بهدوء
ماذا تستفيد سودانى من رعاية الدورى ؟
اعتقد ان من حق شركة سودانى الان ان تفسخ عقد رعاية الدورى الممتاز الذى وقعته مؤخرا اذا لم يحسم الاتحاد العام التعاقد مع اى قناة محلية او اجنبية لبث مباريات الدورى الممتاز , فالشركة المعنية هى اكبر الخاسرين من عدم التلفزة لانها بذلك ستدفع اموالا للاتحاد العام دون ان تحصل على المقابل الاعلامى والاعلانى الذى يفترض ان يكون هو القيمة البديلة لملايين الجنيهات التى وافقت على دفعها للاتحاد العام واندية الدورى الممتاز , فالذين يتحدثون ان الدخل العالى الذى بدأت تحققه المباريات التى يكون طرفها المريخ او الهلال قد اضعف حماس الاتحاد العام نحو بيع الحقوق الحصرية للدورى الممتاز يتناسون ان امر التلفزة هو التزام اخلاقى وقانونى يستوجب على الاتحاد العام الايفاء به دون مماطلة او تردد طالما ان لديه عقد مع شركة راعية للدورى مثل سودانى التى لم تعود من جديد الى رعاية هذه البطولة من اجل سواد عيون اتحاد معتصم جعفر وانما لتسويق منتجاتها من خلال مسابقة الدورى الممتاز ,, فالاتحاد العام ملزم من كل النواحى باستكمال مراحل التفاوض التى بدأها من قبل حول تلفزة المباريات وفقا للشروط التى يتم الاتفاق حولها مع اى قناة ترغب فى شراء هذه الحقوق الحصرية ,, ولا اظن ان المسؤولين فى شركة سودانى اذا كانوا قد قبلوا وقدروا على مضض الظروف التى حالت دون التوصل الى اتفاق حتى الان حول البث التلفزيونى بسبب الخلافات التى نشبت بين الاتحاد وناديي القمة فلا اظنهم يمكن ان يسكتوا على مايحدث اذا تاخر امر البث لاكثر من ذلك فلابد ان يضغطوا ايضا على الاتحاد العام حتى يفى بما ينص عليه العقد المبرم بينهما لانه ببساطة لاتوجد شركة محترمة و تتعامل بقدر من الاحترافية فى امر التسويق يمكن ان تهدر اموالها سدى فى بطولة كروية لايشاهدها سوى الحاضرين داخل الاستاد !
من المؤسف انه حتى هذه اللحظة لم نلمس اى جدية من جانب الاخوة فى الاتحاد العام نحو البحث عن قناة بديلة مما يثير الكثير من الشكوك وعلامات الاستفهام حول هذا الموقف الغريب من جانب الاتحاد الذى اصبح الان فى مواجهة اتهام صريح وواضح بانه بالفعل يماطل ويعاند حتى يكون فى حل عن اى التزام بما تم الاتفاق عليه فى اجتماع وزير الشباب والرياضة الذى كما ذكرت من قبل تمخض عن قرار بتشكيل لجنة برئاسة الاستاذ محمد الشيخ مدنى اوكل لها مسؤولية توزيع عائد حقوق البث التلفزيونى وهو مايعنى الغاء اللوائح التى يتشبث ويتمسك بها الاتحاد العام ,, ولكن بغض النظر عن هذا التفسير فان تجاهل الاتحاد العام لامر البث هو استخفاف وعدم احترام للقاعدة الكبيرة من الرياضيين داخل وخارج السودان .
من المفارقات العجيبة ان قناة الجزيرة الرياضية التى يقال انها لازالت صاحبة الحظوظ الاوفر فى شراء الحقوق الحصرية للدورى الممتاز تناولت بالامس موضوع بث مباريات الدورى الممتاز من خلال تقرير مراسلها من الخرطوم الصديق سامر العمرابى وطرحته كقضية قالت انها لم تعد تشغل الاندية التى وجدت فى الدخل العالى مايغنيها عن البث التلفزيونى !