لدغة عقرب النعمان
تاريخ الوسيلة لن يوارى الثرى وان احتضن الثرى جسده الطاهر
خمسة وعشرون عاما منذ منتصف الستينات وحتى نهاية الثمانينات لم اتغيب عن رؤيته يوما الا اذا كان احدنا خارج السودان وكنا نلتقى مرتين فى اليوم حيث يجمعنا ركن واحد فى دار الرياضة امدرمان التى عرفت فى ذلك الوقت بالاركان حيث كانت المقاعد معروفة باسماء اصحابها دون ان يفعل ذلك احد ولكنه ما تعارف عليه اهل الدار فى زمن الصفاء والنقاء فى الرياضة فكنت وهو فى ركن واحد فى الجنبة الشمالية من الملعب ثم كنا نلتقى ثانية عندما كان نادى التاج الذى يقف على راسه لاطول فترة عرفتها الاندية السودانية لم يقعده عنها مرض او يزاحمه فيها طامع ولا اظنها ستتكرر فكان ناديه هو محطتنا حتى تنطلق المباريات المسائية فكان نادى التاج هو النادى الثانى فى حياتى بجانب نادى توتى وان تميز على الاخير باننى كنت اكثر تواجدا فيه.
طوال هذه المدة كنت اراه نحلة لا تتوقف لحظة ولا يستقر به المقام على مقعد كما هو حالنا من المدمنين لعب (الضمنة) والورق اما هو فكان المهموم طوال الوقت بحال الفريق لاتفتر همته رغم تقدمه فى السن فكان رئيس النادى ومديره ومرجعيته فى كل شأن يتعلق به حتى ان زى الفريق واعداد الكور يباشره بشخصه رغم ان شباب النادى لايحوجه لذلك ولكنه كان قد نذر نفسه للنادى روحا وجسدا ما ان ينتهى من عمله فى منتصف النهار الا وكان هو نادى التاج ونادى التاج هووقد ظل على هذا الحال لربع قرن اخرانقطعت فيه عنه لتواجدى بالخارج.
ولمعاصرته عن قرب لا اظن ان هناك من يضاهيه فى حب ناديه وفى خدمته بالرغم من ان تاريخ الكرة عرف رموزا كثيرة من الذين ادمنوا عشق انديتهم ولكنه كان رقما يتوفق على كل من عرفناهم من الارقام بالرغم من ان كثير منهم استحوذ على الاضواء فمن غيره تربع على رئاسة نادى لاكثر من نصف قرن ولو ان حجارة دار الرياضة امدرمان ومقاعدها تنطق لقالت انها لم تعرف له مثيلا فى عشق ناديه الذى سخر نفسه وامواله له بلا من على حساب اسرته ونفسه وصحته .
وكان الاشهر فى عالم الاناطين موضة ذلك الوقت بل اكثرهم من الذين صرفوا الاموال الطائلة التى انتفع منها المكابرون من ادعياء (الانطنة )الذين استثمروا اوهام عشاق انديتهم الذين يتبشثون باى امل يحقق النصر لحبعم وعشقهم لانديتهم ولعلنى اذكر يوما انه كان يسخر اثنين منهم فى وقت واحد هيأ لهم كل الخدمات وقسم بينهما المسئولية فكان بهذا اكثر من استنفذ الاناطين امكاناته المادية وما كان ليفعل هذا لولا حبه لناديه والذى بسببه غرق فى هذه الاوهام حتى اصبح من اشهر عملاء الاناطين. لا يضاهيه فى هذا الا الرمز البحراوى عثمان الحاج امد الله فى عمره ومتعه بالصحة والعافية
وبالرغم من قناعتى التامة بهذا الوهم الذى كان هو من اكبر ضحاياه الا ان هناك من الصدف ما شهدته الاحداث لتزيد من قناعاته وثقته فيهم ولعلنى اذكر بهذه المناسبة ذلك اللقاء الذى جمع بين نادى التاج وابوروف فى سنترليق الصعود للدرجة الثانية ويومها وقبل المباراة بيوم واحد فاجأنى بطلب غريب لمعرفته بعلاقتى الوثيقة برئيس نادى ابوروف رد الله غربته المهندس حامد المامون الريح , فى ذلك اليوم طلب منى ان اعرف منه اسم والدة كابتن شرف اخطر مهاجمى نادى ابوروف والعائد له من الهلال وذلك لان الانظون كما قال يريد اسم والدته وضحكت لطلبه و عند خروجنا من الدار عصر ذلك اليوم داعبت صدبقى حامد وحكيت له ماكان من امره فضحك وقال انه لا يعرف اسم والدة شرف ولكنه سياتى به و سال بعض العارفين وقال لى كلم صاحبك قول ليه هذا هو اسم والدته و لوجبت مائة انطون ابوروف فائز و صاعد.
