زووم
البحث عن الحقوق.. هل هو عيب؟
طالب نجم الهلال السابق حموده بشير بما تبقى من مستحقاته المالية على ناديه السابق مراراً وتكراراً ولم يلتفت إليه أحد، وحاول مرات ومرات بوساطات مختلفة، تارة من المقربين وأخرى من كبار الأقطاب والمريدين ولكنها لم تفلح في إقناع البرير في الإعتراف بحقوقه أو جدولتها للسداد بالتقسيط، وفي بعض الأحيان كان الكابتن حموده لايجد من يرد عليه برغم مطارداته المتواصلة، مع أنه يطالب بحقوق مشروعة ولم يعتد على أحد، والحقوق المادية المترتبة على عقود الإحتراف أمر لا يحتمل هلالية هذا ومريخية ذاك كما كتب الزميل أحمد الحاج مكي أمس في صحيفة قوون، وكنت أعتقد أن الحبيب أحمد الحاج قد بلغ من الخبرات ما يكفي للتفريق بين هذه وتلك، ولكنه ما يزال في أسلوبه القديم، وهو يريد من حمودة أن يتنازل عما يزيد عن (130) مليوناً لهلاليته، وذهب أبوالحاج إلى أبعد من ذلك وكتب: أن الهلال سجله بعد أن لفظه المريخ.. وهذا لعمري هو كذب بمشي بين السطور لأن الهلال سجل حموده وهو نجم ساطع ينضح بالعطاء والحيوية، والشاهد على ذلك أنه ظل أساسياً في تشكيلة الهلال لفترات طويلة وأسهم في تحقيق عدد من الإنجازات، لذا فإنني أرى أنه من العيب إختصار كل المواقف والأدوار في تصرف أرغم عليه، وهو اللاعب الخلوق والوفي والمميز في كل شيء، لم أشهد له بما يسيء الخلق منذ أن كان في صفوف المريخ، وحتى بعض السلوكيات التي اشتهر بها غالبية نجوم كرة القدم في بلادي لم تبدر منه في يوم من الأيام بل التزم بكل ما يوفر له الإحترام والتقدير من مشجعي الهلال وأظن أن أحمد الحاج يشهد على ذلك، وهذه ثوابت لا يلغيها ولا ينسخها أنه طالب ببقية مستحقاته المالية.
قد يكون من الصعب جداً تقبل مسألة إلقاء القبض على رئيس نادي الهلال بالمطار أو أي مكان آخر بسبب متأخرات رواتب أو حوافز خاصة باللاعبين، ونتفق على أنها مواقف تثير الأسى، ولكن الأهم في الأمر أن هذه المديونيات ليست مرتبة بالشكل المقنع، ومن المتاح للإدارات أن تجدولها وتحلحلها بالتدريج، ولكنها تسعى وتجتهد في أن تتراكم هذه الديون لدرجة أنها تضاعفت بشكل مخيف ووصلت إلى المليارات دون أن تكون هنالك خطة للتعامل معها مستقبلاً، وهذا الوضع ينطبق على الناديين الكبيرين معاً مع اختلاف طفيف في بعض التفاصيل المتعلقة بالأرقام والدائنين، ولكن الأساس في الأمر أن هنالك صفوف من الدائنين على أبواب الناديين ومن المتوقع أن تتفجر قضية على رأس كل شهر على الأقل..!
