• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
صلاح شكوكو

لأولي النهي

صلاح شكوكو

 0  0  1327
صلاح شكوكو
الحركة في الملعب

(صلاح شكوكو)

يندهـش الكثيرون وهم يشاهـدون لاعبي الكرة وهم يتنقلون داخل المستطيل الأخضر بهذه السلاسة والرشاقة والبراعة المتناهية، وهذه الحركة تكون حركة بالكرة تارة وبدونها في أحايين كثيرة.. هذه التحركات تتسم بالرشاقة والخفة والتلقائية في كثير من الأحايين.. وهي تـأتي كرد فعل طبيعـي لمتابعة اللاعبين لحركة الكـرة داخل الملعب وبتركيز كبير وكتوقعات افتراضية لمسـارات الكرة واتجاهاتها.

وفي أحايين كثيرة تكون هـذه التحركات مجرد مناورات يشغل بها اللاعـب الطرف الآخر، لكن بعـض النـاس يعتقـدون أن هـذه الحركات تحدث دونما أي جهـد ذهني أو تفكـير عقلاني .. وكأن كـل تلك العمليـات التحليليـة تأتي من بـاب التلقائية اللاواعـية.

وهذا بالطبـع خطأ كبير ذلك أن هذه الحركة ماهي إلا جهد عضلي وعصبي و ذهني متكامل، يقـوم به اللاعب لتحقـيق أكـبر قـدر من التفاعـل في أرجاء الملعـب المختلـفة لكن في حقيقة الأمر، هنـاك فرق كبـير وبين في الحركة عند لاعبينا وغيرهم .. فبينما يتسـم أداء لاعبينا بالبطء والرتابة، فإن مميزات الكرة الحديثة مبنية بدرجة كبيرة على السرعة والمباغتـة والمفاجـأة وإستغلال السوانح والبناء التقني و التكتيكي واللعب الضاغط.

وهناك فرق كبير بين التكنيك والتكتيك.. والتحرك في الملعـب يعـتبر جزءًا من المهارة التي تقتضي نوعاً من الانتبـاه والتركيـز، حيـث يدخـل فيها التحليـل العقلـي بدرجة كبـيرة.. ومعلوم بداهة أن اللاعب الذي يقـف في مكان سليم هو الذي يقـود زميله الى اللعب السليم.

وذلك من خلال توفير فـرص المناولة والتحرك، ومعلوم كذلك ان الذي يمتلك الكرة لاعـب محصور يحـتاج الى زمـيل يعينـه على فتـح باب الحصار والتقدم الى الأمام، إذن .. ما الـذي يقـود تحركات اللاعب داخـل الملعب؟.

الإجابــة على هذا السؤال ليست سهلة.. ذلك أن هناك موجهـات كثـيرة ومتداخلة تقـود حركـة اللاعب أولها الصـورة البصريـة، التي تنشأ عند متابعـة اللاعب لمجريـات اللعـب حيث يستخدم اللاعب كلتا عينيـه بمركباتهما المختلفة بدءً بالعدسة وانتهاءً بالشبكـية لرسم صورة خياليـة متعـددة الإتجاهات والأبعاد يختار منها اللاعب أنسـب الاحتمالات والفرضيات وفــق موازنة عقلية خاصة تقوده لتوقـع مكان الكرة .

كـذلك هنـاك الفعل اللاإرادي الذي يُعـطي اللاعب إشـارات معينة تأتي من خـارج دائـرة الإدراك لتجعـل اللاعـب في أحايـين كثـيرة وفي جزء من الثانيـة يتحرك في اتجـاه معــّين.. وهـذه الصورة تكون اكثر وضـوحا في حالات حـراس المـرمى الـذين يواجهـون ضربات الجـزاء أو الضـربات الترجيحـية أو الضربات الحرة القريبة من مرماهم.

