولكن كرة القدم ستظل لعبة مرتبطة بالمجهود المبذول داخل الملعب والتكتيك المتبع لكسب النتيجة، وفي حال الخسارة مع المجهود المبذول، فالمسألة لا تتعدى كونها قضاء وقدر ولا دخل للأناطين بهذا الأمر.. نعم هنالك سحر أسود، وممارسات تدور حول هذه الحقيقة ولكنها تسير وتصب نحو الجهل والكفر والتخلف وليس هناك من يستحق كلمة (متحضر) طالما أنه يسير في هذا الدرب.
حاشية:
أخصص هذه المساحة لصديقي وجاري العزيز صلاح علي أحمد نصر (صلاح نصر)، أحد أميز الأقطاب المريخيين التزاماً، وقد بحثت عن طريقة أعبر بها عن تضامني معه بعد رحيل زوجته ورفيقة دربه وأم بناته بعد معاناة مع المرض ورحلة من الصمود، فهو رجل قوي يتميز عن غيره بالإيمان العميق بقضاء الله وقدره، وسليل أسرة دينية وبن رجل يحفظ القرآن برواياته، وإن كنت حزيناً لحزنه.. فإن ثقتي في قوة إيمانه تجعلني أكتفي بالدعاء لرفيقة دربه: أن يتولاها الله بواسع رحمته ويتقبلها مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.