• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-19-2024
كمال حامد

على مسئوليتي

كمال حامد

 0  0  13131
كمال حامد

رحل حسبو الكبير

{ الموت نقاد ويأخذ أفضل الجواهر وأوسطها كما قال الشاعر ابن الرومي، ومن أفذاذ كرة القدم السودانية.. اختار افضلها واعظمها وكبيرها ومن غير حسب الرسول مرحوم، حسبو الكبير.. افضل واعظم من لاعب الكرة واخلص لها.. وقدم لها كل حياته وصباه وشبابه.. بل كان رمزا من رموزها ورمزا من رموز أسد البراري مع رفقاء دربه في العصر الذهبي للكرة في السودان وفي نادي بري شيخ وعميد الاندية مع رفقاء دربه من الافذاذ من عهد كشيب ودنقلو وجربان وبكري بخيت وقسم ترانسستور وحسبو الصغير وعبد الكافي والنور عبد القادر وعمر خواجة وكل ذلك الجيل العظيم الذي لا ينسى من ذاكرة التاريخ ومن ذاكرة البطولة العامة، ومن ذاكرة المشاركة الافريقية.. نعم كان اسد البراري بطلا للدوري ومشاركا في البطولة الخارجية.

{ راحلنا العظيم الكبير كان لي شرف رؤيته في الملاعب من خلال المباريات القليلة التي أحضرها في العاصمة في فترات متقطعة، ولكنني شاهدته واستمتعت بمداعبته الكرة بكل أجزاء جسمه في الزيارات التي كان يقوم بها اسد البراري لعطبرة التي تربطهم بها علاقة تاريخية مع بعض رموز البراري في السكة الحديد. وجماهير عطبرة تذكر حسبو الكبير وتذكر له ما فعله باحد ابرز نجوم عطبرة الذي جعله «يسف الجير» كما تداعبه الجماهير العطبراوية حتى الآن.

{ عرفت حسبو الكبير عن قرب حين حضر للسعودية للمشاركة في دورة تدريبية نظمها الاتحاد العربي في مدينة أبها، والتقيت بهم في مطار جدة القديم. وحاولت أن اقوم نحوهم ببعض الواجب، وكنت أعرف منهم مدرب عطبرة المرحوم عثمان السيد، ولم اكن اظن ان تلك الساعات التي قضيتها معهم ستكون سبباً في ان أزور بري لأول مرة، تلبية لدعوة من حسبو الكبير حشد لها أبرز نجوم البراري، بل اقسم بأن يتنازل لي عن عربة كرولا لأقضي بها إجازتي السنوية.. وعلمت أخيراً انها تخص صديقنا عبد الرحيم صديق الذي نقلت له خبر رحيل حسبو الذي جاءني صباح هذه الجمعة المباركة، وهي فرصة لندعو لحسبو الكبير بالرحمة والقبول الحسن، ونسأل الله العزاء لكل الرياضيين ولأهل البراري عموماً ولرفاق دربه في الملاعب.. ولأسرته الصغيرة والكبيرة.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».

نقطة.. نقطة..؟!
{ حسبو الكبير لم يغادر أسد البراري، ومرة سمع الأب الروحي للنادي المرحوم الطيب شيخ إدريس بأن حسبو تدرب مع الزمالك في مصر ويفكرون في ضمه، فما كان منه إلا أن جره جراً وسحبه سحبا لعرين الأسد.. وكانت فرصة احتراف كبيرة للمرحوم حسبو، وتشكيل ثنائية غير عادية مع النجم الموهوب عمر النور في الكرة المصرية.

{ اتجه حسبو الكبير للتدريب وهو لا يزال لاعبا في كشوفات بري.. وكان هذا الأمر عادياً في الماضي.. واتذكر مرة في مطلع او منتصف السبعينيات واسد البراري في مباراة في دار الرياضة امدرمان وحسبو مدربا.. ويبدو أن أوضاعا داخل الملعب لم تعجبه ولم تجد حركاته وصراخه، فما كان منه إلا أن خلع لباس التدريب وجرى نحوه أكثر من لاعب داخل الملعب ليلعب مكانه، فاختار أحدهم ونزل الملعب وسط هتافات جماهير الدار العريقة وتصفيقها حتى تعدلت النتيجة لصالح الأسد.

{ حسبو الكبير رمز كبير من رموز البراري، ويستحق تخليدا كبيرا وكبيرا جدا.. وغدا اكتب عن المرحوم أحمد عبد الرحمن الشيخ أحد مؤسسي الجريدة إن شاء الله..
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال حامد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019