• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
احمد الفكي

هل الحريق مفتعل.؟

احمد الفكي

 0  0  1584
احمد الفكي
هل الحريق مفتعل.؟
أوتاد - أحمد الفكي
لم نعرف في سوداننا ظاهرة الحرائق الكبيرة و المتكررة في أوقاتٍ متقاربة ، وكل تلك الحرائق التي تحدث في نهاية الأمر لا بُدَّ لها من سبب و قبل اللجوء لظاهرة الحرائق التي حدثت في سوق الفاشر و سوق ليبيا و آخيراَ في مستودع ميناء سواكن يجب التطرق إلى ظاهرة حرائق الغابات التي نشاهدها عبر نشرات القنوات الفضائية، وقد عُرفَت تلك الظّاهرة بأسماء مُختلفة منها حرائق الغابات أو حرائق البراري Wildfire و لمعرفة أسباب تلك الحرائق تم الاتفاق على إطلاق مسمى العواصف النارية، لتكون العاصفة أول من تمتد لها أصابع الإتهام .
تتعدّد أنواع العواصف النّاريّة وتنشأ إجمالاً من تلقاء نفسها في الطّبيعة لذا تعتبر العواصف النارية سبباً من الأسباب التي تحرق تلك الغابات ، إضافة للصواعق الرعدية و قد تكون للإنسان يد في تلك الحرائق بسبب عدم الإهتمام و اللامبالاة في إلقاء عقاب السجائر في نبات يكون سّريع الاشتعال ووقتها يبرز دور الدفاع المدني في إخماد تلك النيران .
نعلم أنَّ مهمة النار هي الحرق ، ففي تاريخنا الإسلامى فقد كانت أعظم نار أضرمها و أوقدها الإنسان هي النار التي أخبرنا بها الله في محكم التنزيل : ( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ) 68 الأنبياء . ذلك لما لزمتهم الحُجة من قِبل سيدنا إبراهيم عليه أفضل السلام و عجز قومه عن الجواب ، فظهر لديهم منطق المفلس و العاجز و لجأوا و عدلوا إلى منطق الإنتقامو البطش و التنكيل فقالوا : أحرقوا إبراهيم بالنار إنتقاماً لألهتكم و نصرةً لها ، قال المفسرون : لما ارادوا إحراق إبراهيم جمعوا له حطباً مدة شهر حتى كانت المرأة تمرض فتنذر إن عوفيت أن تحمل حطباً لحرق إبراهيم ، ثم جعلوه في حفرة من الأرض فاضرموها ناراً فكان لها لهب عظيم حتى إنَّ الطائر ليمر من فوقها فيحترق من شدة وهجها وحرها ، ثم أوثقوا إبراهيم وجعلوه في منجنيق و رموه في النار ، فجاء إليه جبريل فقال : ألك حاجة.؟ قال أما إليك فلا ، فقال جبريل : فاسأل ربك ، فقال : ( حسبي من سؤالي علمه بحالي) و لكن أحبط الله فعلهم بأن جاء الأمر الإلهي للنار فقال الله تعالى : ( قلنا يا نار كوني برداً و سلاماً على إبراهيم .) 69 الأنبياء .
كانت تلك النار بفعل فاعل و أحبط الله مفعولها و يبقى سؤالنا هل للإنسان يد في حريق مستودع ميناء سواكن .؟ أم قضاء وقدر بسبب إلتماس كهربائي كسائر معظم الحرائق التي تحدث في الأسواق و المنازل .؟
* آخر الأوتاد :
حريق مستودع ميناء سواكن .. سؤال يطرح نفسه : ألم تكن وسائل السلامة التي يفرض وجودها الدفاع المدني قبل ترخيص المستودع كانت متوفرة في هذا المستودع بدءَ من جرس الإنذار و طفايات الحريق و خراطيم المياه ، أم كانت خارج الخدمة بعدم توفرها .؟
دون شك و من أبجديات إدارة المستودعات الكبيرة ان تكون لها بوليصة تأمين ضد الحرائق و السرقات و المخاطر الأخرى، لذا من البديهي سيتم تعويض أصحاب البضائع بقيمة ما فقدوه . أما إذا لم يكن هناك تأمين فستكون المصيبة أعظم بسبب الجهل الإداري في مثل هكذا مواقف .
نعوذ بالله من نار جهنم و أجارنا الله منها و إياكم ووالدينا ووالديكم و من له حق علينا و عليكم .
نسأل الله العفو والعافية و إن يبعد عن سوداننا الحرائق و الفتن ما ظهر منها و ما بطن .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019