• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
صلاح شكوكو

لأولي النهي

صلاح شكوكو

 0  0  1297
صلاح شكوكو
اللهم نسألك اللطف
كثير من المتابعين لمسيرة إعداد منتخبنا لبطولة كأس الأمم الأفريقية أشاروا الى أن انتهاء بروفة المنتخب الاخيرة التي كانت امام الجابون (مستضيف بطولة كاس الامم الأفريقية) بأنها بارقة خير وإستبشار، والتي جرت استعدادا لمواجهة ساحل العاج المرتقبة يوم 22 من الشهر الجاري، بإعتبار أننا لعبنا المباراة بأرض الخصم وجمهوره، اضافة الي ما يضُمه في صفوفه من محترفين علي مستوي عال، وإعتبر هؤلاء النتيجة دليل عافية، وحالة إستيقاظ متدرج في مستويات الإعداد.

لكن وبكل إحترام وتقدير لكل الذين أعتبروا النتيجة التي خرجنا بها إيجابية.. وكذلك الذين إعتبروا النتيجة دليل عافية وأنها تدلل على إرتفاع في وتيرة المنتخب الأدائية.. لكنني وبكل أسف على خلاف مع هؤلاء المتفائلين، بإعتبار أننا حتى لو كنا أفضل من الجابون (في تلكم المبارة) فإن التعادل السلبي في حد ذاته مشكلة نعاني منها وسنظل نعاني منها، لأننا لانملك هجوما يمكن أن يسجل لنا هدفا واحدا، والمباريات تقاس بالأهداف كي يفوز الفريق ويتصدر مجموعاته ودونها سنظل مربوطين في أوتاد الذيلية، ولو قدر أن ولج مرمانا هدف فلن نستطيع التعويض إلا أن يحرز الخصم في مرماه، مع إدراكنا أن الأهداف يمكن أن يحرزها غير المهاجمين الصريحين.. لكن كيف؟؟.

لذلك فإن الذين رأوا أن المباراة تمثل إرتفاعا في وتيرة اللعب واللياقة والتكتيك واهمون، لأن المباريات الإعدادية لها ظروفها التي تجعل الفرق لا تلتحم ولا تعمل على زيادة الضغط التكتيكي حتى لا يُصاب لاعبوها إصابات تبعدوهم عن المباريات التنافسية، الى جانب أن المدربين يريدون من هذه المباريات أن تكون درجة الملامسة للكرة بالقدر المكافيء للياقة البدبنية ولزيادة الحس التنافسي وهم مقدمون على التنافس الحقيقي..

لذا فإن الحديث عن وتيرة مرتفعة ومتزايدة مع جرعات التدريب وغير ذلك حديث محفوف بالشبهات وهو حديث يمكن أن يكون في خانة حسن الظن، وإنتظار الظروف لأن تلعب معنا، أو هي مجرد أشواق جياشة محبوسة في دواخلنا ونحن مقدمون على كارثة حقيقية لفريق نتمنى أن لا يمثل بنا، وأن لا يلطخ تاريخنا الرياضي بهزائم تمحو ذلكم التشدق الذي نجتره في كل المواسم، بأننا من الذين أسسوا الإتحاد الأفريقي وأننا من الذين فازوا بالكأس في السبعينيات وأشياء من هذا القبيل.

لأن هذه البدايات يجب أن تدلل على النهايات، وكينونتنا التاريخية يجب أن تكون أساسا لحاضرنا، فبدلا من أن نكون وجلين متوجسين كان من المفترض علينا أن نكون واثقين نرهب الآخرين لا أن نكون معبرا لهم نحو التتويج.

لو تأملنا منتخبنا جيدا فإننا سنجد أن خارطة التوقع في الهجوم ستنكسر سلبا بأن هجومنا الذي شاهدناه في كل مراحل الإعداد لن تقوى على أن تشكل خطورة على الفرق التي سنباريها، فحتى كاريكا مازال يعاني من إصابته لم يستطيع حتى هذه اللحظة أن يعود الى درجة الجاهزية التي تؤهله لخوض غمار هذه المنافسة المختلفة حيث كان هو الأوفر حظا ومقدرة على المعاركة وكنا نعول عليه الكثير، أما الآخرون فيفتقدون للثقة والخبرة الكافية لمثل هذه المباريات التي تحتاج الى مهاجمين متمرسين ومحاربين مقاتلين يرهبون متاريس وحصون الفرق العريقة التي سنلتقيها.

