• ×
الثلاثاء 23 أبريل 2024 | 04-22-2024
اماسا

زووم

اماسا

 4  0  2788
اماسا
زووم
النجم اليوغندي.. والنيجيري ستيفن وورغو
لو كانت المواهب في كرة القدم مرتبطة بالجغرافيا والتأريخ لما تمكن النجم الليبيري (جورج ويا) أن يتربع على عرش كرة القدم في أوربا والعالم، ولما رأينا الكيني (ماريغا) يدافع عن ألوان إنتر ميلان وينافس على قائمة أفضل نجوم خط الوسط في العالم، ولما أصبح السيراليوني (محمد كالون) في فترة من الفترات نجماً عالمياً يشار إليه بالبنان، ولما شاهدنا الترينيدادي (دوايت يورك) هداف مانشيستر يونايتد الأسبق في نهاية القرن الماضي، لأن كل الدول الوارد ذكرها لا تجد موقعاً في جغرافيا كرة القدم العالمية، فضلاً أن العالم كله بات لا يتعامل مع دولة اللاعب بقدر ما يركز على موهبته، وبالتالي يمكن لبرشلونه أن يتعاقد مع لاعب من جيبوتي إذا أثبت أنه موهبة فذة، وبرغم أن جيبوتي هذه لا وجود لها في تأريخ ولا جغرافية كرة القدم.
بهذه المقدمة نشد علي أيدي قادة المريخ لمفاوضتهم وتعاقدهم مع النجم اليوغندي موتيما ليكون صانع الألعاب الذي يخلف النيجيري ستيفن وورغو في كشوفات المريخ، ولا يعني ذلك أن الأخير قد فشل مع الفريق، خاصة وأنه كان من النجوم الذين صنعوا الفارق لمصلحة المريخ منذ عودته من ليبيا، وشكل إضافة حقيقية وكان غالبية نجوم الفريق دونه في المستويات والحماس، وأسهم بقدر وافر في نتائج إيجابية حققها هذا الموسم توجت الفريق بطلاً للدوري الممتاز، ولكن الرقم الذي انتقل به إلى المريخ وما نالته الصفقة نفسها من زخم إعلامي وضجيج مهول كان المشوش الأول لمسيرته ومشواره مع المريخ قبل وبعد الإعارة، وبإمكان البديل اليوغندي أن يمنحنا أنموذجاً جديداً في أن موهبة لاعب الكرة في منطقتنا تحديداً ما عادت تقاس بقيمة الصفقة المادية بقدر ما هي مسألة فنية يتم جردها بعد مشوار أقله موسم، ولكنني أخشى أن يتسرع البعض كما بدأوا يكتبون الآن عن يوغندا كدولة كروية، وأنها غير معروفة بتصدير اللاعبين مثل نيجيريا وبعض دول الغرب الأفريقي، وهذا معيار ظالم لو أننا استعنا به للحكم على صانع الألعاب القادم، فمن يوغندا إحترف برايان يموني في الدوري الجنوب أفريقي القوي وعاد من هناك ليقود منتخب بلاده للقب سيكافا الأخير في تنزانيا، وهي يوغندا نفسها التي سيطرت على بطولة سيكافا منذ سنوات طوال في وجودنا نحن، ما يعني أننا لسنا بأفضل منها حتى نتعالى على لاعبيها، لذلك نرى أن لاعب منتخبها مرشح ليكون أفضل أجنبي يلعب بالدوري السوداني بموهبته لا بإسم دولته.