فى الموعد المحدد للمباراة كنت اجلس بجانبه وسارت المباراة فاذا بشرف يهدركل الفرص التى لاحت له ربما لانه كان تحت التاثير النفسى حتى ان حامد اندفع نحوى وقال لى كلم صاحبك يفك الراجل ولما تبقت للمباراة عشرة دقائق شهدنا لاعب ابوروف احمد عبدالله يعد نفسه للمشاركة ولحظتها رايته ينتفض فى هستريا ويردد ضعنا احمد اسمه ما عند الانطون لانه كان يعمل خارج الخرطوم ولم تمض الا دقائق الا وكان احمد عبدالله يحرز االفوز لأبوروف ويصعد به للثانية على حساب التاج.
قطعا هى صدفة ولكنها بلا شك رسخت قناعاته بالاناطين لانها بالفعل ارتبطت بحدث غريب كنت شاهدا عليه/
هذا هو الوسيلة العكام الذى رحل عن دنيانا الفانية وسط موجة حذن بالغة اجتاحت الوسط الرياضى بصفة خاصة الامدرمانى لفقد هذا الرمز الكبيرالذى سجل رقما قياسيا فى الوفاء لنادى رياضى الا انه وان احتضن الثرى جسده الطاهر فان الوسيلة رصيد وتاريخ لن يطويه الثرى مع جسده وسيبقى رمزا رياضيا خالدا ونموذجا ومعدنا لم ولن نشهد مثله اللهم ارحمه واسكنه فسيج جناتك والعزاء لاسرته ولاسرة الرياضة عامة ولرواد دار الرياضة امدرمان وبصفة خاصة لاسرة نادى التاج وان لله وانا اليه راجعون
تاريخ الوسيلة لن يوارى الثرى وان احتضن الثرى جسده الطاهر
خمسة وعشرون عاما منذ منتصف الستينات وحتى نهاية الثمانينات لم اتغيب عن رؤيته يوما الا اذا كان احدنا خارج السودان وكنا نلتقى مرتين فى اليوم حيث يجمعنا ركن واحد فى دار الرياضة امدرمان التى عرفت فى ذلك الوقت بالاركان حيث كانت المقاعد معروفة باسماء اصحابها دون ان يفعل ذلك احد ولكنه ما تعارف عليه اهل الدار فى زمن الصفاء والنقاء فى الرياضة فكنت وهو فى ركن واحد فى الجنبة الشمالية من الملعب ثم كنا نلتقى ثانية عندما كان نادى التاج الذى يقف على راسه لاطول فترة عرفتها الاندية السودانية لم يقعده عنها مرض او يزاحمه فيها طامع ولا اظنها ستتكرر فكان ناديه هو محطتنا حتى تنطلق المباريات المسائية فكان نادى التاج هو النادى الثانى فى حياتى بجانب نادى توتى وان تميز على الاخير باننى كنت اكثر تواجدا فيه.
طوال هذه المدة كنت اراه نحلة لا تتوقف لحظة ولا يستقر به المقام على مقعد كما هو حالنا من المدمنين لعب (الضمنة) والورق اما هو فكان المهموم طوال الوقت بحال الفريق لاتفتر همته رغم تقدمه فى السن فكان رئيس النادى ومديره ومرجعيته فى كل شأن يتعلق به حتى ان زى الفريق واعداد الكور يباشره بشخصه رغم ان شباب النادى لايحوجه لذلك ولكنه كان قد نذر نفسه للنادى روحا وجسدا ما ان ينتهى من عمله فى منتصف النهار الا وكان هو نادى التاج ونادى التاج هووقد ظل على هذا الحال لربع قرن اخرانقطعت فيه عنه لتواجدى بالخارج.