أما بقية الخطوط فنجد ان حال مستوي بعض النجوم الكبار يدعو للتأمل والتفكر والتندر ياتي علي قمة هؤلاء علاء الدين يوسف الذي لم يستعيد مستواه المعهود، فمنذ الاصابة التي لحقت به منذ فترة طويلة فمازال يعاني من فهو لم يشف تماما من هذه الاصابة ويخشي عودتها من جديد ولذلك فقد انعكس هذا الخوف وتلك القتامة علي مردود علاء الدين يوسف في الحركة التي يتميز بها والتسديد والالتحام المطلوب.

أما حظوطنا الواقعية في هذه المنافسة بمجموعاتها المختلفة ففي هذه المرة للمنافسة طعم اخر يختلف عن اي بطولة سابقة وذلك للعديد من الاسباب من اهمها غياب منتخبات عريقة وحاملة بطولات وفي مقدمتها المنتخب المصري حامل اللقب لثلاث مرات متتالية.

اما بالنسبة لمجموعتنا التي تضم الي جانبنا (ساحل العاج وبوركينافاسو وانجولا) فان السيناريو المتوقع لهذه المجموعة فان ثلاث منتخبات منها تضم في صفوفها محترفين علي مستوي عال، خاصة ساحل العاج المرشح بقوة لإحراز اللقب، بينما تخلو سجلات منتخبنا من أي لاعب محترف، خاصة اننا سنواجه في اولي مبارياتنا الافيال في ضربة البداية.

هذه المبارة الهامة ستعتبر بمثابة إختبار حقيقي يحدد موقفنا في البطولة كلها، فإما أن نقبع حيث نحن ونعود بخيبة المشاركة والأمل وكثير من الحسرة، أو أن يحالفنا الحظ بالإنتقال لمرحلة أخرى، وهذه سننتظر فيها الظروف، حيث ظهر جليا أن منتخبنا ينقصه الكثير خاصة في الناحية الهجومية، وهذه المعطيات المحبطة تجعلنا نتوجس كثيرا، فلو خسر منتخبنا أول جولاته فإنه سيعاني من تأثير ذلك عليه كثيرا، بل سيواجه صعوبات جمة تحدد ملامح شكله في البطولة.

لكن الأقرب أن الإتحاد العام قد زاد الموقف قتامه حينما أعلن أنه سلمّ المنتخب الوطني الذي يكفيه لخوض غمار المرحلة الأولى فقط، في إشارة ضمنية الى أن منتخبنا لن يجتاز هذه العقبة، ليبقى السؤال عن السبب الذي جعل الإتحاد يعلن عن هذا الشيء وهو ليس مضطرا للإعلان الذي يقبل التأويل، خاصة إذا ما وضعنا في الحسبان أن التجهيز من صميم مسؤولية الإتحاد فلماذا يتبرع بالإعلان وهو شأن في الأصل من أوجب واجباته ؟.

والشاهد أنني قرأت خبرا بثته وكالة الأنباء الفرنسية مفاده أن السودان قادم للبحث عن هويته الرياضية المفقودة، وهذا الخبر يفترض أن تكون مشاركة السودان مبنية على رؤية واضحة، لكن الحقيقة أن هذا ظن خير في القائمين على رياضتنا، والحقيقة أننا مشاركون دون رؤية واضحة ولا نعلم مانريد من وراء هذه المشاركة، والحقيقة أننا نخشى أن نكون مطية للآخرين للعبور من خلالنا ؟.

وهنا نقول ما ظل يردده أستاذنا القدير محمد أحمد البلولة الذى ظل يدعو جهرة وسرا عبر مقهى الرياضية بالإذاعة الرياضية حين يقول :- ( اللهم لا نسألك رد القضاء ولكنا نسألك اللطف فيه ) ، ولا نملك إلا التأمين على هذا الدعاء الطيب ونحن نضع آيايدنا في صدورنا نهديء بها نبضات تعلو خفقا، كلما تذكرنا منتخبنا في محنته.
............
ملء السنابل تنحني بتواضع ... والفارغات رؤوسهن شوامخ
........
صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو)
shococo@hotmail.com


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : صلاح شكوكو
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019