• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
خضر

عوفي الوطن إذا عوفيت يا هلال

خضر

 0  0  1599
خضر
الرأي المختصر
عبد المنعم إبراهيم خضر
عوفي الوطن إذا عوفيت يا هلال


إنه الهلال وكفى. إنه هلال الملايين، هلال السودان، الوطن بحجم قارة، بكل تنوعاته الإثنية والعرقية والثقافية، وبكل قبائله التي انصهرت فصي قبيلة الهلال، الذي أسرها بجماله وسحره، فاحتواها تحت مظلة حبه الدافق. فعافية الوطن في عافية الهلال.
وأعتقد أن شاعرنا الفذ أبو الطيب المتنبئ في قصيدته الرائعة كان يقصد هلال السودان:
المَجدُ عوفِيَ إِذ عوفِيتَ وَالكَرَمُ ** وَزالَ عَنكَ إِلى أَعدائِكَ الأَلَمُ
صَحَّت بِصِحَّتِكَ الغاراتُ وَاِبتَهَجَت ** بِها المَكارِمُ وَاِنهَلَّت بِها الدِيَمُ
وَراجَعَ الشَمسَ نورٌ كانَ فارَقَها ** كَأَنَّما فَقدُهُ في جِسمِها سَقَمُ
وَلاحَ بَرقُكَ لي مِن عارِضَي مَلِكٍ **ما يَسقُطُ الغَيثُ إِلّا حَيثُ يَبتَسِمُ

** لم يكن الهلال في يوم من الأيام غريبا على التواجد في البطولات الكبرى، كما لم يكن غريبا على منصات التتويج، فالعرب والأفارقة يعرفونه ماردا جبارا، وفارسا مغوارا لا يشق له غبار، فهم يهابونه.
ولكن في السنوات الأخيرة اعترى جسد الهلال ضعف تباينت على أثره مستوياته ونتائجه فكانت دون الطموح.
الآن وقد عاد لنا الهلال ينضح عافية ويلمع ألقاً، كيف لا وهو ينعم باستقرار إداري ومالي، (ما شاء الله تبارك الله)، فكانت ثمرة ذلك لاعبين أكفاء ومدرب مقتدر طموح.
** مبارك للسودان عودة العافية لجسد الهلال، ولا أقصد هنا التأهل لدور المجموعات في البطولة الإفريقية الكبرى، فالهلال معتاد على التواجد فيها، بل وتجاوزها لأدوار متقدمة، ولا أدل على ذلك من احتفال الاتحاد الإفريقي (كاف) بتأهل الهلال للمجموعات وللمرة الرابعة توالياً.
أنا أقصد عودة العافية لجسد الهلال، وهي عافية نلمسها في عدة جوانب.. لقد تعافى الهلال من التدخل الإداري في التسجيلات وأصبحت كلها فنية بحتة باختيار المدير الفني، وبالتالي تعافى الهلال من (السمسرة) واللاعبين (المواسير)، وتبعاً لذلك تعافينا من فرض لاعب معين على المدرب ليشارك على أساس أن تسجيله كان (إداريا).
فأصبح المدرب فلوران يعمل بحرية تامة، منفذا لكل خططه وطرق لعبه، فهو حتى الآن لعب تسع مباريات (منها الودية ومنها الرسمية) حقق الفوز في سبعة منها وتعادل في واحدة وخسر واحدة، من خلالها أشرك تقريبا كل اللاعبين الموجودين في الكشف الإفريقي، ليتعرف على إمكانيات كل لاعب على حدة.
وقد تعرف على إمكانيات لاعبيه جيدا، وأصبح يفاضل بينهم في كل مباراة على حسب مقدراتهم الفنية والبدنية ووفق ما تتطلبه المباراة التي يود خوضها.
واحدة من أسباب التعافي في الهلال هي قناعة الجماهير بالمدرب، وكذلك الزملاء الصحفيين، حقيقة فلوران أجبر الجميع على احترامه، بصمته وصبره على ما يكتب في الصحف والوسائط الأخرى، وصبره على صافرات الاستهجان في المدرجات.
من خلال متابعاتنا كل عام للبطولة الإفريقية علينا معرفة أن هذه البطولة تلعب بالحسابات والنتائج، وليست بالعروض، وكل مباراة لها حساباتها ومقاييسها، التي تخضع للخصم ونقاط القوة والضعف لديه.
وأن كل مباراة تلعب في جزئيات مختلفة عن بعضها، حتى يتحقق الهدف المرجو منها.
فقط علينا الصبر والتشجيع والمؤازرة حتى نصل لمبتغانا بإذن الله تعالى. ونرى هلالنا قد عبر لمراحل متقدمة في البطولة.
حتى شهر فبراير القادم موعد بداية مباريات دور المجموعات سيكون الهلال قد خاض العديد من المباريات الدورية التي هي خير معين ومعد للاعبين لاكتمال الجاهزية الفنية والبدنية.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : خضر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019