• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
صلاح شكوكو

لأولي النهي

صلاح شكوكو

 0  0  1466
صلاح شكوكو
الى متى هذا الإعداد؟

فقد منتخبنا الوطنى لقبه في بطولة ال جي لكرة القدم التي أقيمت بالمغرب، وخرج منها صفر اليدين مع المرفقين، حيث دشن منتخبنا مشاركاته بمباراته الأولى بهزيمة بثلاثية أمام الكاميرون الفريق المتصاعد الأداء، صحيح أن منتخبنا نافح وكافح أمام منتخب متماسك يعرف ماذا يريد ويمتلك رؤية واضحة.
في ذلكم اللقاء دخل منتخبنا الشوط الأول وهو يبحث عن نفسه، وبعد مرور ربع الساعة الأولى إتضح أن المنتخب الكاميروني أكثر ترابطا وتكتيكا بفضل نجومه وخبرته، فقد إمتلك نصف الملعب وحاصر منتخب السودان في منطقته، ثم بدأ رحلة الترويض الهادي.
نجح منتخب الأسود في الدقيقة الثانية والثلاثين عن طريق (إيونج) في إحراز الهدف الأول بعد إستغلاله كرة مرتدة، ليستبن مدى ضعف مقدرة لاعبينا في التعامل مع الهجمات الإرتدائية، ومدى المتابعة الحمائية للمنطقة الخطرة من قبل المدافعين الصريحين، ومساعديهم من المتداخلين دعما أثناء الهجمة، بإعتيار أن الهجوم والدفاع أصبح يتم حسب التمركز الآني للاعبين وليس بناء على المراكز النظرية.
واصل منتخب الكاميرون سيطرته الميدانية وقام بعدة طلعات إستطلاعية، كان الغرض منها قراءة المبارة ومعرفة المفاتيح، وقد شاهدنا كيف ركز صمويل إيتو عبر محاولاته الإختراقية للتهديف لينشغل منتخبا بإيتو فيحرز المدافع (أنجبوا بونوا) الهدف الثاني مستغلا الكرة المنفلتة من يدي حارس مرمانا، لتشير الى ضعف واضح في إسلوب الإلتقاط والسيطرة عند حارسنا.
ثم من خلال إستغلال المساحات الفارغة في منتخبنا، إستطاع (صامويل إيتو) إستغلال كرة بينية ممرة من زميله، كسر من خلالها التكتل الدفاعي ليراوغ الحارس المعز محجوب ويودع الكرة سهلة داخل المرمى معلنا عن الهدف الثالث، في سيناريو تكرر مع الهلال في مبارياته الأفريقية أكثر من مرة، مما يؤكد أننا نعاني خلالا في التمركز عند التمرير البيني والإختراقي، وخلالا في تعلم اسلوب التغطية البينية القادمة من وسط الملعب.
علما بأن هذا الأسلوب الإختراقي قد أضحى المنهجية الحديثة التي تنتهجها الفرق الأفريقية لإختراق الدروع الدفاعية المحكمة، للوصول للهدف بصورة مباشرة، وهذا الأسلوب يعتمد على حسن التوقع والسرعة التي تمكن اللاعب المستهدف من أن يكون في النقطة المناسبة في الميقات المناسب مع الكرة في مواجهة المرمى.
أما مباراتنا أمام الفريق اليوغندي التي حسمت بركلات الترجيح، فقد أهدر منتخبنا عدة ركلات بواسطة كل من (قلق والباشا وزهير زكريا ومحمد شيخ الدين) بينما سجل خليفة وامير كمال، وهذه جزئية مهمة جدا ويمكن أن يقال فيها الكثير، وأهم مايقال في هذا السياق أن لاعبينا غير مؤهلين لتنفيذ الركلات الترجيحية لعدم وجود تقنية محددة تدرب عليها اللاعبون ، بل ليست لديهم الثقة الكفيلة بالتنفيذ، وكأنهم نفذوها بطريقة (يا صابت يا خابت).
علما أن هذه المهارات الأدائية الأساسية يكتسبها اللاعب قبل وصوله لمستوى المنتخب الوطني بإعتبارها مهارات ضرورية كالتمرير والإستلام والتهديف، وبدونها يفتقد اللاعب صفة أن يكون لاعبا، والتي من خلالها يتم إختياره للمنتخب الوطني، وبالتالي فإن هذا الإهدار يجعل السؤال المنطقي يقول: كيف تم إختيار هؤلاء.. ومن المسؤول عن هذا الإختيار؟ وماهي أسس الإختيار أصلا؟.
