• ×
الخميس 18 أبريل 2024 | 04-17-2024
اماسا

ذكرى شهداء أم مغد..!

اماسا

 2  0  2158
اماسا
زووم
ذكرى شهداء أم مغد..!
مرت الذكرى التاسعة لحادثة أم مغد بهدوء تام هذه المرة، وكأنها لم تكن ذلك اليوم الذي قلب الموازين في تأريخ المريخ الحديث، او تلك اللحظات التي روعت الملايين من الرياضيين داخل وخارج الوطن في الحادي عشر من مارس 2003، وقتها كنا حريصين على متابعة المريخ أينما حل، لا تكاد تفوتنا فعالية يشارك فيها الفريق إلا كنا أول الحاضرين والموثقين لها، خاصة في مدينة كسلا التي نكن لها في أنفسنا مكانة كبيرة برغم أنها المدينة الوحيدة التي لا نملك فيها علاقات رحم، وكانت للرياضة فضل في أن نكتسب فيها علاقات ارتقت فيما بعد إلى مستوى العلاقات الأسرية والرحمية، لذلك تخلفت عن رحلة العودة لحضور ديربي المدينة بين التاكا والميرغني والتي كان يفترض أن تلعب في السبت التالي مباشرة، كنت قبلها قد بذلت جهداً في مقابلة الراحل صديق العمدة عقب المباراة لأخفف عليه وقع الخسارة في مباراة الفريق أمام التاكا، خاصة وأنها كانت المباراة الثانية فقط تحت إشرافه بعد إقالة حسن المصري وبعد مباراة كسبها أمام الخرطوم (3) بثلاثية وعرض مميز، ولكنني لم أوفق لأن الأحداث سارت بسرعة منذ انتهاء المباراة وحتى منتصف الليل، مع زحمة الإداريين وعشاق الاحمر ممن كانوا قد توافدوا من الخرطوم لمشاهدة المريخ في لقاءه الاول خارج قواعده، وكان حرصى على مقابلة الشهيد صديق لأسباب كثيرة أولها علاقة الرحم التي تربطني به، والسبب الثاني والأهم أنه كان من الأصدقاء المقربين جداً، وعادة ما يكون أول من أقبله في الصباح لأنه كان يدعوني لحضور بعض المعالجات الإسعافية التي كان يجريها مع بعض اللاعبين بصورة فردية أو جماعية، ومثال لذلك: كان حريصاً على تجويد جملة العكسيات من الاطراف للثنائي المميز في الرأسيات وقتها فيصل العجب وعثمان زكي قبل أن يغادر الأخيرفي نهاية موسم 2002، ووقتها كان يخصص حصة تدريبية تشارك فيها مجموعة مكونة من فاروق جبرة وميرغني كنيد وهيثم الرشيد وحموده بشير، فأحضر معه من أم بده قبل شروق الشمس لأستمتع بما يفعله، وكنت واثقاً أنه أكثر منا متعة بما يقوم به من عمل لم يكن عبثاً أو مضيعة للوقت لأن الفريق قد استطاع في موسمين متواليين أن يكسب عدداً من المباريات الكبيرة بالإضافة إلى لقبين في الممتاز بفضل هذه الجمل التي كان يكرس لها ساعتين صباحيتين يومياً، وبعد الحصة التدريبية نتناول الإفطار معاً قبل أن ينصرف هو لعمله ببنك النيلين وأتوجه بدوري إلى محاضراتي أو عملي بالصحيفة على أن نلتقي مرة أخرى في الفترة المسائية في أيام كانت فيه ديار المريخ بؤرة مضيئة للنشاط الإجتماعي، ومكان يتواجد فيه كل من له صلة بالمريخ وشئونه، وقبل أن تنتقل إدارات المريخ من النادي إلى الدهاليز ومكاتب الأحياء والبيوت.
كانت أيام مميزة برغم محدودية الدخل وضيق ذات اليد، وكل من في المريخ يستمتع تماماً بما يقدمه من تضحيات يدفع فيها من حر ماله دون أن يمتن على النادي وأهله، والاهم من ذلك أنهم كانوا يحبون بعضهم بعيداً عن تصفية الحسابات وعمليات الضرب تحت الأحزمة، وإن كنت قد أسهبت في الحديث عن صديق العمدة، فإن هنالك نجمة أضاءت سماوات المريخ فترة ليست بالقصيرة، وسيظل ضياؤها ملء البصر مهما تعاقبت الأجيال، وأظن أننا لو اكتفينا بمعرفة وصداقة عزالدين الربيع لوحده لاكتفينا به مثالاً للمريخي المحب والعاشق المتبتل في هذا الكيان، رجل تحبه لبساطته وحسن نواياه وحبه العميق لكل من حوله، ولبساطته المدهشة كإنسان لا يوجد من بين أهل المريخ من تعامل معه ومنحه إنطباع بانه رجل ثري وصاحب مبادرات توازي تماماً مبادرات جمال الوالي على أيامنا هذه.
قدم الراحل عزالدين الربيع للمريخ الكثير، وأخلص في حضرته بشكل يستحق أن يكون مثالاً يحتذى وأنموذجاً نحفظه عن ظهر قلب لننقله ونحكيه للأجيال القادمة، وصورة تستحق أن نضعها لبنة لبناء مجتمع نظيف زنزيه وعفيف، وقد أحببنا التنقيب في فضائله كإنسان بسيط في مفرداته التي يختارها للتعامل مع الناس حتى يخال لك أنك تتعامل مع ذات الصورة التي يحاول الناس الوصول إليها عندما يتحدثون عن أصالة الإنسان السوداني وعفة لسان الإنسان التقي الورع، فمنذ ان عرفناه وحتى انتقاه الموت من بيننا لم نسمع منه لفظاً جارحاً في حق أي من المريخاب، ولم نر منه موقفاً يسيء لزميل أو حتى عامل من عمال النادي، ولم نشهد له بتهافت على الإعلام من اجل الصعود على أكتاف زملاءه لدرجة أنه لم يظهر في حوار مباشر مع الصحف الرياضية إلا مرة واحدة فقط وبعد أن بذل معه الزميل الصديق أحمد محمد احمد مجهوداً خرافياً لكي يوافق.. ووقتها كان النجم الإداري الأوحد في المريخ وصاحب المبادرات الراقية.
حادث أم مغد المشؤوم لم يرح ضحيته العمدة والربيع وعبداللطيف السيد فقط وإنما ذهبت معه أشياء كثيرة وأول ما نفتقده هو تماسك الأسرة المريخية والأبعاد الإجتماعية في هذا النادي، وغياب معايير المصلحة العامة في غياهب المد الجديد الذي سيطر عليه مفاهيم المصلحة الشخصية وطغت على كل شيء نبيل لدرجة أن بعضهم أصبح لا يساند أحداً إلا بمقابل ولا يبتسم في وجه الآخرين إلا في حضرة (ضحاكات العصر الحديث) من دولارات ويورو وعملات أخرى أضعفها الجنيه..!
نسأل الله لهم الرحمة والقبول الحسن في عليين مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا، ونتمنى للجرحى حياة طيبة، غير أنه لابد لنا من الإعتراف بفضل تلك الحادثة علينا في التعامل مع قضايا المريخ من زاوية أخرى مختلفة لا تخلو من جدية، على الأقل لأنها قضية بذل من أجلها الروح وذهب في طريقها الأحباب ولابد من التفاني فيها وفاءً لهم.. ولو كان المريخ لديهم مجرد تسلية وتمضية للوقت لما تركوا أعمالهم وسافروا معه إلى كسلا ليلقوا حتفهم في امغد..!