من حق حموده أن يطالب بحقوقه، عن طريق البوليس، أواللجوء للجنة اللاعبين غير الهواة أو حتى تصعيد القضية إلى الفيفا، فهو حق في النهاية وواجب على رئيس الهلال تسديده، وبعيداً عن التفسيرات التي قد يذهب إليها أنصار الهلال، أو أنصار إدريس الأرباب والبريرفإنه قد اضطر إلى تلك الخطوة ويجب عدم خلط الأمور في بعضها ومحاولة إبتزازه بحبه وانتمائه للهلال، فقد أفنى زهرة شبابه في الناديين الكبيرين، وضحى بالكثير من أجل أن يصبح نجماً يشار إليه بالبنان، ومن أجل أن يوفر شيئاً يرفع من مستوى معيشة أهله ويؤمن به مستقبله وذلك حلم مشروع لأي شاب سوداني وليس هنالك ما يجبره على التنازل عن هذا المبلغ للهلال والنادي يؤكد ثراءه بتسجيل لاعبين من أمثال أوتوبونج بثمانمائة ألف دولار.. فأين العدل هنا؟
أنا لا أتناول القضية من منظور المريخ والهلال لأنهما لا يعبران عن ثوابت الرياضة القائمة على بعض الأمور الحياتية المهمة وعلى رأسها العدالة، ولكنني أتذكر أن حموده بشير لاعب كرة القدم الذي لعب للمريخ والهلال ومثل عدداً من المنتخبات الوطنية بإخلاص، يستحق أن يحترم ويمنح حقوقه معززاً مكرماً، فأنا أشهد على معاناته في بدايات مشواره الإحترافي مع المريخ.. وأذكر أنه في مرة من المرات كان قد تعرض إلى الإصابة ووضعت قدمه في الجبص، وكان عيد الأضحى على الأبواب حيث لا أحد يمضي عطلته خارج الديار، ولكن حموده تعرض للإهمال وترك في استراحة اللاعبين بدون نثرية إعاشة، فأراد أن يغادر إلى مسقط رأسه سنار ولم يكن في جيبه ما يوصله إلى الميناء البري أو السوق الشعبي آنذاك، فذهب إلى أحد أقطاب النادي الكبار وقد كان عضواً في مجلس الإدارة فما كان منه إلا وأعطاه ثلاثون جنيهاً فقط ليسافر بها إلى سنار وهو مبلغ لو اعتمد عليه حمودة في عطلة العيد لاضطر على قضاءها بالكاملين لأنها لن توصله إلى هناك.. ومع كل تلك المعاناة ليس من المنطقي أن ننتقد حمودة على أنه طالب بمستحقاته، أو أن نساومه على هلاليته ومريخيته فهي أشياء لا تساعده في حياته ب(قفة الملاح).
البحث عن الحقوق.. هل هو عيب؟
طالب نجم الهلال السابق حموده بشير بما تبقى من مستحقاته المالية على ناديه السابق مراراً وتكراراً ولم يلتفت إليه أحد، وحاول مرات ومرات بوساطات مختلفة، تارة من المقربين وأخرى من كبار الأقطاب والمريدين ولكنها لم تفلح في إقناع البرير في الإعتراف بحقوقه أو جدولتها للسداد بالتقسيط، وفي بعض الأحيان كان الكابتن حموده لايجد من يرد عليه برغم مطارداته المتواصلة، مع أنه يطالب بحقوق مشروعة ولم يعتد على أحد، والحقوق المادية المترتبة على عقود الإحتراف أمر لا يحتمل هلالية هذا ومريخية ذاك كما كتب الزميل أحمد الحاج مكي أمس في صحيفة قوون، وكنت أعتقد أن الحبيب أحمد الحاج قد بلغ من الخبرات ما يكفي للتفريق بين هذه وتلك، ولكنه ما يزال في أسلوبه القديم، وهو يريد من حمودة أن يتنازل عما يزيد عن (130) مليوناً لهلاليته، وذهب أبوالحاج إلى أبعد من ذلك وكتب: أن الهلال سجله بعد أن لفظه المريخ.. وهذا لعمري هو كذب بمشي بين السطور لأن الهلال سجل حموده وهو نجم ساطع ينضح بالعطاء والحيوية، والشاهد على ذلك أنه ظل أساسياً في تشكيلة الهلال لفترات طويلة وأسهم في تحقيق عدد من الإنجازات، لذا فإنني أرى أنه من العيب إختصار كل المواقف والأدوار في تصرف أرغم عليه، وهو اللاعب الخلوق والوفي والمميز في كل شيء، لم أشهد له بما يسيء الخلق منذ أن كان في صفوف المريخ، وحتى بعض السلوكيات التي اشتهر بها غالبية نجوم كرة القدم في بلادي لم تبدر منه في يوم من الأيام بل التزم بكل ما يوفر له الإحترام والتقدير من مشجعي الهلال وأظن أن أحمد الحاج يشهد على ذلك، وهذه ثوابت لا يلغيها ولا ينسخها أنه طالب ببقية مستحقاته المالية.
