زووم
الإتحاد الكسيح لكرة القدم..!
لم يظهر إتحاد كرة القدم السوداني بحالة يرثى لها، ضعيفاً.. هزيلاً ومتداعياً من قبل كما ظهر في هذا الموسم، وإن كان الناس قد انتقدوه على الختام الباهت لكبريات منافساته، وزوغان رئيسه وسكرتيره عن حضور هذا العرس الكبير فإن الإخفاق ذاته لم يبدأ بهذا الحدث وإنما كانت هنالك إرهاصات وتسلسل للأحداث من البداية كشف عن ضعف فني كبير، وغياب كامل ومتصل يدل أيضاً على أنهم غير مستعدين للتواصل مع بعضهم البعض حتى ينتجوا في نهاية المطاف عملاً يوصف بالنجاح، وقد كتبت من قبل عن شكوى رؤساء الإتحادات الولائية من التجاهل الذي يلقونه من رئيس الإتحاد وسكرتيره وأمين المال وعدم ردهم على تلفوناتهم ومكالماتهم، وكان ذلك سبباً مباشراً في بعض الاخطاء الفاضحة التي وقع فيها هذا الإتحاد في موسم واحد فقط، ومثال لها ما حدث بإستاد كسلا في بداية منافسات كأس السودان، وفي أولى مراحله القومية، عندما دخل الملعب ثلاث فرق لا يعرف من منها يلعب ضد من، في خطأ برمجي وفني تأريخي لا يقع فيه أي إتحاد فرعي في السودان ناهيك عن الإتحادات المحلية، وتكررت الأخطاء في مباراة بين بطلي دنقلا وحلفا القديمة، عندما انتهت المباراتين في الذهاب والإياب بالتعادل في كل شيء وحاول مراقبها أن يأخذ الفتوى من الإتحاد ولم يجد من يرد على مهاتفته فاضطر أن يجتهد ويحسمها بالقرعة، ولكن بعد أن تقدم الفريق الخاسر بشكوى في قانونية إنهاء المباراة بالقرعة اضطر الإتحاد أن يفرض على بطل حلفا أن يعيد تشكيل بعثته من جديد لتتحرك من حلفا القديمة إلى دنقلا من أجل تصحيح الخطأ الذي وقع فيه مراقب المباراة بإنهائها بالقرعة، وكان التصحيح مختصراً للغاية تلخص في أن يأتي الفريقان إلى استاد دنقلا، ويدخل الحكم إلى الملعب ليحتكم الطرفان إلى ركلات الترجيح..!
فقط ركلات الترجيح ومن ثم يعود بطل حلفا إلى حيث أتى بعد أن خسر الملايين، فضلاً عن وقت ثمين اهدر في السفر، وربما هنالك موظفون حكوميون قد تركوا أعمالهم لمرافقة البعثة وكلها خسائر تحسب على الإتحاد، ولو كانوا قد ردوا على مكالمات الرجل المسكين الذي راقب المباراة لما حدثت تلك الخسائر، غير أن الواقعة ذاتها قد أثبتت ضعف الإتحاد وعدم قدرته على تسيير دولاب العمل بالكفاءة التي تجعله بمنأى عن الإنتقادات والهتافات التي علت داوية في مباراة القمة تقول: عائد عائد ياشداد، ولعل الغريب في الأمر أيضاً أن الذين هتفوا بعودة شداد في تلك المباراة كانوا أنفسهم من هتف ضده عندما أصدر قراراته ضد القمة، ولكنه مهما كان لم يرتكب مثل تلك الأخطاء البدائية في عهده، ولم يغلق هاتفه مرة بل كان متاحاً للجميع.. يفتي لهذا ويحل مشكلة ذاك، لم يشتهر بأنه ثري من الأثرياء قط، ولم يتعامل مع الناس على أساس أنه رجل يمتلك المال وأنما هو رياضي وبن رياضيين يسعى لخدمة الرياضة والرياضيين، لذلك كان شفيفاً وناجحاً، وحتى الآن لا يستطيع أحد أن يقول: أنه رفض الإدلاء بفتوى أو الرد على أي شخص إداري أو صحفي أو مشجع عبر هاتفه أو مباشرة على الهواء..!