كل الأجانب الذين يتعاقدون مع القمة السودانية يتم إستقبالهم بزخم جماهيري وإعلامي واحتفالات تمتد من المطار وحتى مكاتب الإتحاد العام وحمل على الأعناق ومناظر لم نشهدها حتى في ألمانيا حيث تكتظ الملاعب والإستادات بأكبر الأرقام القياسية من المشجعين، وكثيراً ما أثرت هذه المظاهر على مستويات اللاعبين، وكثيراً ما اخطأنا في تضخيم مظاهر استقبال لاعب أجنبي لم يحظ بذلك الإحتفاء في موطنه وبين أهله ولم يحمله أبناء عمومته على الأعناق كما نفعل نحن، ومع ذلك عندما ينزل إلى الملعب نصفه بالماسورة ببساطة لأن الوضع في الملعب تعبر عنه الموهبة لا الصحف والهتافات الجماهيرية المتأثرة بمغايظة الطرف الآخر، وبهذه المعايير لو عرض مهاجم الأفريقي التونسي أيزيكال على المريخ والهلال لتم رفضه تماماً بحجة أنه (تشادي)، والتشاديون في فقهنا لا يلعبون كرة القدم، أو أنهم غير مجيدين فيها، لذلك ننتظر صانع الألعاب اليوغندي في صفوف المريخ نجماً يغير الكثير من المفاهيم في حال أنه ظهر بمستوى جيد.
لم تشفع قيمة الصفقة الضخمة المليونية الدولارية التي تجاوزت الثلاثة ملايين من الدولارات للنيجيري ستيفن وورغو في المستطيل الأخضر، ولا خارج المستطيل عندما لم يحسن السلوك كنجم (سوبرستار) تتبعه الأعين أينما ذهب، ونشهد بأنه قد اجتهد كثيراً في إظهار نفسه كنجم يستحق كل تلك الملايين التي دفعت للتعاقد معه، ولكن الجمهور السوداني كان قد رسم له صورة أسطورية تنافس نجوم الصف الأول على المستوى العالمي (ميسي وكريستيانو رونالدو وكاكا)، ما يعني أننا منحناه أكبر من حجمه وانتظرنا منه أن يعطينا ما لا يملك، وفي ذلك سوء تقدير واضح نرجو أن نستفيد منه في الحكم على اللاعب اليوغندي الذي سيضع إسمه كثاني لاعب يوغندي يحترف رسمياً بالسودان بعد مهاجم نادي النيل السابق (كاباقامبي).
حواشي
المريخ بحاجة إلى صانع ألعاب جيد وبمواصفات مضبوطة.. ستيفن وورغو وفيصل موسى يتشابهان في كثير من الأساليب وعلى رأسها أنهما لا يميلان لتثبيت الجماعية في الأداء بل يتبعان الفردية في اللعب والهجوم ويحتفظان بالكرة أكثر من اللازم.. وهذه من عيوب صانع الألعاب الإيجابي الذي يفترض أن يصنع لزملاءه أكثر ويمرر المرئي وغير المرئي نحو مرمى الخصوم.
نهنيء الأستاذ عصام الحاج بحصوله على مقعد الأمانة العامة للمريخ ونتمنى أن تكون السنوات الـ(12) التي قضاها خارج مجلس الإدارة قد أسهمت في تغييره نحو الأفضل ولكنه لو اتبع أسلوب التسعينات فإن المريخ سيكون مقبلاً على عام رمادة آخر يتألق فيه جميع الإداريين في بطولات جانبية إسمها الصراعات.
عصام الحاج من الذين مارسوا مهنة التدريس، وهي من المهن التي تشكل في الإنسان المواهب الخلاقة، وتوجد فيه طرق التفكير السليمة.. وتأريخياً لم يمارس معلم الإدارة الرياضية إلا ونجح فيها نجاحاً مميزاً على الأقل في النواحي التنظيمية..!
الإدارة الرياضية في الأندية عملية (تربوية) كما هي في المدارس ومؤسسات التعليم الأخرى..!
في ذات الوقت نرى أن انسحاب الأخ طارق سيد لم يكن في مصلحة المريخ أبداً لأنه حرمنا من الإستمتاع بالممارسة الديمقراطية على أصولها.. والضغط على أحد المرشحين بالوسائل العاطفية يشوه العملية وينقصها من أطرافها.. وبالتالي فإن الوسطاء الذين أقنعوه لم يخدموا المريخ بذلك.
