فاول
عمر إسماعيل
هذا فاول حقيقي!!
قضية أهملت كثيراً, ولم تتنادَ إليها كل الأجهزة الرسمية والشعبية
والرياضية، هي أننا دولة غنية بالعناصر الرياضية المقتدرة, وغنية جداً
بأنواع الرياضة الشعبية التي تجد لها الآلاف يصطفون ليشهدوا (مصارعة
حرة)، أو تلك الميادين الصغيرة التي انتشرت وبالقروش ليمارس الشباب
رياضتهم المحببة حتى أنصاف الليالي, لم يهتم بهم أحد, مع أكيد (ظني) انهم
(موهبة) ضايعة (ساكت)..
القضية يا سادتي أننا دولة نعرف الطريق نحو الفشل بجدارة.. ولا نعرف
تقدير أن (رياضتنا) الأولى ينبغي أن تكون هي: (الألعاب الحرة، وألعاب
القوى, من ماراثون إلى مصارعة, إلى سباحة).. وهلمجرا كما يقول (الصادق
المهدي) حينما يعدد الأشياء!!
وهلمجرا.. كثير, لا أصدق أن (بلدنا) ليس به (سباحة) فقد ولى عهد (كيجاب
ومصطفى) وخلاص.. وعهد (إسماعيل), سينتهي وخلاص!!
الصفحات الرياضية, أهملت نجوم ألعاب القوى, لم تنتبه للمصارعة الحرة
التي يشهد ميدانها في الحاج يوسف ازدحاماً.. لم تشهد الميادين الخاصة
بالسداسيات والخماسيات مدرباً محترفاً يحاول أن يقرأ هذه المواهب, ولم
نسمع بمحلية (رعت) موهبة وقدمتها للأمام..
ألوم بشدة صحافتنا الرياضية بالصحف اليومية لأنها اهملت (مجرد) الإشارة
لألعابنا الأخرى، وانهمكت في (كرة القدم) ويا ريت كنا ناجحين فيها ونفوز
على الكبار، بل نحن (حقيرتنا في بقيرتنا) لم نحرز تقدماً, ولا يغرنا
تصنيف الفيفا الذي جاء لأن الفرق الكبيرة لم تشترك لأسباب (هزيمة طارئة)
في الدورة الأفريقية!!
كرة القدم, بعدما نغني (تنقا.. أووو تنقا) السوداني الأصيل, اصبحنا
نغني (لسادومبا) و(ساكواها) وغيرهم من أسماء (قطع الغيار والاسبيرات) وفي
السوق الآن (شح) في هذه المسألة.. سادتي.. نحن (رحلنا بعيداً عن مستوى
الكرة) بعد ان كنا (نلعبها) بالطايوق والمخ, الآن نلعبها (بالدافوري
والعك).
لم نتقدم خطوة في حكاية المدارس السنية.. ولم نسمع بأن الدولة قد اتجهت
للتدريس والاهتمام مثلا بكرة القدم (عشان كدا سافين الواطة).. كل عام
ويصرح (مازدا) المدرب الأوحد و(الشاطر جداً) هكذا قالوا عنه يقول إن
السودان كفريق يستعد للدورة القادمة ليدخل ضمن الأربعة الكبار!!
مبروك.. لدينا خطط.. ولدينا برامج لضبط اللاعبين حتى لا يذهبوا لتناول
(الشيشة) في الأسواق الشعبية.. وحتى لا (يقضوا الليل سهراً) في زواج ابن
اللاعب الفرتكاني الزهداني!!
الصحافة الرياضية مطلوب منها (سلخ الجلد لتبين الحقيقة).. فنحن دولة
متخلفة جداً في النواحي الرياضية ناهيك عن كثير من الاشياء الاخرى وبلاش
(سياسة)!.. فلابد من (سياسة واضحة) يشترك في وضعها وتنفيذها الحكومة
والمجتمع الرياضي والاقتصادي، وبالله عليكم خلونا من حكاية (الرياضة
أهلية), فهذه تجعل هذا القطاع خاصة كرة القدم (مثل) قطاع خاص يغزل ويفتل
براهو, وما بقدر يعمل حاجة, فالرياضة ليست انتخابات وزول مهم وعندو قروش
يبقى رئيس الناس ويجيبوا ليهو مدرب, لا يا سادتي الرياضة للجميع, نبحث عن
نادي ممتاز به نادي للأسرة وأحواض سباحة وكرة طائرة وسلة ومصارعة بدلاً
من أن نطاردها في الفضائيات.. عند الكبار والصغار هي المفضل عندهم.. (ناس
دمويين).
اهتموا بألعاب القوى ففيها مستقبلنا.. واهتموا باللاعب المحلي, عبر
المدارس السنية ونقبوا في (ماضي الذكريات) فحتماً ننطلق من جديد!!.