حليمة يعقوب و كلام الناس
أوتاد - أحمد الفكي
حتى لا يسرح خيال القارئ العزيز في العنوان أعلاه و يفتكره ( شمار حار ) مصطلح سوداني كامل الدسم ، و عشان( نخت) الكورة واطة أول حاجة صحيح الاسم مجرد كتابته و نطقه سوداني مائة بالمئة ولكن هنا حليمة يعقوب تشابه أسماء فقط و ليست سودانية و كلام الناس كثير و يا ليت و يا ريت حليمة يعقوب صاحبة العنوان تكون سودانية و سيأتي الكلام عنها بعد أن أتطرق لبعض من كلام الناس .
من كلام الناس الدين المعاملة وهو قول حسن يهدف لإفراز الطاقات الإيجابية التي تُثري الحياة بكل ما هو مفيد .. لقد وقفت طويلاً في مقطع ( تك توك ) مفعم بالطاقة الإيجابية يحمل في معناه رسالة مكارم الأخلاق التي حثنا عليها ديننا الحنيف ، مشهد المقطع صيني عبارة عن إمرأة قصيرة القامة جداً قزمة طولها لا يتجاوز المتر تمشي على قدميها على نسق جسمها قدم يمين قدم شمال ، إحتاجت لإيقاف وسيلة مواصلات . وقفت لها سيدة تقود ركشة لها صندوق خلفي للركاب ووضع الأشياء ، المشهد مثير و مدهش ، نزلت سائقة الركشة تتوكأ على عصاة طبية جراء إعاقة في رجلها لتفتح باب الصندوق ( المقطورة ) ، لقصر طول السيدة لم تستطع الركوب في الصندوق ، حاولت معها سائقة الركشة مساعدتها للركوب ولكن دون فائدة، فكانت المفاجأة السعيدة و السلوك الحميد من سائق عربة شاهد المنظر فإذا به يوقف سيارته و يأتي لتقديم المساعدة .. تخيل عزيزي القارئ كيف كانت مساعدته.؟
لقد إستلقى على بطنه وجعل المرأة تطلع فوق ظهره حتى إستطاعت الركوب في الصندوق الخلفي للركشة.
يا له من سلوك يتوافق مع كلام الناس الدين المعاملة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( السعادة في معاملة الخلق أن تعاملهم لله، فترجو الله فيهم، ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم، ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافئتهم، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم )
الجنرال فون نجوين جياب بطل الثورة الفيتنامية (الذي قاد الانتصار على فرنسا و امريكا معاً ) من كلام الناس روي عنه أنّه زار عاصمة عربية توجد فيها فصائل ثورة .. فلما شاهد حياة البذخ والرفاهية التي يعيشها قادة تلك الفصائل وقارنها بحياته مع ثوار الفييت كونج في الغابات الفيتنامية، قال لتلك القيادات: من الصعب أن تنتصر ثورتكم .. سألوه لماذا.؟
أجابهم : لأنّ الثورة والثروة لا تلتقيان .
الثورة التي لا يقودها الوعي تتحول إلى إرهاب، والثورة التي يُغدَق عليها المال تنتج لصوصآ و مجرمين .
ماذا نفهم من ذلك . ؟ اذا رايت فاسدا يدعي أنه ينتمي للثورة أو يقودها وهو ساكن في قصر، يأكل أشهى الاطباق، ويعيش الرفاهية بكل ألوانها فاعلم أنه خبيث ويتصف بصفات أحقر البشر.. لأنه يقتات على دماء وأشلاء وجوع ومعناة الفقراء أصحاب المصلحة الحقيقية من الثورة!
أما حليمة يعقوب صاحبة العنوان أعلاه هي المرأة المسلمة التي تحكم سنغافورة ، في جزءٍ من سيرتها سياسية سنغافورية، من أصول هندية من ناحية أبيها وملايوية من ناحية أمها. الرئيسة الحالية لدولة سنغافورة، عضوة في حزب العمل الشعبي، رئيسة البرلمان في الفترة ما بين يناير 2013 إلى أغسطس 2017. في الفترة ما بين عام 2001 إلى عام 2015، كانت عضوة في البرلمان ممثلة مجموعة جورونغ .
حليمة يعقوب على مدار الخمس سنوات لرئاستها سنغافورة ، جعلت من سنغافورة أفضل ثالث دولة في العالم ، من خلال نهضة بلادها نتيجة الإستقرار السياسي و الإقتصادي الذي جعل من سنغافورة ثالث أغنى دولة في العالم حيث ناتجها القومي 340 مليار دولار ، جعل من سواد شعبها ان يحوز على لقب المليونير . جواز السفر السنغافوري أقوى جواز سفر في العالم .
في عهد حليمة يعقوب خط طيران سنغافورة يُعد ثاني أفضل خطوط طيران في العالم ، أسرع انترنت في العالم يوجد في سنغافورة . معدل البطالة 2% ، دخل الفرد 75000 دولار سنوياً .
ألف تحية و فخر لإمرأة مسلمة تقود بلداً يُحقق ذلك النمو الإقتصادي المذهل .
من كلام الناس الدين المعاملة هل نفتقد لثقافة الإعتذار عندما نُخطي ، هل نفتقد لثقافة الثناء و الشكر من واقع من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، هل نفتقد لثقافة إلقاء الألقاب الطيبة و الكُنى عندما يُلاقي بعضنا البعض كنوع من فن التواصل الإجتماعي وجبر الخواطر .
