• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
الواثق عبدالرحمن

البث...والعصور الوسطى

الواثق عبدالرحمن

 0  0  1581
الواثق عبدالرحمن
همس الهتاف
تكثر الشكوى في أوساط المجتمع السوداني ، المحب للرياضة عموماً ، ولكرة القدم على وجه الخصوص بشكل جنوني يفوق بكثير محبة واهتمام معظم شعوب العالم الثالث من حولنا بهذه اللعبة الفريدة ، صحيح ان كرة القدم معروفة عالمياً وهي اللعبة الاولى في القارات الست ، لكنها لدينا شيء مختلف ، نكهة الحياة ، وسر من أسرارها ، نتسلى بها ، نعزي انفسنا من همومنا على بساطها ونلجا اليها كلما ضاقت الضوائق ، وتجاذبتنا مصالح الساسة وغالبتنا هموم الحياة ومكابدة حق الفطور وايجار البيت وشنطة المدرسة .
تكثر الشكوى من كوننا ، ورغم كل هذا الحب الجارف لكرة القدم ، رغم معرفة ابنائنا لميسي ، ومهاتفة أحلامهم لكرستيانو رونالدو ، ومجازفتهم لثمن تذكرة الدخول الى نوادي المشاهدة تسقطاً لاخبار الدوريات الاوربية ، رغم هذا كله نعيش تخلفاً غريباً في مجال الرياضة ، وكرة القدم على وجه الخصوص ، تخلف يعطيك انطباعاً وكأن هناك من لايريد لهذا الشعب ان يستمتع بأي شيء ولو كانت كرة القدم ، البسيطة السهلة السلسة الحبيبة .
اصطرع القوم ، الاتحاد والقمة ، تقاطعت اتجاهات الكبار ، ومصالحهم ، هذا يشد من ناحية ، والاخر يجذب من الجهة الاخرى وفي النهاية يضيع أهلنا البسطاء من يتسمرون حول التلفاز لرؤية محبوب ينفحهم الحب الصافي ، النقي ، حب لا يتطلب منك هتاف لرجل ، ولا يوجهك نحو صندوق انتخاب لكبير من الكبار ممن اثروا وطار والى العلى وتركوا عموم هذا الشعب تلهث حول لقمة العيش لا تجد متنفساً سمحاً غير متابعة اخبار فريقها المحبوب ، تصحو على حبه ، وتغفو ايضاً .
الموضوع لايهمهم في شيء ، لان كل منهم يستطيع ان يلف عمامته المتوجة لجلبابه ناصع البياض ويحتذي مركوب جلد النمر الفاخر ثم يمتطي دابته الفارهة فتفتح له مدارج الاستاد قبل اطلاق الصافرة بقليل وربما بعدها ، فالكرة ليست همهم الاول ، بقدر البنكنوت والشهرة والعلاقات التي ما استحصلوها الا من دائرة الجلد المنفوخ المجنونة وركض الاقدام المحموم ، ولذا فان آخر اهتماماتهم تلبية حاجات البسطاء في ام كرشولة وكاب الجداد وكبكابية والدهسيرة وتنقسي الجزيرة وشلعوها الخوالدة وجزيرة بدين وطوكر والقضارف ورهيد البردي وقوز ابوكلاب وكل امتداد الوطن الحبيب الرحيب حيث لا يستطيع الناس الحضور الى الخرطوم او الزحف نحو الملاعب المختلفة فيتحلقون حول التلفاز لرؤية معشوقتهم العزيزة كرة القدم .
كيف تتطور كرة القدم لدينا اذا كانت مثل هذه العقليات المتحجرة الأنانية تحكمنا وتتحكم في مصائرنا الكروية وامزجتنا واهوائنا ، انظروا الى الدول من حولنا ولن تجدوا دولة لا ينقل فيها الدوري او المنافسات المختلفة .
في مصر القريبة للاهلي قناته التي يبث فيها مبارياته واحداثه ، وهو تقليد في العالم من حولنا ، اما هنا فيتحكم رجالات الاتحاد في كل شيء ، ويتدخلون في كل شيء ، وهذه خصيصة سودانية خالصة ، تذكرنا بعلبة السجائر تلك ، التي كتب عليها من عجب ، في زمان منصرم ، صنعت خصيصاً للسودان .
هتاف اخير
البعثة الهلالية في احسن حال ، أما عدم الاستقبال الجيد ، وسوء المعاملة في أحراش إفريقيا فلن نتعرض لها ، لأنها أصبحت عرفاً ثابتاً ، ولأن هلال الملايين ، مثله مثل الأندية الكبيرة لا تؤثر فيه مثل هذه السخافات .
الأخبار من هناك واتصالاتنا تؤكد أن الأزرق ينوي إسعاد جماهيره وطمأنتهم ووأد أي محاولة دبلوماسية لتنغيص الافراح الزرقاء وتعطيل المشوار الطامح نحو اللقب الإفريقي الغالي .
مساوي وصالح جاهزين للزود عن العرين ، وباقي الكتيبة تمام التمام ، الفريق دبولماسي ، والنتف الشديد شيء اساسي .
زاوية حميد
راح حميد وفات.... خلى البلد حزنانة....يشتل في الورود..هم يزرعوا الجبخانة...يا قشر الشمال....دربك وحاتك ازانا...يتم ناس كتار...اتعبت الجبانة....راح حميد وفات...اشعارو باقية معانا...ليه يا زول تفوت...لسة النفوس خرمانة ...
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : الواثق عبدالرحمن
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019