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    elfatih/braeem 7 03-16-2012 02:0
    SIDEEG ELAOUMDA-ESSA SABAH ELKHEER-ATIF ELGGOOZ-SAMY-IBRAHOMA ELMASOUDI-HAMID BREEMA-SANTO-DAHDOH-IBRAHIMATTA-KAMAL ABDOULGANY-BADRELDIN-AND OSAMASOKSOK.THE ONLY AFRICAN,S CUP BY CLUB WON BY A SUDANESE CLUB ,OUR HERO,S WHERE ARE THEY NOW WHAT ARE THEY DOING HAW THEY LIVE ,DO WE REALLY CARE ABOUT THE STARS PLAYERS AFTER FINISHED THEIR TIME OF PLAYING ,WE SAW WHAT WAS HAPPEN TO WAD ELGNEED (ALAAH YARHAMOU)BUT WHY ACT ALWAYS VERY LATE ?CAN WE DO OR CREATE A FOUNDATION TO TAKE CARE OF WHOM REALLY NED HELP ,BY PLAYING TWO OR THREE MATCHS(ELMARIKH V ELMOURADA)WAS 200MILLION SO IT IS VERY EASY TO GET THE FUND,TO BE HONEST I SAW A PICTURE OF ELHILAL EX-PLAYER( HAFIZ EBEED)AND I REMEMBER HIS TIME WITH ELHILAL AND THE NATIONAL TEAM ,I DROP TEARS FROM MY EYES .AND I FELT REALLY A SHAME .BECAUSE PRESENT PLAYERS GOT THE MONEY ON THE WORLD BUT GAVE NOTHING.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019