زووم
أزمة هيثم مصطفى..!
أمثال هيثم مصطفى وفيصل العجب لا يستحقون التعامل معهم إلا بالتي هي أحسن، وبما يحفظ مكانتهما ويؤكد أن الناديين الكبيرين يحترمان أصحاب الخدمة الطويلة الممتازة في حضرتهما، والهلال تحديداً ليس بحاجة إلى إتباع طريقة فيها شبهة (تآمر) للتخلص من هيثم مصطفى لأنه لم يكن في يوم من الأيام عبئاً على الفريق من الناحية الفنية، وإن كان أداءه قد تراجع في الآونة الأخيرة فهذا أمر طبيعي لأنه قد هرم في خدمة ناديه وأدى عليه من مسؤوليات وقاده لإنجازات لن تنساها السابقة والحاضرة والقادمة قبل أن يسجل إسمه بأحرف من نور على صفحات النجومية في النادي الأزرق مع عمالقة سبقوه، وأنا هنا لا أريد مدحه بما لا يستحق بقدر ما أجتهد في الإرتفاع بالعبارات حتى تكون لائقة بأدواره في المنتخب ومع ناديه، وقد أكون كاذباً إن كتبت أنني لم أستمتع بطريقة لعبه يوماً، وأنه لم يجبرني على التصفيق مرات ومرات منذ أن كان في منتخب الناشئين وفرق الأمير البحراوي في منتصف التسعينات حتى شارف على الإعتزال الآن، كناقد رياضي بعيداً عن الإنتماء، وكنت قد انتقدته مراراً في بعض الأشياء التي تتعلق بطريقة تعامله مع الزملاء في الإعلام من ناحية وببعض معجبيه من الناحية الأخرى.. وهذا ليس موضوعنا الآن وإنما نسعى لتثبيت فكرة مهمة جداً تشمله مع زميله قائد المريخ فيصل العجب، فهما يشتركان في أنهما قد تجاوزا مكانة النجومية العادية وأصبحا رمزين من الرموز التي ينبغي أن تحترم، وهذا الإحترام ليست منحة ولا عطية لهما وإنما هو حق مكتسب بناءً على الخدمة الطويلة وكحصاد لسنوات طوال دافعا فيها عن شعار الفريقين بجسارة، ومن حقهما على الأقل وبعد كل هذا أن يتم التعامل معهما بطريقة خاصة تليق بالكبار، لا يتم شطبهما كما يشطب من يفشلون فنياً في إثبات كفاءتهم، ولا تجري محاربتهما من خلف الكواليس والحديث في أشياء تخصهما من خلف حجاب، والحديث عن ضرورة توفير حصانة لهما من أية مؤامرة يمكن أن تحاك في حقهما خارج نطاق العملية الفنية والذوقية، مع الإعتراف بأن مثل هذه المعاملات تعتبر من صلب الأشياء التي تحدد حجم النادي ومدى وعي قيادته وقاعدته، ولكن دخول مجلس إدارة نادي الهلال في هذه المعمعة، واشتراكه في صنع أزمة هيثم مصطفى يعني أنه يريد الإنتحار بإختياره للمواجهة مع جماهيره علماً بأن هيثم مصطفى لاعب جماهيري صنع إسمه بعطاءه وحسن قيادته لزملاءه داخل الميدان وخارجه، ولا أحد في الوسط الرياضي يستطيع أن ينكر أدواره الكبيرة في دعم زملاءه وحل مشكلاتهم ومساندتهم خارج الميدان.. وبعض من تلك الأدوار لا تحتمل التطرق لها هنا في هذه المساحة وهي التي أجبرتني على كتابة هذا المقال.
طريقة مجلس الهلال في التعامل مع قائد الفريق غريبة نوعاً ما، وغير مبرأة من تهمة التآمر، فمن الطبيعي أن يكون قائد الهلال ضمن عملية إحلال وإبدال شاملة تعلن قبل وقت كافي لتهيئة الجماهير، وقبل ذلك إقناع اللاعب نفسه بالتنحي وإفساح المجال لغيره من القادرين على العطاء لأن الإعتزال قرار يملكه اللاعب فقط، وهو الوحيد الذي يستطيع تحديد قدرته على الإستمرار والعطاء أو عجزه ومن ثم الإعتراف بنهاية المشوار، ولكن هيثم مصطفى كان نغمة جماهيرية حتى في آخر مباراة خاضها مع الفريق، والأهم من ذلك أن شكل الفريق لا يدل على جاهزية بديله لسد الفجوة التي تركها بغيابه من خلال المباريات الأولى التي خاضها أمام أهلي شندي والنسور وأهلي الخرطوم.. ما يعني أن أمام القائمين على الأمر تجهيز البديل أولاً ومن ثم التدرج نحو قرار سيكون بحاجة إلى إخراج، وكذلك الإتفاق عليه مع هيثم نفسه وبرضاه حتى يمر بلا غبار.