ولمعاصرته عن قرب لا اظن ان هناك من يضاهيه فى حب ناديه وفى خدمته بالرغم من ان تاريخ الكرة عرف رموزا كثيرة من الذين ادمنوا عشق انديتهم ولكنه كان رقما يتوفق على كل من عرفناهم من الارقام بالرغم من ان كثير منهم استحوذ على الاضواء فمن غيره تربع على رئاسة نادى لاكثر من نصف قرن ولو ان حجارة دار الرياضة امدرمان ومقاعدها تنطق لقالت انها لم تعرف له مثيلا فى عشق ناديه الذى سخر نفسه وامواله له بلا من على حساب اسرته ونفسه وصحته .
وكان الاشهر فى عالم الاناطين موضة ذلك الوقت بل اكثرهم من الذين صرفوا الاموال الطائلة التى انتفع منها المكابرون من ادعياء (الانطنة )الذين استثمروا اوهام عشاق انديتهم الذين يتبشثون باى امل يحقق النصر لحبعم وعشقهم لانديتهم ولعلنى اذكر يوما انه كان يسخر اثنين منهم فى وقت واحد هيأ لهم كل الخدمات وقسم بينهما المسئولية فكان بهذا اكثر من استنفذ الاناطين امكاناته المادية وما كان ليفعل هذا لولا حبه لناديه والذى بسببه غرق فى هذه الاوهام حتى اصبح من اشهر عملاء الاناطين. لا يضاهيه فى هذا الا الرمز البحراوى عثمان الحاج امد الله فى عمره ومتعه بالصحة والعافية
وبالرغم من قناعتى التامة بهذا الوهم الذى كان هو من اكبر ضحاياه الا ان هناك من الصدف ما شهدته الاحداث لتزيد من قناعاته وثقته فيهم ولعلنى اذكر بهذه المناسبة ذلك اللقاء الذى جمع بين نادى التاج وابوروف فى سنترليق الصعود للدرجة الثانية ويومها وقبل المباراة بيوم واحد فاجأنى بطلب غريب لمعرفته بعلاقتى الوثيقة برئيس نادى ابوروف رد الله غربته المهندس حامد المامون الريح , فى ذلك اليوم طلب منى ان اعرف منه اسم والدة كابتن شرف اخطر مهاجمى نادى ابوروف والعائد له من الهلال وذلك لان الانظون كما قال يريد اسم والدته وضحكت لطلبه و عند خروجنا من الدار عصر ذلك اليوم داعبت صدبقى حامد وحكيت له ماكان من امره فضحك وقال انه لا يعرف اسم والدة شرف ولكنه سياتى به و سال بعض العارفين وقال لى كلم صاحبك قول ليه هذا هو اسم والدته و لوجبت مائة انطون ابوروف فائز و صاعد.
فى الموعد المحدد للمباراة كنت اجلس بجانبه وسارت المباراة فاذا بشرف يهدركل الفرص التى لاحت له ربما لانه كان تحت التاثير النفسى حتى ان حامد اندفع نحوى وقال لى كلم صاحبك يفك الراجل ولما تبقت للمباراة عشرة دقائق شهدنا لاعب ابوروف احمد عبدالله يعد نفسه للمشاركة ولحظتها رايته ينتفض فى هستريا ويردد ضعنا احمد اسمه ما عند الانطون لانه كان يعمل خارج الخرطوم ولم تمض الا دقائق الا وكان احمد عبدالله يحرز االفوز لأبوروف ويصعد به للثانية على حساب التاج.
قطعا هى صدفة ولكنها بلا شك رسخت قناعاته بالاناطين لانها بالفعل ارتبطت بحدث غريب كنت شاهدا عليه/
هذا هو الوسيلة العكام الذى رحل عن دنيانا الفانية وسط موجة حذن بالغة اجتاحت الوسط الرياضى بصفة خاصة الامدرمانى لفقد هذا الرمز الكبيرالذى سجل رقما قياسيا فى الوفاء لنادى رياضى الا انه وان احتضن الثرى جسده الطاهر فان الوسيلة رصيد وتاريخ لن يطويه الثرى مع جسده وسيبقى رمزا رياضيا خالدا ونموذجا ومعدنا لم ولن نشهد مثله اللهم ارحمه واسكنه فسيج جناتك والعزاء لاسرته ولاسرة الرياضة عامة ولرواد دار الرياضة امدرمان وبصفة خاصة لاسرة نادى التاج وان لله وانا اليه راجعون