صحيح أن الإهدار شأن موجود وإحتمال وارد، لكن أن يضيّع هؤلاء بهذا الكيف الأدائي الهزيل، فذاك مؤشر الى علة تستوجب المعالجة، وتشير أيضا الى ضعف تدريبي في المستويين النادي والمنتحب، إضافة الى أن إختيار من ينفذ هذه الضربات شأن يختص به المدرب في المستويين.
ومعروف أن الضربات الثابتة، هي ضربات محميّة بقوة قانون اللعبة، وهي ضربات بعيدة عن التزاحم والسجال الميداني، فمن يفشل في هذه لن يفلح في إحراز الأهداف أثناء المعاركة والسجال في معتركات اللعب والمدافعة.
لقد ظهر لاعبينا في هذه الدورة وماقبلها بمستويات باهتة، أظهرت إعدادا متواضعا في بلد مازال الدوري فيه في عنفوانه، بل دللت على اداء متواضع من قبل بعض اللاعبين الذين لا يستحقون شرف إرتداء شعار الوطن ، والذين يُعزف لهم النشيد الوطني في المحافل الرياضية المختلفة، بإعتبارهم سفراء يمثلون الوطن، وبذلك يعبرون بصورة أو أخرى عن الوطن بكامله.
لقد وضح جليا من خلال المباريات التي خاضها المنتخب، عدم وجود الانسجام بين اللاعبين، وأن الإحلال لم يكن مقنعا، ليستمر العك الكروي في ظل عدم وجود رؤية واضحة للمطلوبات، الى جانب الإعداد الضعيف والتجميع العشوائي وبالقطاعي، دون برنامج واضح المعالم والملامح، ليتضح بجلاء أن منتخبنا ليس مؤهلا للمشاركة في أي مشاركات خارجية، وأنه سيمثل بنا شر تمثل فيما هو مقدم عليه، ليس لأن المدرب غير كفء لهذا الدور، بل لأن المنتخب ليس له خارطة طريق واضحة تبين أسس الإختيار والتأهيل والمعسكرات، وبالتالي فإننا ما زلنا في طور التجريب والتخريب، وسنظل كذلك الى مالا نهاية تائهين بين محطات الإعداد ولن نصل، لأننا في متاهة لا يُعرف لها طريق.
لقد شارك منتخبنا من قبل بالقاهرة في بطولة دول حوض النيل، وحينها قيل لنا أننا في مرحلة الإعداد والتجريب، ورغم أن منتخبنا كان قد أحرز مركزا ذيليا في تلكم الدورة، فقد غضضنا الطرف وقلنا: أن المشاركة كانت مجرد إعداد للدورة الأفريقية التي نظمناها بالخرطوم وخرجنا من مولدها بلا حمص ولا طحين، بل لم نكن مقنعين حتى لأنفسنا، وهكذا سنظل نخدّر الناس بكلمة الإعداد ولن نجني إلا الهزائم وقلة العزائم.. وسنظل نغني لمنتخبنا: (لمتين يلازمك في هواك مُر الشجن)؟.
أنا أعتقد أننا في حاجة ماسة الى إستراتيجية واضحة المعالم للمنتخب الوطني، نحدد من خلالها الهدف من مشاركاتنا.. هل هي بغرض المشاركة أم تحقيق نتيجة؟؟ ثم يجب أن نقر بأن المدرب محمد عبد الله مازدا قد قدم كل ما يستطيع ولم يستبق شيئا، ويستوجب الأمر أن نكافئة على ما قدم.. بل يجب أن نقر بأن الحاجة ماسة الى مدرب مؤهل يقودنا الى تحقيق غاياتنا، بعد وضع منهجية طويلة المدى لتأهيل منتخبنا من خلال الإحلال المتواصل مع الإبقاء على العمود الفقري للمنتخب قائما، دون أن نهد الهيكل ثم نبدأ في كل مرة من جديد.
 لقد هرمنا ونحن في إنتظار اللحظة التاريخية التي نفاخر فيها بأن لنا فريقا مقنعا، نطمئن إليه ونثق في قدراته ليحقق لنا غاياتنا التي ظلت حبيسة في صدورنا، ونستحي أن نعلنها لأننا لا نثق في قدرات من يمثلوننا، بل نخشى أن يمثلوا بنا.
----------
ملء السنابل تنحني بتواضع .. والفارغات رؤوسهن شوامخ
----------
صلاح محمد عبد الدائم ( شكوكو)
shococo@hotmail.com


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : صلاح شكوكو
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019