• ×
الخميس 28 مارس 2024 | 03-27-2024
ولاء مدني

نقطة تحول

ولاء مدني

 0  0  12227
ولاء مدني
نقطة ضوء
واندلق سنا الهلال
صلاح دندراوي
كخيول الريح في جوف العتامير تنادت أمجاد الهلال امس وهو ينازل خصمه
المريخ في واحدة من جولات اللقاءات المحمومة بين الخصمين، جاءوا خفافا
وهم يحملون في أعين جماهيرهم تاريخ ناصع بالبطولات وزعامة لا تخطأها عين
إلا من كانت بها رمد، زعامة ليست بالمقالات والأحرف الميتة ولكنها زعامة
إكتسبتها من وحي المشاركات في البطولات الكبرى وعشرات من الأقوياء الذين
يحسبون أن التاريخ ملكهم لا يجدون موطأ قدم في سلم المجد أمام هذا الهلال
قاهر الجبابرة وعمالقة الكرة بالقارة السمراء حتى وضع نفسه في مصاف
القائمة والإتحاد المعني باللعبة يضعه في مقدمة الفرق العربية والأفريقية
في إنجاز متواصل حتى بات من الذين يبتدر بهم الترتيب ليتنادى مع بعده من
فرق.
بكل ذاك التاريخ الحافل جاءت تلك العصبة التي شكلت تاريخ الهلال الحديث
وهي تخرج به من نصر لآخر حتى بات النصر عندهم من المعتاد بحيث لا يتعبون
كل متابع في أن يضع الترتيب إن أراد، ورغم أن الفريق يفتقد قائده ليس
لضربة سيف أو إصابة طائشة ولكنه غياب مبيت بفعل من يريدون ذلك، ورغم هذا
الغياب القسري لقيسارة الفريق وقائده الذي ظل يقوده قرابة العشرون عاما
من نصر إلى نصر إلا أن أخوته أبو إلا أن يضعون صورته أمامهم ويستحثون ذاك
الماضي الجميل الذي كان يلتئم فيه الشمل ليعوضوا هذا الفقد ويعززوا
الإنتصارات السابقة بإنتصار جديد يؤكد علو كعب ذاك المارد الأفريقي الذي
خبرته الأدغال والأحراش وتجاوز كثير من المطبات والأشواك فما بالكم
بحديقة متخمة بالثمار تنادي عليه للإقتطاف.
كانوا كالعهد بهم رغم أن كثير من كتل الغمام أن تحجب رؤيته عن الإنتصار
وعنوة تريد أن تضعه خلف المركبة إلا أن من تعود على صعود الجبال لن يقبع
في غياهب الحفر فكان ماردا أسمع صوته وقتما أراد وكيفما أراد غير عابئ
بكثير من المظان التي تريد له التقوقع والإنكسار، ورغم ذاك الغياب لأهم
أعمدته وقائد اوكسترته إلا أن الخلف كانوا خيرا للسلف فإستلموا عصا
المايسترو وجعلوا يعزفون على سلم النصر الذي يخبرون دروبه تماما فكان
الشدو بذاك الألق وذاك الجمال رغم قائد الأكسترا ولكن تجاوب النغمات غطى
على فداحة ذاك الغياب فأطرب كل من شاهد ذاك الحفل وعريس الليلة(بشه)
يختال فوق الثريا وهو يختطف تلك الثمرة الذكية فوق رؤوس الأشهاد وسط
إنبهار الليل ونداوة اللحظة، كان النغم منسابا، وإن كانت الليلة كما أراد
لها أهلوها إلا أن ذاك حال القمة الكروية يكون فيها ( من يضحك كثيرا يضحك
أخيرا) وها هي القهقهات أصحت سكون الليل وجرحت كبرياؤه وإن كانت منبوذة
إلا في مثل هذا الموضع، الفرح يطيح بوقار اللحظة ويؤكد أن المتجاسر على
حق والكواكب تحتفل بالقمر الزاهي وتدور أفلاكها حول ضيائه تستمد منه
البهجة والمسرة.
كان الهلال كالعهد به وهو يتجاوز كل المتاريس (المحلية) و(الخارجية) التي
عملت لإعاقته عن المسير ولكن كيف لكف يستطيع أن يغطي هالة من الضياء
فتمددت أشعته بتمدد تحركات لاعبيه وإستطاع التخلص من المعوقات التي ارادت
حجبه فكانت إلتفاتة سادومبا التي غافلت العتمات ليضع الضياء على كف بشه
الذي لم يجد صعوبة في أن يلج الضياء الكون وتغطي أشعته كل موضع لينفجر
الكون ضياء وبهجة وتعود المدينة آمنة يعمها الهدوء وتعود أدراجها مطمئنة
بأن الأمن مستتب وأن الأمور تأخذ وضعها الطبيعي، بينما تركت للآخرين فيض
الأماني وبعض من نفحات الندم والعشم المستحيل،.
نعم قد يكون الخصم قد قاوم بادر وتسلق المستحيل حتى حوافه ولكن كيف للعين
أن تعلو على الحاجب وكيف تعصى المملوكة مالكها فليس باليد حيلة طالما
الدماء تدب في تلك الشرايين.
هكذا قضى أهل الهلال تلك الليلة ينعمون بضوئه الباهر ويزجون على أنغام
لاعبيه الذين إستشعروا عظم المسؤولية فكانوا على قدر العشم، وفي حضرة
جلالك يطيب الجلوس مهذب أمامك يكون الكلام.....يا وطني
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ولاء مدني
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019