لم ينجح الإتحاد الحالي في إيجاد راعٍ للدوري الممتاز والتأهيلي كما وعد في السنوات الماضية لأن البلاد قد فرغت من المؤسسات الإقتصادية الطامحة للإعلان عن نفسها عن طريق رعاية أكبر دوري في البلاد، أو لأن هنالك حرباً ومخططاً لحصار الإتحاد إقتصادياً يجبره على الفرار، أو أن هنالك قناعة بعدم جدوى الرعاة وسط الظروف التي تعيشها أندية الدوري الممتاز، ولكن الحقيقة أن بعد الإتحاد العام عن حالة الأندية والظروف المالية التي تمر بها هو ما أدى إلى تكاسلهم في البحث عن راعي يساعدها على تحمل العبء الكبير في تسيير أنشطته والتنقل ما بين مدن الدوري الممتاز، ولهذا السبب أيضاً تكتلت أندية الممتاز واجتمعت مرات عديدة لتقرر منع البث التلفزيوني، وفي المرة الأخيرة كان هنالك وقت كبير ما بين تأريخ استلام الأموال من قناة قوون وتأريخ تسليمه للأندية، وفي الحقيقة لم يسلموها إلا بعد أن اجتمعت وقررت عدم بث الأسبوع الأخير والحاسم من المنافسة، وكانت شركة سوداني نفسها قد شكت من مضايقات تعرضت لها إبان رعايتها للممتاز.. ما يعني أن هنالك خلل منهجي في التعامل مع المؤسسات التي ترعى الدوري أيضاً.. وقد توج الإتحاد إخفاقاته في كل هذا الموسم بذلك الختام الباهت لأكبر دورياته.. وكلنا قد شعرنا بأن حفل ختام الموسم باستاد الهلال لم يختلف كثيراً عن حفل ختام أية دورة لتخليد لذكرى المراحيم والتي تقام في الأحياء.. ولولا الحضور الرسمي وأن الفائز بالبطولة فريق جماهيري لاحتجنا للافتات تقنعنا بأن ذلك هو ختام (الدوري الممتاز).
الإتحاد الكسيح لكرة القدم..!
لم يظهر إتحاد كرة القدم السوداني بحالة يرثى لها، ضعيفاً.. هزيلاً ومتداعياً من قبل كما ظهر في هذا الموسم، وإن كان الناس قد انتقدوه على الختام الباهت لكبريات منافساته، وزوغان رئيسه وسكرتيره عن حضور هذا العرس الكبير فإن الإخفاق ذاته لم يبدأ بهذا الحدث وإنما كانت هنالك إرهاصات وتسلسل للأحداث من البداية كشف عن ضعف فني كبير، وغياب كامل ومتصل يدل أيضاً على أنهم غير مستعدين للتواصل مع بعضهم البعض حتى ينتجوا في نهاية المطاف عملاً يوصف بالنجاح، وقد كتبت من قبل عن شكوى رؤساء الإتحادات الولائية من التجاهل الذي يلقونه من رئيس الإتحاد وسكرتيره وأمين المال وعدم ردهم على تلفوناتهم ومكالماتهم، وكان ذلك سبباً مباشراً في بعض الاخطاء الفاضحة التي وقع فيها هذا الإتحاد في موسم واحد فقط، ومثال لها ما حدث بإستاد كسلا في بداية منافسات كأس السودان، وفي أولى مراحله القومية، عندما دخل الملعب ثلاث فرق لا يعرف من منها يلعب ضد من، في خطأ برمجي وفني تأريخي لا يقع فيه أي إتحاد فرعي في السودان ناهيك عن الإتحادات المحلية، وتكررت الأخطاء في مباراة بين بطلي دنقلا وحلفا القديمة، عندما انتهت المباراتين في الذهاب والإياب بالتعادل في كل شيء وحاول مراقبها أن يأخذ الفتوى من الإتحاد ولم يجد من يرد على مهاتفته فاضطر أن يجتهد ويحسمها بالقرعة، ولكن بعد أن تقدم الفريق الخاسر بشكوى في قانونية إنهاء المباراة بالقرعة اضطر الإتحاد أن يفرض على بطل حلفا أن يعيد تشكيل بعثته من جديد لتتحرك من حلفا القديمة إلى دنقلا من أجل تصحيح الخطأ الذي وقع فيه مراقب المباراة بإنهائها بالقرعة، وكان التصحيح مختصراً للغاية تلخص في أن يأتي الفريقان إلى استاد دنقلا، ويدخل الحكم إلى الملعب ليحتكم الطرفان إلى ركلات الترجيح..!