موقف مجلس الهلال.. أو قل رئيسه من هيثم مصطفى سيفقد الفريق التركيز في هذا الموسم، وقد يكون هو السبب الأول في خروجه من هذا الموسم خالي الوفاض داخلياً وخارجياً، لأن الجميع قد باتوا في حالة تعبئة للتصدى والتنديد بهذا التوجه، وهم في انتظار يوم الجمعة، وموقف رئيس النادي وتصريحاته المناوئة للاعب إنعكاس على محدودية رؤيته وضيق أفقه في مثل هذه القضايا وإصراره على الإنتحار، فهو لا يدري أنه يرسم نهاياته كرئيس بيده، وأنه يحث الجماهير على فعل ما يحلو لها كما فعل هو ما يحلو له، وبالتالي فإن مواجهةً ستقع بينهما في لقاء الجمعة الذي يجمع بين الهلال وجزيرة الفيل.. والفريق الأخير يقوده محمد محي الدين الديبه.. الباحث عن طوق نجاة في هذه البطولة بعد خسارته أمام الخرطوم في الأسبوع المنصرم..!
خلاصة الأمر.. أن ثنائي القمة مطالبان بتعامل راقي يؤكد تقديرهما لكل من خدم في بلاطهما لأكثر من عشر سنوات، ليس إكراماً للكبار فحسب، وإنما تحفيز للأجيال القادمة وتأكيد على سمو إسم من يخلص ويجزل العطاء لهما، وحتى لا يتساوى المارين على كشوفات الناديين مرور الكرام في موسم وموسمين مع الرموز التي أخلصت في خدمتها وتفانت لحد التضحيات..!
أزمة هيثم مصطفى..!
أمثال هيثم مصطفى وفيصل العجب لا يستحقون التعامل معهم إلا بالتي هي أحسن، وبما يحفظ مكانتهما ويؤكد أن الناديين الكبيرين يحترمان أصحاب الخدمة الطويلة الممتازة في حضرتهما، والهلال تحديداً ليس بحاجة إلى إتباع طريقة فيها شبهة (تآمر) للتخلص من هيثم مصطفى لأنه لم يكن في يوم من الأيام عبئاً على الفريق من الناحية الفنية، وإن كان أداءه قد تراجع في الآونة الأخيرة فهذا أمر طبيعي لأنه قد هرم في خدمة ناديه وأدى عليه من مسؤوليات وقاده لإنجازات لن تنساها السابقة والحاضرة والقادمة قبل أن يسجل إسمه بأحرف من نور على صفحات النجومية في النادي الأزرق مع عمالقة سبقوه، وأنا هنا لا أريد مدحه بما لا يستحق بقدر ما أجتهد في الإرتفاع بالعبارات حتى تكون لائقة بأدواره في المنتخب ومع ناديه، وقد أكون كاذباً إن كتبت أنني لم أستمتع بطريقة لعبه يوماً، وأنه لم يجبرني على التصفيق مرات ومرات منذ أن كان في منتخب الناشئين وفرق الأمير البحراوي في منتصف التسعينات حتى شارف على الإعتزال الآن، كناقد رياضي بعيداً عن الإنتماء، وكنت قد انتقدته مراراً في بعض الأشياء التي تتعلق بطريقة تعامله مع الزملاء في الإعلام من ناحية وببعض معجبيه من الناحية الأخرى.. وهذا ليس موضوعنا الآن وإنما نسعى لتثبيت فكرة مهمة جداً تشمله مع زميله قائد المريخ فيصل العجب، فهما يشتركان في أنهما قد تجاوزا مكانة النجومية العادية وأصبحا رمزين من الرموز التي ينبغي أن تحترم، وهذا الإحترام ليست منحة ولا عطية لهما وإنما هو حق مكتسب بناءً على الخدمة الطويلة وكحصاد لسنوات طوال دافعا فيها عن شعار الفريقين بجسارة، ومن حقهما على الأقل وبعد كل هذا أن يتم التعامل معهما بطريقة خاصة تليق بالكبار، لا يتم شطبهما كما يشطب من يفشلون فنياً في إثبات