العمل في مجلس الإدارة أيضاً مثل اللعب على المستطيل الأخضر.. يلمع الإداري في الصحف بعد أن يتفانى مقدموه في تلميع صورته، ولكن عندما يدخل مجلس الإدارة تنتهي مهمة الصحف والإعلام الشعبي ويصبح بعد ذلك وجهاً لوجه مع قدراته وعطاءه.
لاعبو كرة القدم يلمعون في الصحف اليومية وأحياناً يجدون من (فضل الظهر) ما يحملهم إلى عالم النجومية في المجتمع والصحف معاً، وعندما يضع الواحد منهم أقدامه على المستطيل الأخضر تنتهي مهمة الصحف والإداريين (الضهر) ويبقى الحكم عليه هنا مجرداً ومعتمداً على القدرات والموهبة فقط.
أخيراً نالت علياء ميداليتين برونزيتين في رفع الأثقال في المحفل العربي.. علياء فقط من بعثة تم تشكيلها من أكثر من مائتين وخمسين فرداً.. حسبنا الله ونعم الوكيل..!
لماذا لا نتذيل قائمة الميداليات في دورة الألعاب العربية بالدوحة.. فنحن بسم الله ماشاء الله متذيلين في كل شيء..!
ليست هنالك منافسات في الرعاية الصحية.. وإلا لكنا الطيش بجدارة، ولو نظمت بطولات في التربية والتعليم فإننا سنتذيل بجدارة واستحقاق، ولو نظمت الامم المتحدة مسابقات في النظم السياسية سنكتفى بذات النتائج.. حتى الزراعة التي وهبنا الله إياها وضعناها في الذيلية بفضل جشع وطمع الأفراد.. إلا فأين مشروع الجزيرة الآن.. هل يملك المصريين مشروعاً مثل مشروع الجزيرة؟
وهبنا الله النيل على أطول مسافة على امتداد البلاد.. ومع ذلك نتذيل منافسات السباحة.
وهبنا الله مئات الآلاف من الذين يجيدون الرماية بالفطرة.. ومع ذلك لم نعد من هناك ولا بميدالية واحدة.
وهبنا الله أرضاً شاسعة امتدت لتبتلع في مساحتها أكثر من ربع الدول العربية، ومع ذلك نعاني من فقر في الملاعب لكل المناشط التي ذهبت إلى الدوحة.
في السودان يهرول الجميع لأن يكونوا أغنياء ولا أحد يهتم بان يكون مبدعاً وخلاقاً حتى يعود إلينا أحدهم بميدالية ذهبية أو فضية..!
لا أصدق أننا كسودانيين يمكن أن نفشل في حصد ميداليات حتى في الرماية.. الرماية التي هي الرماية.. آلاف الصبية في السودان يقضون إجازات المدارس في الصيد بالنبال.. يستعرضون مهاراتهم في ذلك.. والآلاف من رجال الجيش والقوات النظامية يحققون ما يسمونه (كراع كديس) بالكلاشينكوف وغيره من الاسلحة غير الدقيقة في التصويب,, ومع ذلك نفشل في العودة بميدالية في الرماية.. السودان ليس به عيب سوى المسؤولين فيه.. هذه هي الحقيقة وأرجو أن تتقبلوها بصدر رحب.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 4  0
التعليقات ( 4 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    أمير الأمراء 12-16-2011 06:0
    والله لو ذهبنا إلى قطر بعشرة من الصبيان يحملون (النبله) بتاعة لساتك العجلات والسيارات لعدنا بعشرة ميداليات ذهبية.. روحوا بلاش لعب بسمعة الوطن. برافو يا أستاذنا أماسا
  • #2
    حامد عثمان 12-16-2011 12:0
    الكوره السودانيه كلها عبارة عن مجموعة دراويش.. المريخ قبل الهلال والمورده زي أهلي شندي.. وحي العرب زي أهلي مدني.. مافيش حد أحسن من حد..!
  • #4
    سيشل-الماعاجبو الاسم يغرق في البحر 12-16-2011 12:0
    يعوضكم الله يعرفوكم كيف انكم دراويش وارغو المريخ وارثو
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019