• ×
الثلاثاء 23 أبريل 2024 | 04-22-2024
ياسر قاسم

رأي صريح

ياسر قاسم

 0  0  8749
ياسر قاسم




رأي صريح / ياسر قاسم
ygasim@yahoo.com

بلا دوري بلا لمة .. دي مهزلة !

*حرام أن نضحك علي أنفسنا ونسمي المهازل التي تجري في ملاعبنا دوري سوداني، بالأمس اكتملت المهزلة وشاهدنا قمة الفوضي في استاد عطبرة، جمهور يخرج عن النص ويحصب الملعب بكل شيء، وشرطة لا تتردد في اطلاق الغاز المسيل للدموع حتي لو أدي ذلك لسقوط الأبرياء من كبار السن والأطفال، شاهدنا كيف اختلط الحابل بالنابل ورأينا الهرج والمرج بعينه يعم كل أرجاء الاستاد، مشهد لا يمكن تصديقه، الجالسون في المقصورة ينزلون الملعب ويتجهون ناحية الجمهور، والأخير لا يبالي في حصب اللاعبين والحكام بمزيد من الحجارة والقوارير، شاهدنا رجل مسن يجري مع طفلته الصغيرة هربا من دخان البمبان ثم يسقط فجأة في وسط الملعب وتسقط الي جواره الطفلة، مشهد مؤثر لم يحتمله أحد رجال الشرطة من الذين قدموا نموذجا لشعار ( الشرطة في خدمة الشعب )، ولكن في المقابل رأينا شرطي آخر يعتدي بالضرب علي أحد المشجعين في منظر غير حضاري قبل أن يكون خارج القانون.
*لم يكن غريبا أن نري هذا التناقض في تصرف رجلي الشرطة، فمنافسة الدوري السوداني قامت أصلا علي التناقضات وسيطرت عليها التصرفات الشخصية، كل شخص يعمل بمزاجه، لا قانون يحكم المنافسة ولا رادع يوقف أو يحد من الفوضي، اتحاد الكرة المنوط به ادارة النشاط من أسس لهذه الفوضي، تذكرون جيدا مباراة الهلال والمريخ التي كان مقررا لها الاسبوع الثاني من الدورة الثانية، رفض الاتحاد اقامتها في موعدها وأصر علي ترحيلها لختام الدوري كي تزيد نصيبه المالي وتضمن له اشتعال المنافسة في بقية المباريات لكسب مزيد من المال، هكذا يفكر الاتحاد الذي يدير الكرة في البلاد، يشجع علي الفوضي ولا يستطيع الاستغناء عن الجمهور، لا تهمه اساءة السلوك ولا الخروج عن النص طالما العائد مضمون في الشباك، لا نبالغ اذا قلنا ان الاتحاد تسعده الفوضي وتفرحه اساءة السلوك، فهذا يدر اليه عائد آخر، فالعقوبة معروفة سلفا غرامة مالية علي النادي ومزيد من الخصم علي دخول المباريات.
*هل كنا نتوقع غير الذي حدث في استاد عطبرة أمس ؟ بالطبع لا، كل المؤشرات كانت ترجح ما حدث وربما أسوأ منه، فهي ليست المرة الأولي ولا الثانية ولا الثالثة يأتي فيها جمهور الأمل بهذا التصرف، ونحن لا نلومه بقدر ما يلام الاتحاد الذي يفكر في الدخل أكثر من حرصه علي سلامة الناس.
*سترون اليوم أو غدا القرارات التي يصدرها الاتحاد، أول شيء سيفكر فيه حرمان فريق الأمل من دخل المباراة، نعم .. هذه هي أولويات الاتحاد الذي يرفض قادته العمل بمبدأ ( درء البلاء قبل وقوعه )، لا يهمه شيء غير اكتظاظ الاستادات بالجماهير، وليحدث بعدها ما يحدث طالما العقوبة المقررة هي مصادرة الدخل لخزينة الاتحاد.
*نتذكر هنا ما حدث في مثل هذه الأيام العام الماضي حينما تزامنت مباراتي القمة في نهائي الدوري وكأس السودان خلال ثلاثة أيام فقط، حدث ما حدث حينها من تراشق باللافتات ومكبرات الصوت، اعترف بعدها قادة الاتحاد بأن قيام المباراتين في فترة متقاربة السبب الرئيسي في الانفلات، وأقر الاتحاد بخطئه في وضع مباراة قمة الدوري في ختام المنافسة، نفس المسؤولين جاءوا في الموسم الجديد لينفذوا مخطط ترحيل مباراة القمة من الاسبوع الثاني للاسبوع الأخير، بربكم ماذا نسمي ذلك ؟ هل هناك استخفاف بعقول الناس أكثر من ذلك يا وزير الشباب والرياضة يا من كونت لجنة تحقيق في أحداث ختام الموسم الماضي ؟
أراء في كلمات
*نعم .. بعض الصحف وبعض الاقلام لديها تأثير سلبي في التعصب وفي الانفلات الجماهيري، ولكن تأثير الاتحاد العام هو الأكبر.
*اتحاد لا يحترم قادته ما يقولوه ولا يثبتون علي كلمتهم سيحصد أسوأ مما حصده في استاد عطبرة أمس.
*الآن لدينا مباراة قمة في نهائي كأس السودان بعد 9 أيام فقط وبعدها قمة أخري بعد أيام معدودة، والمشهد ليس بأفضل مما كان سائدا العام الماضي.
*ماذا سيفعل الاتحاد وهو يؤسس للتعصب ويشجع علي الفوضي ؟
*ألم يكن من الأفضل قيام مباراة الفريقين في الدوري كما جاءت بها القرعة حتي يتجنب الجميع خطورة ما يحدث ؟
*هل يريد الاتحاد ممارسة موازنته في المباراتين بمنح الكأس لفريق والدوري للفريق الآخر، أم يريد الحصول علي العائد الوفير فقط ؟
*ما حدث في استاد عطبرة يستحق تدخل عاجل من الوزير حاج ماجد سوار، ليس لأن الأمر من صلاحياته، بل لأن الاتحاد لا يقوي علي حسم المنفلتين.
*علي الوزير التدخل كما فعل من قبل حينما وقف الاتحاد يتفرج علي مهازل ختام الموسم الماضي، فالدلائل تشير الي انفلات يقضي علي الأخضر واليابس.
*يكفي فقط ما يحدث الآن حول تحويل مباريات ودية الي مباريات رسمية لا نعرف مسمي لبطولتها.
*تخيلوا ان دعم المجاعة في الصومال أصبحت منافسة رسمية، هكذا يريد الاتحاد أن نصدقه ونصدق ان الفيفا فرض اقامة منافسة في كل دولة تحت هذا المسمي.




امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ياسر قاسم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019