أما اللاعب المهاجم الذي يحاول أن يختار بين التسـديد أوالتمرير أوالمراوغة وفق انحرافات مفاجئة فإنه يحاول استغلال أنسـب البـدائل المتاحة لإنجـاح هجمـته مستصحبا معه قراءة الخصـوم ومدى تغطيتهـم ومدى استعدادهم لإفساد هجمته .

وأخـيرا نجد ملكة التخيـل الذهـني التي تنـدرج تحتـها كل تلك العناصر التي ذكرناها .. حيـث يقـوم اللاعب بعـدة عملـيات تحليـلية بصرية وعصبية وفكرية قبـل أن تصل الكـرة إليـه، فيجهـز لنفسه بعـدة سيـناريوهات محتملة.. وهـذا ما يعرف باللياقـة الذهنـية وهـذه لا تتـأتى إلا في وجـود لياقة بدنية جيـدة وجرعات تدريبية متناسقة.

وحتى نتصور أداءً رياضيا مثاليا لابد من وجود موهبـة فطرية، وبنيـان جسماني سليم، وهكذا تصبح حركة اللاعب في الملعب خليطا بين الحركة والفكرة بالكـرة وبدونها وفي كلتا الحالتـين يحتاج اللاعب إلى لياقة بدنية وذهنية عالية تقـوده للقراءة السليمة والتوقع الـذي يقتـرب من الواقع .

أما المدرب فإن دوره ينتهي عند خط التماس، بعدها يبدأ اللاعب في إستخدام مهاراته العقلية وفق الخطة العامة التي خطها المدرب، ذلك أن المدرب ومهما أوتي من البراعة وسعة الأفق فإنه لن يحيط بمجريات اللعب وتفصيلات ما سيحدث في الملعب، لكنه يضع سيناريوهات محتملة يهتدي بها اللاعبون.

لكننا نستطيع أن نحدد بعض الأشياء والممارسات التي تؤثر سلبا على أداء اللاعب وحركته في الملعب منها :-

عدم ممارسـة التمارين بانتظام وجدية .
عـدم المحافظة على اللياقة البدنية .
عـدم أخــذ جرعات كافيـة من الراحة والاستجمام .
عدم الاهتمام بالتغذية السليمة .
تعاطـي المواد التي تؤثر على العقــل والأعصاب والجسم بصورة عـامة .
نقـل المشكلات والأزمات الاجتماعـية للملعب .
الغرور وعدم أخذ توجيهات المدرب بمحمل الجد .

لكننا بدأنا نشهد تقنيات وفنيات عالية في الحركة والآداء من خلال التقنيات والتكتيكات الجديدة التي يحاول المدربون من خلالها إنتهاج نوع من التفرد الذي يمكن أن يعطيهم ميزات تفضيلية تحقق لهم نوعا من التميز والنجاح.

لكن هناك همسة أهمس بها في آذان المدربين، بأن يجعلوا للاعبيهم ساعة للعب الألعاب الألكترونية على الكمبيوتر بغرض توسيع الخيال الأدائي عند لاعبيهم وخلق فرص للإبداع ولا بأس من متابعة الرسوم المتحركة ذات الحركات الخيالية التي توسع آفاق الفكر وتخلق الإبداع.

وتعالوا معا نشاهد كيف يتحرك المحترفون؟؟ كيف يكون التحرك مضبوطا عند المحترف؟؟ وكيف يقوم المحترف بالمحافظة على طاقته الأدائية؟؟ بينما يقـوم الهاوي بكثير من الحركات التى تبدد كثير من طاقتـه، وتهدر إمكاناته ولياقته البدنية والذهنية.
 التحية للإتحاد العام للمحامين وهو يطلق على صالة الألعاب الرياضية فيه إسم فقيدنا الأستاذ عزالدين محمد خير ( الصبابي) له الرحمة والمغفرة، والتي تم إفتتاحها بالأمس، والشكروالتقدير لهم لأنهم يعرفون قيمة الوفاء لأهل العطاء.
------------------
ملء السنابل تنحني بتواضع.. والفارغات رؤوسهن شوامخ
------------------
صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو)
shococo@hotmail.com
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : صلاح شكوكو
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019