قد يكون من الصعب جداً تقبل مسألة إلقاء القبض على رئيس نادي الهلال بالمطار أو أي مكان آخر بسبب متأخرات رواتب أو حوافز خاصة باللاعبين، ونتفق على أنها مواقف تثير الأسى، ولكن الأهم في الأمر أن هذه المديونيات ليست مرتبة بالشكل المقنع، ومن المتاح للإدارات أن تجدولها وتحلحلها بالتدريج، ولكنها تسعى وتجتهد في أن تتراكم هذه الديون لدرجة أنها تضاعفت بشكل مخيف ووصلت إلى المليارات دون أن تكون هنالك خطة للتعامل معها مستقبلاً، وهذا الوضع ينطبق على الناديين الكبيرين معاً مع اختلاف طفيف في بعض التفاصيل المتعلقة بالأرقام والدائنين، ولكن الأساس في الأمر أن هنالك صفوف من الدائنين على أبواب الناديين ومن المتوقع أن تتفجر قضية على رأس كل شهر على الأقل..!
من حق حموده أن يطالب بحقوقه، عن طريق البوليس، أواللجوء للجنة اللاعبين غير الهواة أو حتى تصعيد القضية إلى الفيفا، فهو حق في النهاية وواجب على رئيس الهلال تسديده، وبعيداً عن التفسيرات التي قد يذهب إليها أنصار الهلال، أو أنصار إدريس الأرباب والبريرفإنه قد اضطر إلى تلك الخطوة ويجب عدم خلط الأمور في بعضها ومحاولة إبتزازه بحبه وانتمائه للهلال، فقد أفنى زهرة شبابه في الناديين الكبيرين، وضحى بالكثير من أجل أن يصبح نجماً يشار إليه بالبنان، ومن أجل أن يوفر شيئاً يرفع من مستوى معيشة أهله ويؤمن به مستقبله وذلك حلم مشروع لأي شاب سوداني وليس هنالك ما يجبره على التنازل عن هذا المبلغ للهلال والنادي يؤكد ثراءه بتسجيل لاعبين من أمثال أوتوبونج بثمانمائة ألف دولار.. فأين العدل هنا؟
أنا لا أتناول القضية من منظور المريخ والهلال لأنهما لا يعبران عن ثوابت الرياضة القائمة على بعض الأمور الحياتية المهمة وعلى رأسها العدالة، ولكنني أتذكر أن حموده بشير لاعب كرة القدم الذي لعب للمريخ والهلال ومثل عدداً من المنتخبات الوطنية بإخلاص، يستحق أن يحترم ويمنح حقوقه معززاً مكرماً، فأنا أشهد على معاناته في بدايات مشواره الإحترافي مع المريخ.. وأذكر أنه في مرة من المرات كان قد تعرض إلى الإصابة ووضعت قدمه في الجبص، وكان عيد الأضحى على الأبواب حيث لا أحد يمضي عطلته خارج الديار، ولكن حموده تعرض للإهمال وترك في استراحة اللاعبين بدون نثرية إعاشة، فأراد أن يغادر إلى مسقط رأسه سنار ولم يكن في جيبه ما يوصله إلى الميناء البري أو السوق الشعبي آنذاك، فذهب إلى أحد أقطاب النادي الكبار وقد كان عضواً في مجلس الإدارة فما كان منه إلا وأعطاه ثلاثون جنيهاً فقط ليسافر بها إلى سنار وهو مبلغ لو اعتمد عليه حمودة في عطلة العيد لاضطر على قضاءها بالكاملين لأنها لن توصله إلى هناك.. ومع كل تلك المعاناة ليس من المنطقي أن ننتقد حمودة على أنه طالب بمستحقاته، أو أن نساومه على هلاليته ومريخيته فهي أشياء لا تساعده في حياته ب(قفة الملاح).