• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
صلاح شكوكو

لأولي النهي

صلاح شكوكو

 1  2  1819
صلاح شكوكو
عنصرية الجزيرة الى أين؟؟

الأستاذ الصحفي / صلاح شكوكو

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

ما جعلني أفكر في الكتابة إليك هو دافع وطني بحت، خاصة حينما وجدت تقاعسا كبيرا من جانب إعلامنا بعدم تناوله لما بدر من استخفاف وتندر ووصم للشعب السوداني وللهلال بصفة خاصة في إحدى إستديوهات قناة الجزيرة الرياضية، رغم طول المدة.

وأنا هنا لا أقصد الهلال بالوصف المحلي، لكنني في حقيقة الأمر أقصدة بمعناه الوطني، لأنه حينما تعرض لمثل تلكم الأوصاف كان يمثل الوطن، حيث تعرض لبعض التجريح من قبل الطاقم التحليلي بإستديوهات قناة الجزيرة إبان مبارة الإياب بين الهلال والترجي.

والغريب أن الأصوات تعالت والاحتجاجات ملأت الآفاق على المنتديات الحوارية وعلى صفحات (الفيس بوك) حتى إنبرى المعلق السوداني (سوار الدهب) بايصال هذه الإحتجاجات الى (الخلصي) الذي وعد بدوره بالتوضيح بينما تغاضت كثير من الأقلام عن ذلك وكانت هي الأولى في تناول ذلك.

وبعدها أفاد المعلق السوداني (سوار الدهب) على صفحته (بالفيس بوك) بأن الخلصي ﺴﻴﻘدﻡ ﻤﺪﺍﺧﻠﻪ توضيحية في برنامج ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ والذي يحمل عنوان (الرشيد والكرة) وأغلب الظن أن يكون موضوعها تطيب الخواطر، كما نما الى علمنا أن الجزيرة الرياضية ستقوم بالتنويه لهذا الأمر في غضون الأيام القادمة دون أن تجعل الأمر مادة مباشرة لحساسية الموضوع .

لكننا في حقيقة الأمر كنا نمني أنفسنا بأن يعتذر الرجل عن فعلته وسقطته في ذات القناة التي شتمنا فيها.. إذ أن المهنية في التعامل تقتضي أن يكون الأمر كذلك، لأن أبسط مقومات الإعتذار أن يجيء بذات الكيفية التي قام عليها، رغم إقتناعنا بأن كل من سمع ذلك لن يتسنى له أن يسمع الإعتذار لكنها تثبت حسن النية من طرف الشخص المعتذر.

إن إستبدال المكان من قناة الجزيرة الى برنامج الشروق، يعني تطيبا للخواطر من الطرف الأصيل في الموضوع ، لكنه حتما لن يعيد للسودان والهلال إعتباره، لأنه قال ماقال في وقت تنافسي تكون فيه المشاهدة في أوجها، ومهما جاء الإعتذار فإنه لن يأتي في ظروف مشابهة، ثم ما الضغينة التي بينه وبين السودان لينعتنا بتلك النعوت وتلكم الأوصاف ؟؟.

مانريده من الخلصي هو الإعتذار الصريح لما بدر منه هو وذلك المدعو الصالحي الذي وصف الشعب السودانى بأنه شعب كسول، في صورة تدلل على عدم تمتعه بالحصافة الإعلامية واللباقة التي يقتضيها الحديث.

ذلك أن هذا الوصف فكرة نمطية معدة مسبقا ومعششة في عقول كثير من المستريحين عقليا، والذين لايملكون ثقافة كافية للحديث عن الآخرين، وأمثال هؤلاء يجب أن لا يقربوا مثل هذه البواطن وهذه الفضاءات الواسعة، لأنهم بجهلهم يكسبون الناس جهلا بدل المعرفة والعلم، لأن فاقد لشيء لا يعطيه.