* آخر الأوتاد :
ما أجمل هذه الموعظة ، جاء في حديث أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ، وفي رواية عَلِّمْنِي وَأَوْجِزْ، فَقَالَ ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ: ( إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا، وَأَجْمِعِ اليَأسَ مِمَّا فِي يَدَيِ النَّاسِ )
أوتاد - أحمد الفكي
حتى لا يسرح خيال القارئ العزيز في العنوان أعلاه و يفتكره ( شمار حار ) مصطلح سوداني كامل الدسم ، و عشان( نخت) الكورة واطة أول حاجة صحيح الاسم مجرد كتابته و نطقه سوداني مائة بالمئة ولكن هنا حليمة يعقوب تشابه أسماء فقط و ليست سودانية و كلام الناس كثير و يا ليت و يا ريت حليمة يعقوب صاحبة العنوان تكون سودانية و سيأتي الكلام عنها بعد أن أتطرق لبعض من كلام الناس .
من كلام الناس الدين المعاملة وهو قول حسن يهدف لإفراز الطاقات الإيجابية التي تُثري الحياة بكل ما هو مفيد .. لقد وقفت طويلاً في مقطع ( تك توك ) مفعم بالطاقة الإيجابية يحمل في معناه رسالة مكارم الأخلاق التي حثنا عليها ديننا الحنيف ، مشهد المقطع صيني عبارة عن إمرأة قصيرة القامة جداً قزمة طولها لا يتجاوز المتر تمشي على قدميها على نسق جسمها قدم يمين قدم شمال ، إحتاجت لإيقاف وسيلة مواصلات . وقفت لها سيدة تقود ركشة لها صندوق خلفي للركاب ووضع الأشياء ، المشهد مثير و مدهش ، نزلت سائقة الركشة تتوكأ على عصاة طبية جراء إعاقة في رجلها لتفتح باب الصندوق ( المقطورة ) ، لقصر طول السيدة لم تستطع الركوب في الصندوق ، حاولت معها سائقة الركشة مساعدتها للركوب ولكن دون فائدة، فكانت المفاجأة السعيدة و السلوك الحميد من سائق عربة شاهد المنظر فإذا به يوقف سيارته و يأتي لتقديم المساعدة .. تخيل عزيزي القارئ كيف كانت مساعدته.؟
لقد إستلقى على بطنه وجعل المرأة تطلع فوق ظهره حتى إستطاعت الركوب في الصندوق الخلفي للركشة.
يا له من سلوك يتوافق مع كلام الناس الدين المعاملة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( السعادة في معاملة الخلق أن تعاملهم لله، فترجو الله فيهم، ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم، ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافئتهم، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم )
الجنرال فون نجوين جياب بطل الثورة الفيتنامية (الذي قاد الانتصار على فرنسا و امريكا معاً ) من كلام الناس روي عنه أنّه زار عاصمة عربية توجد فيها فصائل ثورة .. فلما شاهد حياة البذخ والرفاهية التي يعيشها قادة تلك الفصائل وقارنها بحياته مع ثوار الفييت كونج في الغابات الفيتنامية، قال لتلك القيادات: من الصعب أن تنتصر ثورتكم .. سألوه لماذا.؟
أجابهم : لأنّ الثورة والثروة لا تلتقيان .
الثورة التي لا يقودها الوعي تتحول إلى إرهاب، والثورة التي يُغدَق عليها المال تنتج لصوصآ و مجرمين .
ماذا نفهم من ذلك . ؟ اذا رايت فاسدا يدعي أنه ينتمي للثورة أو يقودها وهو ساكن في قصر، يأكل أشهى الاطباق، ويعيش الرفاهية بكل ألوانها فاعلم أنه خبيث ويتصف بصفات أحقر البشر.. لأنه يقتات على دماء وأشلاء وجوع ومعناة الفقراء أصحاب المصلحة الحقيقية من الثورة!
أما حليمة يعقوب صاحبة العنوان أعلاه هي المرأة المسلمة التي تحكم سنغافورة ، في جزءٍ من سيرتها سياسية سنغافورية، من أصول هندية من ناحية أبيها وملايوية من ناحية أمها. الرئيسة الحالية لدولة سنغافورة، عضوة في حزب العمل الشعبي، رئيسة البرلمان في الفترة ما بين يناير 2013 إلى أغسطس 2017. في الفترة ما بين عام 2001 إلى عام 2015، كانت عضوة في البرلمان ممثلة مجموعة جورونغ .
حليمة يعقوب على مدار الخمس سنوات لرئاستها سنغافورة ، جعلت من سنغافورة أفضل ثالث دولة في العالم ، من خلال نهضة بلادها نتيجة الإستقرار السياسي و الإقتصادي الذي جعل من سنغافورة ثالث أغنى دولة في العالم حيث ناتجها القومي 340 مليار دولار ، جعل من سواد شعبها ان يحوز على لقب المليونير . جواز السفر السنغافوري أقوى جواز سفر في العالم .
في عهد حليمة يعقوب خط طيران سنغافورة يُعد ثاني أفضل خطوط طيران في العالم ، أسرع انترنت في العالم يوجد في سنغافورة . معدل البطالة 2% ، دخل الفرد 75000 دولار سنوياً .
ألف تحية و فخر لإمرأة مسلمة تقود بلداً يُحقق ذلك النمو الإقتصادي المذهل .
من كلام الناس الدين المعاملة هل نفتقد لثقافة الإعتذار عندما نُخطي ، هل نفتقد لثقافة الثناء و الشكر من واقع من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، هل نفتقد لثقافة إلقاء الألقاب الطيبة و الكُنى عندما يُلاقي بعضنا البعض كنوع من فن التواصل الإجتماعي وجبر الخواطر .
* آخر الأوتاد :
ما أجمل هذه الموعظة ، جاء في حديث أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ، وفي رواية عَلِّمْنِي وَأَوْجِزْ، فَقَالَ ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ: ( إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا، وَأَجْمِعِ اليَأسَ مِمَّا فِي يَدَيِ النَّاسِ )
