• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
اماسا

زووم

اماسا

 2  0  3015
اماسا
زووم
سيد الأتيام في المكان الطبيعي..!
لم نكتب مندهشين أو فرحين بعودة فريق الأهلي مدني إلى الدوري الممتاز لأنها ليست التجربة الأولى.. بيد أننا نتمنى ان تكون الأخيرة، وليس غريباً أو جديداً أن يكون هذا الفريق ضمن الكوكبة الأميز في البلاد لأن مكانه الطبيعي هناك في القمة منافساً على البطولات ونداً للأقوياء، وهذا الحديث ليس مجاملة بالطبع، فالأهلي ليس بحاجة إلى كلمات نتصدق بها في حقه لأنه يملك الرصيد التأريخي الذي يجبرنا على الكتابة عنه ومنحه حقه المستحق ومن ثم التعبير الصادق عن مشاعرنا تجاه هذا النادي العملاق، فهو سيد الأتيام كما أطلق الأحباب عليه في عصر الكرة السودانية الذهبي، وقد كنت من المحظوظين الذين دخلوا هذا النادي وجلسوا وتسامروا فيه على امتداد خمس سنوات مضت، وخلال تلك الفترة كنت أتحسر على فريقه أن يكون فقط من بين فرق الدوري الممتاز، ويكافح من أجل البقاء فقط في كل موسم بعيداً عن منصات التتويج أو المنافسة على المقاعد الطليعية المؤهلة للتمثيل الخارجي، أو أن يتسرب إلى صفوفه الأمامية بعض الإداريين الذين لايمثلون مجتمعه الراقي، ولكننا كنا نصطدم بقناعات عدد كبير من المؤثرين فيه واعترافاتهم بوجود شيء خطأ.. ونتيجة لذلك فجعنا بهبوط الفريق من الممتاز، فالأهلي من الأندية النادرة التي تتمتع بقواعد عريضة من الجماهير التي تعشق الشعار عشقاً حقيقياً، وكذلك تمتلك قاعدة من الأقطاب الحقيقيين من يمكن أن يشكلوا للنادي جداراً واقياً يحميه من تقلبات هذا الزمان، وقد توجهت من قبل بسؤال مباشر للأخ الأكبر علي النعيم، ونفس السؤال كررته على مجموعة أخرى من الأقطاب وعلى رأسهم بشار أبودجانة وابراهيم النعيم: أليس من الممكن أن يؤمن النادي مسألة البندين الأول والثاني من مساهمات أقطاب معينين ولموسم كامل؟.. فكانت إجاباتهم بأن الأهلي يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك إذا اتحد أقطابه وجلسوا بدياره الفسيحة وأداروا الحوار بدفة الحادبين على المصلحة العليا متجاوزين كل الخلافات والصغائر، وفي اليوم الذي يحدث فيه ذلك فإن الأمور ستعود إلى نصابها، حيث الأهلي سيداً للأتيام بحق وحقيقة، وفريقه منافس قوي على كل البطولات المطروحة بالساحة، وليس مجرد فريق من فرق الممتاز التي تكافح من أجل البقاء لعام أو عامين ضمن فرق الصفوة ثم تهبط وتكافح من أجل العودة مرة أخرى وتحتفل بتلك العودة.
الأهلي فريق عريق بكل ما تحمله الكلمة من معاني قريبة وبعيدة، وفريق كبير وليس في ذلك إدعاء أو منحة نمنحها لهم بدون وجه حق، وعندما نقول أن هذا النادي عريق، أو هذا الفريق كبير فذلك يعني توافر شروط ومواصفات هي متوفرة بالفعل في أهلي مدني أكثر من أي فريق ولائي آخر، باستثناء الأمل العطبراوي وحي العرب والميرغني كسلا بنسب متفاوتة، وهذه الشروط في رأيي تتمثل في قاعدة جماهيرية كبيرة تدعم الفريق وتشجعه في الحل والترحال، ومجموعة كبيرة من الأقطاب تتولى التخطيط الإداري للمديين القريب والبعيد، وتوفر على مجلس الإدارة عناء اللهث المنهك والمهلك والمضني خلف المال من أجل توفير بند التسيير والمرتبات والإعاشة والإعانات، إضافة إلى الدار الفسيحة التي يمتلكها الأهلي وتضم في فنائها ملعب كرة قدم معشب يوفر على الفريق مشقة البحث عن ملاعب لإجراء التدريبات كما تفعل غالبية فرق الخرطوم وبورتسودان، وملعب خماسيات من العشب الصناعي للإستثمار، وسور طويل جاهز للإستثمار أيضاً، وهو ما يعني أنه يتفوق على عدد كبير من أندية الدوري الممتاز بإمتلاك ملعب خاص ومعشب داخل ناديه، ويفوقه في ذلك فقط المريخ والهلال والموردة والميرغني كسلا، بينما تتدرب بعض فرق الممتاز على أرضيات ترابية لتلعب أحياناً على ملاعب من العشب الصناعي تنافسياً في صورة مقلوبة لا تحدث إلا في السودان.
الأهلي مدني يملك دياراً رحبة شيدت بطابقين أنيقين، في الأرضي مكاتب الإدارة، وفي الطابق الأول استراحة اللاعبين وسكن المقيمين من اللاعبين الوافدين من خارج المدينة، مع حديقة غناء واسعة يشرف عليها مبنى النادي، وعلى خلفيته مدرسة للفروسية هي الأولى والوحيدة المملوكة لنادٍ في كل أرجاء السودان، وأحياناً يفوق عدد الجمهور الذي يتوافد لحضور مران فريق كرة القدم الروتيني من يشاهدون بعض مباريات الدوري الممتاز التي تلعب في الخرطوم، ما يعني أنه يتمتع بثقل جماهيري يمثل ثروته الحقيقية، ومتى استعاد مكانته وبات مطرقة تدق طموحات الفرق الأخرى ومغامراتها على ملعب الجزيرة فإن هذه الجماهير ستعود لترسم لوحة نادرة في كرة القدم، فجمهور مدني ذواق، يدرك ماهية وملامح كرة القدم الحقيقية ولا يقبل الأدوار التكميلية فيها، لأنه قد شاهد في حقب مختلفة عمالقة النجوم الذين لعبوا في المنتخبات الوطنية من مدني وفرضوا دورهم الأساسي في تأريخ كرة القدم بالسودان، وهي بذلك لا تقبل الفرجة على أنصاف مواهب، ولاعبين يجرجرون أقدامهم في الملعب وكأنهم مجبرين على أداء عمل لا يرغبون فيه.
سيد الأتيام فريق كبير وعريق تشكل عودته إلى الدوري الممتاز دفعة كبيرة، ولكن ما ينتظر قادة المجتمع الأهلاوي أكبر بكثير من الإحتفال بالعودة، وهذه حقيقة يدركها أنصار الفريق وقياداته، لذلك نتمنى أن تكون احتفالات الفريق الذي تقام اليوم هي اللبنة الأولى لعمل كبير يفضي بإعادة الفريق إلى مربع الرعب في الكرة السودانية، بعبعاً يخيف كل من تطأ أقدامه ملعب الجزيرة، ورقماً لا تطاله إلا الأعناق المشرئبة إلى سماوات الأمجاد.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019