كفاءتهم، ولا تجري محاربتهما من خلف الكواليس والحديث في أشياء تخصهما من خلف حجاب، والحديث عن ضرورة توفير حصانة لهما من أية مؤامرة يمكن أن تحاك في حقهما خارج نطاق العملية الفنية والذوقية، مع الإعتراف بأن مثل هذه المعاملات تعتبر من صلب الأشياء التي تحدد حجم النادي ومدى وعي قيادته وقاعدته، ولكن دخول مجلس إدارة نادي الهلال في هذه المعمعة، واشتراكه في صنع أزمة هيثم مصطفى يعني أنه يريد الإنتحار بإختياره للمواجهة مع جماهيره علماً بأن هيثم مصطفى لاعب جماهيري صنع إسمه بعطاءه وحسن قيادته لزملاءه داخل الميدان وخارجه، ولا أحد في الوسط الرياضي يستطيع أن ينكر أدواره الكبيرة في دعم زملاءه وحل مشكلاتهم ومساندتهم خارج الميدان.. وبعض من تلك الأدوار لا تحتمل التطرق لها هنا في هذه المساحة وهي التي أجبرتني على كتابة هذا المقال.
طريقة مجلس الهلال في التعامل مع قائد الفريق غريبة نوعاً ما، وغير مبرأة من تهمة التآمر، فمن الطبيعي أن يكون قائد الهلال ضمن عملية إحلال وإبدال شاملة تعلن قبل وقت كافي لتهيئة الجماهير، وقبل ذلك إقناع اللاعب نفسه بالتنحي وإفساح المجال لغيره من القادرين على العطاء لأن الإعتزال قرار يملكه اللاعب فقط، وهو الوحيد الذي يستطيع تحديد قدرته على الإستمرار والعطاء أو عجزه ومن ثم الإعتراف بنهاية المشوار، ولكن هيثم مصطفى كان نغمة جماهيرية حتى في آخر مباراة خاضها مع الفريق، والأهم من ذلك أن شكل الفريق لا يدل على جاهزية بديله لسد الفجوة التي تركها بغيابه من خلال المباريات الأولى التي خاضها أمام أهلي شندي والنسور وأهلي الخرطوم.. ما يعني أن أمام القائمين على الأمر تجهيز البديل أولاً ومن ثم التدرج نحو قرار سيكون بحاجة إلى إخراج، وكذلك الإتفاق عليه مع هيثم نفسه وبرضاه حتى يمر بلا غبار.
موقف مجلس الهلال.. أو قل رئيسه من هيثم مصطفى سيفقد الفريق التركيز في هذا الموسم، وقد يكون هو السبب الأول في خروجه من هذا الموسم خالي الوفاض داخلياً وخارجياً، لأن الجميع قد باتوا في حالة تعبئة للتصدى والتنديد بهذا التوجه، وهم في انتظار يوم الجمعة، وموقف رئيس النادي وتصريحاته المناوئة للاعب إنعكاس على محدودية رؤيته وضيق أفقه في مثل هذه القضايا وإصراره على الإنتحار، فهو لا يدري أنه يرسم نهاياته كرئيس بيده، وأنه يحث الجماهير على فعل ما يحلو لها كما فعل هو ما يحلو له، وبالتالي فإن مواجهةً ستقع بينهما في لقاء الجمعة الذي يجمع بين الهلال وجزيرة الفيل.. والفريق الأخير يقوده محمد محي الدين الديبه.. الباحث عن طوق نجاة في هذه البطولة بعد خسارته أمام الخرطوم في الأسبوع المنصرم..!
خلاصة الأمر.. أن ثنائي القمة مطالبان بتعامل راقي يؤكد تقديرهما لكل من خدم في بلاطهما لأكثر من عشر سنوات، ليس إكراماً للكبار فحسب، وإنما تحفيز للأجيال القادمة وتأكيد على سمو إسم من يخلص ويجزل العطاء لهما، وحتى لا يتساوى المارين على كشوفات الناديين مرور الكرام في موسم وموسمين مع الرموز التي أخلصت في خدمتها وتفانت لحد التضحيات..!