فقط ركلات الترجيح ومن ثم يعود بطل حلفا إلى حيث أتى بعد أن خسر الملايين، فضلاً عن وقت ثمين اهدر في السفر، وربما هنالك موظفون حكوميون قد تركوا أعمالهم لمرافقة البعثة وكلها خسائر تحسب على الإتحاد، ولو كانوا قد ردوا على مكالمات الرجل المسكين الذي راقب المباراة لما حدثت تلك الخسائر، غير أن الواقعة ذاتها قد أثبتت ضعف الإتحاد وعدم قدرته على تسيير دولاب العمل بالكفاءة التي تجعله بمنأى عن الإنتقادات والهتافات التي علت داوية في مباراة القمة تقول: عائد عائد ياشداد، ولعل الغريب في الأمر أيضاً أن الذين هتفوا بعودة شداد في تلك المباراة كانوا أنفسهم من هتف ضده عندما أصدر قراراته ضد القمة، ولكنه مهما كان لم يرتكب مثل تلك الأخطاء البدائية في عهده، ولم يغلق هاتفه مرة بل كان متاحاً للجميع.. يفتي لهذا ويحل مشكلة ذاك، لم يشتهر بأنه ثري من الأثرياء قط، ولم يتعامل مع الناس على أساس أنه رجل يمتلك المال وأنما هو رياضي وبن رياضيين يسعى لخدمة الرياضة والرياضيين، لذلك كان شفيفاً وناجحاً، وحتى الآن لا يستطيع أحد أن يقول: أنه رفض الإدلاء بفتوى أو الرد على أي شخص إداري أو صحفي أو مشجع عبر هاتفه أو مباشرة على الهواء..!
لم ينجح الإتحاد الحالي في إيجاد راعٍ للدوري الممتاز والتأهيلي كما وعد في السنوات الماضية لأن البلاد قد فرغت من المؤسسات الإقتصادية الطامحة للإعلان عن نفسها عن طريق رعاية أكبر دوري في البلاد، أو لأن هنالك حرباً ومخططاً لحصار الإتحاد إقتصادياً يجبره على الفرار، أو أن هنالك قناعة بعدم جدوى الرعاة وسط الظروف التي تعيشها أندية الدوري الممتاز، ولكن الحقيقة أن بعد الإتحاد العام عن حالة الأندية والظروف المالية التي تمر بها هو ما أدى إلى تكاسلهم في البحث عن راعي يساعدها على تحمل العبء الكبير في تسيير أنشطته والتنقل ما بين مدن الدوري الممتاز، ولهذا السبب أيضاً تكتلت أندية الممتاز واجتمعت مرات عديدة لتقرر منع البث التلفزيوني، وفي المرة الأخيرة كان هنالك وقت كبير ما بين تأريخ استلام الأموال من قناة قوون وتأريخ تسليمه للأندية، وفي الحقيقة لم يسلموها إلا بعد أن اجتمعت وقررت عدم بث الأسبوع الأخير والحاسم من المنافسة، وكانت شركة سوداني نفسها قد شكت من مضايقات تعرضت لها إبان رعايتها للممتاز.. ما يعني أن هنالك خلل منهجي في التعامل مع المؤسسات التي ترعى الدوري أيضاً.. وقد توج الإتحاد إخفاقاته في كل هذا الموسم بذلك الختام الباهت لأكبر دورياته.. وكلنا قد شعرنا بأن حفل ختام الموسم باستاد الهلال لم يختلف كثيراً عن حفل ختام أية دورة لتخليد لذكرى المراحيم والتي تقام في الأحياء.. ولولا الحضور الرسمي وأن الفائز بالبطولة فريق جماهيري لاحتجنا للافتات تقنعنا بأن ذلك هو ختام (الدوري الممتاز).