• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
كمال الهدى

داقي (سيستم) عشان شنو بس..!!

كمال الهدى

 0  0  2007
كمال الهدى
تأمُلات
كمال الهِدَي

داقي (سيستم) عشان شنو بس..!!
. طرحت بالأمس سؤالاً (محيرني) على أصدقائي بالفيس بوك فأثار السؤال كما هو متوقع شجون اندثار بعض سلوكياتنا وتقاليدنا الجميلة، وأدلى كل بدلوه حول السؤال (الاستغرابي).

. كان سؤالي حول موضة البنطلون (الناصل) وبالرغم من أنها ليست وليدة اليوم، لكن بالأمس مر أمامي رجل من جنسية عربية ليس صغيراً في العمر وكان (داقي سيستم)، وأثناء إنحناءة له كان المنظر قبيحاً ومقززاً جداً، ونافياً لفكرة بعضنا بأن الزي حرية شخصية طالما أنه لا يضر الآخرين.

. فعندما تجبر الناس على مشاهدة شيء مقزز أنت تؤذيهم بشكل أو بآخر.

. وفي العادة مثل هذه المشاهد المقززة لا تستأذنك وربما تقع عيناك عليها دون أن تقصد، وبعدها ستشيح بوجهك نعم لكن وقتها يكون (حدث ما حدث).

. المشهد القبيح ذكرني بطريقة ارتداء الكثير من شبابنا للملابس في هذا الزمن (عصر التقليد الأعمى) لهذا طرحت السؤال.

. انتقد الكثير من أصدقائي فكرة البنطلون (الناصل) ورأوا إنها قبيحة شكلاً ومضموناً، وهي كما نعلم صُدرت لنا من عالم يؤمن بعضه بأمور ينهانا عنها ديننا الحنيف.

. لكن لن أقسو على شبابنا، فقد بينت لنا الأيام أن بعض أصحاب الشعر المفلفل والبناطلين (الناصلة) أشجع وأنبل من الكثير من كبار البلد.

. وفي ثورة ديسمبر المجيدة والتضحيات المستمرة لهؤلاء الشباب أبلغ دليل على الخير الوفير الذي تعمر به دواخل الكثيرين منهم بالرغم من أن مظهر بعضهم يقول عكس ذلك.

. لهذا لابد أن نناقشهم بهدوء ونسألهم: ماذا يستفيد الواحد منكم حين يرتدي بنطالاً (ناصلاً) يكشف عن ملابسه الداخلية بشكل مقزز وفي بعض الأحيان يظهر بعضاً من أعضاء الجسم الداخلية نفسها!

. أعلم أن لكل زمان طريقته في اللبس، وأن بعض الشباب يرغبون في مسايرة الموضة، لكن من المهم جداً أن يقف العاقل متأملاً ليختار من الموضة ما هو جميل، وما يناسب قيم مجتمعه وتقاليده، وما يعكس دواخله بشكل أقرب للواقع.

. كما لابد من تفكير متعمق حول بعض مظاهر هذه الموضة وطرح أسئلة من شاكلة: من يقف وراء هذا المظهر أو ذاك وكا الذي يرمز له كل شكل منها.

. وليسأل كل واحد من هؤلاء الشباب نفسه : " لماذا اندهش الكبار من شجاعتنا واقدامنا بهذا الشكل الملحوظ إبان ثورة ديسمبر!"

. السبب الأول هو أنكم نشأتم في زمن أفسد خلق الله (الكيزان) والثاني أن مظهركم العام لم يشء بكل هذه الشجاعة والجسارة.

. فلِم لا تكملون الصورة إخوتي بأن تلبسوا بطريقة أكثر احتراماً وجمالاً!

. في وقت مضى سادت موضة الخنفس والبنطلون الشارلستون نعم، لكنه على الأقل كان ساتراً للجسد وهذا البنطلون (الناصل) يكشف عن بعض أجزاء هذا الجسد، كما إنه يخلو من أي جماليات، وقبيح كما قال العديد من أصدقائي في تعليقاتهم.

. شباب بكل روح المبادرة التي ظللنا نعايشها منذ انطلاقة الثورة ألا يستحقون أن يتمثل بهم الآخرون بدلاً من مسايرتهم لكل ما هو قادم من الخارج!

. رأيي الشخصي أنكم قدمتم دروساً للعالم في نكران الذات والتضحية من أجل الوطن بأعز ما تملكون (الروح) فما الصعب في أن تكونوا مصدراً للموضة بدلاً عن تقليد غيركم وأنتم الأكثر نبلاً وصدقاً في حبكم لوطنكم!!