فأنا أتعجب أيما تعجب من هذه العنصرية البغيضة التي تملأ جوانح البعض والذين يبثون سمومهم بحقد أعمى وأسود وذلك حينما تحدث عن الأفارقه ونسي أنه ينتمي إليهم شاء أم أبى ، وهذه دلاله أخرى على جهله الكبير والواسع، وذلك حينما تحدث بأنه ينتمي للعرب فقط، ونسي أن البطوله إسمها دوري أبطال أفريقيا.

والحقيقه المره أن استوديوهات الجزيرة الرياضية قد اصبحت، في قمة العصبية والتحيز لكل ماهو مغاربي في شتى النواحي، والكل يلاحظ دونما عناء سيطرة إخواننا من المغاربة العربي على بعض مفاصلها وإستوديوهاتها الرياضية، ليغطوا على الآخرين، لكن هذه التعمية فيها قدر وافر من التجهيل والعصبية المقيتة.

وهنا اذكركم بحادثة طارق دياب عندما تحدث عن مصر وقال انه لايحب المنتخب المصري ولا يشجعه، بل قال اكثر من ذلك حين ذكر أن اكثر من دولة عربية تتمنى خسارة مصر وخروجها من الدورة، وجزم بان دول المغرب العربي كلها لا تحب منتخب مصر وتتمنى له الخسارة في كل محفل.

ولا أعتقد أن عاقلا يمكن أن يقول شيئا كهذا، لأن مقتضيات الحكمة تقتضى أن تكون كيسا عند الحديث وعدم إهانة الآخرين وتأليبهم من خلال محطة تريد لنفسها الإحترام وتحترم ذاتها .

صحيح أنه ليس من المفترض مقابلة العنصرية بالعنصرية ذاتها، لكن قناة الجزيرة الجزيرة تعتبر منبرا عربيا حرا، كان يجب أن يستقيم فيه الاعوجاج، واذا كانت كفاءة الاخوة أهل المغرب هي التي تؤهلهم لقيادتها والتعليق فيها والسيطرة على الاستوديوهات الرياضية، فلا نملك إلا أن نقول لهم الف مبروك.

لكن مقتضيات المهنة أن يكون العنوان الأبرز لأي قناة مسؤولة هو الحيادية والموضوعية والمهنية، مع عدم الإساءة الآخرين أو التشهير بهم، إستغلالا للمنبر، الذي بدوره سيتحول الى ساحة لتصفية الحسابات، رغم قناعتي الشخصية بأن الهلال والسودان أكبر من كل هذه الكلمات، لكنها كلمة حق أردت أن أقولها وأدفع بها إحقاقا للحق، وحبا لوطني وبلادي التي تحمل علم بلادي خفاقا في كل المحافل.

لن أطلب من الناس مقاطعة قناة الجزيرة، لأن الفائدة التي فيها تغلب مثل هذه الهنات الشخصية ، لكنني في ذات الأوان أود أن أحرض المخلصين من كتاب بلادي لأن يكون لهم دور بارز في التصدي لمثل هذه الأحداث التي تتأتي من أناس لايعرفون أقدار الناس، وحتى يتعرفوا على أن بالسودان مثقفين قادرين على رد الصاع صاعين.

وهذا ما وددت قوله في هذا الموضوع الذي أرقني كثيرا، بل أطالب الأجهزة الإعلامية وفي مقدمتها كتاب الأعمدة الى القيام بدورها المناط بها في مدافعة مثل هذه العنصرية، لأن السكوت يجعل هؤلاء يستمرؤون سبنا وشتمنا، لأن من أمن العقاب ساء الأدب، ولذا لابد لكل صاحب قام شريف أن يقول كلمته التي لابد أن يُسأل عنها في يةم من الأيام.

ولكم جزيل شكري وتقديري

منتصر علي شيخ محمد
المملكه العربيه السعودية
جدة

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : صلاح شكوكو
 1  2
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    زهير التجاني 11-04-2011 11:0
    ياسلام عليك يا أبو صلاح حتى المقال الذي وصلك يتماشى مع منهجيتك حينما طلبت أن لا يتعدى رد الفعل الأعمدة والإعلام مشكور ورأي جيد
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019