• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-24-2024
احمد الفكي

ماذا ترك حرم جامعة السودان للأسواق

احمد الفكي

 0  0  1326
احمد الفكي
ماذا ترك حرم جامعة السودان للأسواق
أوتاد - أحمد الفكي

عجيب أمر جامعة السودان التي تفشت فيها ظاهرة السرقة و أصبح شأنها شأن الأسواق التي تُعد شر البقاع .
لقد تعرَّضَ إبني عبد المهيمن الطالب في جامعة السودان للسرقة مرتين و للغرابة في خير بقعة فيها حيث مسجدها الذي يكتظ بالمصلين .
المرة الأولى سُرق حذاؤه الجديد الذي لم يحظى بارتدائه سوى في مشوار الذهاب الأول للجامعة و عدم العودة به لسرقته من أمام مسجد الجامعة عندما دخل لاداء صلاة الظهر . أما المرة الثانية فكانت يوم السبت 7 يناير 202‪3 حيث وضع اللابتوب بجواره و شرع في الوضوء لصلاة الظهر أيضاً و عند الإنتهاء من الوضوء لم يجد اللابتوب الذي كان يرقد في أمان داخل الشنطة التي بها عدد ثلاث هاردسك . يا للعار سرقة داخل حرم الجامعة لم يِراع السارق أهمية الملفات العلمية و البحوث التي تم فيها سهر الليالى .
نعلم أنَّ السرقةهي من أمراض القلوب و هي أخذ ممتلكات شخص آخر دون إذن هذا الشخص أو موافقته بقصد حرمانه من مُلكه والانتفاع به بغرض التمليك، وتعتبرالسرقة جريمة من الجرائم .
وأخبر الصادق المصدوق الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه أن السارق عند سرقته لا يكون مؤمناً، يرتفع منه الإيمان: لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن[رواه البخاري (2475)، ومسلم (57) .
ألا يتحسَّر الإنسان السوداني عندما يُسأل هذا السؤال أين الأمان الذي كان يكتنف سوداننا العزيز .؟ وها نحن نفتقده في شوارعنا و منازلنا ومواصلاتنا و في أسواقنا وحتى وصل به المقام إلى دور العلم و مناراتها و ما جامعة السودان إلا واحدة من تلك المنارات العلمية التي تفشت فيها السرقة ، لذا يُعتبر استتباب الأمن في المجتمع من أجل و أعظم النعم ، ما أعظم أن يتحرك الإنسان كيف يشاء دون قلق على دمه أو ماله أوعرضه .
أذكر عندما كنت طالباً في الجامعة كتبت بحثاً بعنوان محددات السياسة الخارجية وهي ترتكز على عنصرين فقط لا ثالث لهما ألا هما الأمن و الغذاء من منطلق قوله تعالى : ( الذي أطعمهم من جوعٍ و آمنهم من خوف ) ثم دعا سيدنا إبراهيم عليه السلام ربه للبلد الذي أسسه طلب له أمرين اثنين ، رزقا مكفولاً وأمنا مستقراً ، وقدم الأمن على الرزق ،وهو يسأل الله حاجته ، (رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات) . ولكي يشيع الأمان ، ويطمئن كل إنسان شرع الله شرائع كثيرة ، من أهمها حد السرقة .
إنَّ السرقةَ جريمة جديرة بالمحاربة و المطاردة والاستئصال حتى ينعم المجتمع بالأمن و الأمان ، دون شك وجود السرقة مثار فزع و ضيق وقلق ، فكيف إذا شاعت و استفحلت ؟!
ما أحلى شريعتنا الإسلامية التي أمرت بقطع يد السارق و ليعلم القارئ العزيز أنَّ اليد التي تقطع هي اليد التي ظلمت المجتمع ، لا اليد التي ظلمها المجتمع ،قال تعالى : ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ . فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ) المائدة :38-39 .
دون شك عندما تم تطبيق شرع الله في البلاد التي نفذت قطع يد السارق هدأت أحوالها ، وسادتها طمأنينة كاملة وأغناها قطع يد واحدة عن فتح سجون كثيرة يسمن فيها المجرمون ،ثم يخرجون أشد ضراوة وأكثر قساوة.
* آخر الأوتاد :
هل وصل الإنحطاط الأخلاقي في سوداننا لدرجة تفشي ظاهرة السرقة داخل الحرم الجامعي وما لابتوب الإبن عبد المهيمن بحالةٍ واحدة وقد يكون هناك ما خفي أعظم !!!!!!!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019