. وأسوأ مافي التقليد هو أن ترى شيئاً يفعله أهله بفهم محدد وتنقله عنهم وتوسع دائرة انتشاره دون أن تعرف أسباب اختيارهم له.

. وأسأل بعض شبابنا : إن رأيت أختك (في البيت وليس خارجه) تلبس بطريقة تكشف عن بعض أجزاء جسدها الداخلية هل ستسعد بذلك وتشجعها عليه بوصفها (تفتيحة) و (شفتونة)؟

. الشيء الأكيد أنك ستغضب منها أيما غضب، فلماذا إذاً تحلل لنفسك ما تحرمه عليها!

. كما لابد أن نتساءل عن دور الأسرة وكبارها ولِمَ لا يناقشون الأبناء في طريقة لبسهم!

. ألاحظ أن آباء في غاية الاحترام والوقار يتركون لأبنائهم الحبل على الغارب عندما يتعلق الأمر باللبس بفهم إنها حرية شخصية.

. وحتى لا يكون الكلام نظرياً سأحدثكم عن طريقتي مع أبنائي الثلاثة (متعهم الله بالصحة والعافية).

. وقبل ذلك أرجو أن يفهم بعض أصحاب الافق الضيق أن تناولي لأي تجربة شخصية أقصد منه أن تكون الممارسة متسقة مع ما يخطه القلم، فلا يستهويني من يكتب كلاماً وتكون ممارسته على النقيض منه.

. أُضطررت للتوضيح أعلاه لأن قلة من (المسطحين) يفهمون الأمور كما يحلو لهم.

. فقبل سنوات عندما كنت أنتقد رئيس الهلال أشرف الكاردينال وورد في أحد مقالاتي اسم ابني أشرف، وبالرغم من أنني كتبت وقتها (10 سنوات) ، إلا أن صاحب أفق ضيق علق لي قائلاً " بتنتقد في الكاردينال وانت مسمي ولدك عليه، معناتو ما قدر تصل ليهو " تخيلوا بس!

. وآخر قال لي قبل أسابيع " تنتقد مجلس الهلال عشان ما قبلوا ولدك في الناشئين" مع إن مقالي حول هذا الأمر كان أوضح من شمس الضحى.

. المهم كل ذلك لن يجعلني أغير أسلوبي في طرح ما أراه.

. أعود لموضوع أبنائي الثلاثة لأقول إنهم عندما كانوا في أعمار صغيرة تعودت أن أختار لهم ما يناسبهم من أشكال وألوان.

. أما بعد أن كبروا وصار لهم ذوقهم الخاص في اللبس كنت أقول لهم عندما نذهب لأي محل ملابس " كل شيء ولا الحاجات الناصلة والمعولقة" ، وكان يأتيني الرد دائماً من شاكلة " اخترت ده أرجله ما واسعة بس ما (ناصل)، وبحمد الله هداهم ربهم لأن يلبسوا بطريقة لا تشعرني بالخجل من أنني والدهم.

. وبحكم فارق العمر لاحظت أن اختيار بعضهم للألوان لا يروق لي، فقد كنت مثلاً أركز مع اثنين منهم على ألوان فاتحة للتي شيرتات مثل البيج والرمادي والسماوي لسمرة لونيهما.

. أما بعد أن كبروا فقد صاروا أميل لألوان أغمق لا أرى إنها تناسب أصحاب البشرة السمراء لكن لا ضير في أن أتركهم يستمتعون بما يحبونه في أمر كهذا.

. أما اللبس الخليع فيتطلب تدخلاً منا كأولياء أمور لمناقشة الأبناء حوله ولا أظن أن في ذلك أي مساس بالحرية الشخصية.

. أحد هؤلاء الأبناء الثلاثة مختلف عن شقيقيه - كأمر طبيعي- وهو يفضل أن يكون شعره كثيفاً وما زالت أسعى لإقناعه بأن الشعر الخشن كلما كان خفيفاً بدا شكله أجمل والعكس.
رصدابوسبأ
. وقد قال لأمه ذات مرة " كل شيء بعملوا زي ما تحبوا بس شعري ده خلوهو".

. والواقع أننا لا نريده أن يفعل ما نحب، وكل ما في الأمر أننا نحاول إرشادهم لأن يفعلوا ويلبسوا ويظهروا بمظهر يتسق مع تعاليم دينهم وقيمهم وتقاليدهم.

. وظني أن هذا المقال نفسه سيجعله يعيد النظر في مسألة الشعر الكثيف، وهو ما سأقنعه به في نهاية الأمر.

. أخلص مما تقدم إلى أن بعض الأمور يمكن أن نتساهل فيها مع الأبناء لحد ما، لكن ليس لدرجة البنطلون (الناصل) يا
قوم...
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019