• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
كبوش

انت بدر السماء في علاك..

كبوش

 0  0  1752
كبوش
افياء
أيمن كبوش
انت بدر السماء في علاك..
# ارتبط الشهر الكريم بظهور الهلال.. كما ارتبط اكثر بساعات غيابه وظهور هلال آخر هو هلال شوال.. لم استطع ان اتجاوز ما كتبته في الثالث عشر من شهر ابريل من العام الماضي 2021 على الرغم من ان هلال الامة، يؤدي مباراة مصيرية بعد يوم او يومين بالكثير، من ظهور هلال رمضان.. لذلك نسأل الله بان يكون هذا (التزامن) الجميل، فتحا جميلا لعشاق هلال الارض الذي يشبه (بدر السماء في علاه).. يومها قلت: (رغم ما فينا من رهق.. وكدر وانكسارات حياتية.. وفشل ممتد بلا ساحل، مازلنا نسبح في ذلك النهر الموشى بالعطاء، نهر الجود والكرم والتكافل السوداني المتجاوز لكل عثرات الطريق، مازلنا نمثل ذلك الشعب الذي ينسل من ركام ابتلاءاته الكثيرة، مليون منفق ومحسن ومُدّرج، لكي يمسح دمعه أو يوفر لقمة أو يدحرج جرعة في اوردة المرض والسقم، تحفظ الجوامع والمساجد وأهل الطرق الصوفية ودور حفظة القرآن ذلك الصنيع المبذول على كرامات الوطن الجريح.. ومن هنا الشكر اجزله للاخ أشرف الكاردينال الذي يقوم بما يجب أن تقوم به الدولة في سد الثغرات وجبر العثرات فيقدم سلة رمضان للناس الكرام على مد البصر والافق بما يسعد ويشرح النفس ويؤكد بأن الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة.. ويأتينا رمضان الفضل والجود والكرم والفضائل... كما كتبنا قبل سنوات في سفرهم الموسوم بشيء من محبتنا عن رمضان الذي يأتينا معه سودان الاشياء الجميلة.. ليالي القمر والنهر والسمر والعمر.. ونهارات الرهق والتعب والعافية والنفس الصافية.. بحق البساطة والاناقة والسمو الروحي وغسل الاخلاق في مسامات الطيبة.. يأتينا رمضان لنولد من جديد.. ننسى أزماتنا العارضة والمقيمة.. نتجاوز انكسارات اقتصادنا العليل فنقبل وجداً وحباً.. سودانيون بطبيعتنا.. متكافلون بالنية السليمة والخير الباسط فينا محبة وبشاشة وأمنيات.. يأتينا رمضان.. ونحنا يانا نحنا.. ناس كيس الصائم.. حقيبة رمضان.. ناس العير والنفير وموائد الرحمن والناس الحنان المتدفق فينا نهر الحب طيباً وسماحة.. في كل شارع.. في كل زقاق.. في كل ناصية، يأتينا رمضان ليحيي فينا روح المسيد والتقابة وقدح الضيفان.. الشيوخ والمريدين والحيران... و.... الشيخ الكبير الغرقان تيهاً وولهاً يمسح على راس الغلام الصغير ثم يتمتم.. أعوذ بالله يوم كامل ما يجينا ضيف يأكل لقمة... هذا السؤال الاحتجاجي الذي يجسد سودان الاشياء النبيلة التي يعرف بها الانسان منذ مئات السنين.. ذاك الانسان المفضال الذي يقطع عليك الطريق الممتد ربوعا ونجوعا، ويحلف عليك بكل عزيز لديه وغال لكي تهبط من أي راحلة تريد أن تواصل المسير.. يستمهلك ان تنزل بعد أن صنع لك مائدة يجاورها عصير الحب الذي يروي عطشك ثم يغرقك في قدح الود لتنسى جوعك.. يستمهلك ان تبقى حتى الصباح وليس بينك وبينه سوى هذا الدم الاسمر وشهادة لا إله إلا الله محمدا رسول الله.. وانت تلح بالمغادرة وتسألهم الرضاء والعافية، ثم يودعونك وكأنهم جزءاً من بقية أهلك.. وكبيرهم يقص الاتر أمامك ويمسح عنك أشواك الطريق.. أعمل حسابك في سواقة الضلمة... ثم أعصر يمين عشان شمالك الطين والأرض لينة ما توحل.. كيف اوحل يا سيدي وتلك الأقدام المغروسة في طين الأرض السوداء تحملني على أجنحة الراحة وكفوف العناية المكثفة.. هذا هو السودان عندما يتدفق منه الحب في كل مدينة... وكل ساحة وكل فريق.. هذا هو البلد الذي عندما تفارقه عبر أي مطار ومعبر تتمناه خروجاً بلا عودة.. تفارقه محملاً بالاستياء وتقطيبة الجبين والتكشيرة... صفوف الوقود والخبز وانقطاع الكهرباء.. تفارقه فرحا وانت تمني نفسك وتحلم مثل عصفور يرنو للتحليق في سموات خيالية.. ثم يرسو طائرك يا سيدي في تلك البلاد... أو ترسو سفينتك على موانئ الغياب والضباب.. فتشتاق.. نعم يا سيدي تشتاق للحر والصقيع والكتاحة والناس الغبش وتلاقي الصدور فرحاً وكرهاً.. فتعود آيباً.. تحزم حقائبك وتعود وفيك شيء من هذا الامان.. رمضان كريم.)
# اعود لذكرى رمضان، هذا العام، لاشكر رجالا اوفوا بما عاهدوا الله عليه فظلت اياديهم مدودة في شهر العطاء كنهر عطاء نبيل يجري سلسبيلا في النجوع والربوع والقرى وديار القرآن والشيوخ والحيران.. شكرا اخي النبيل اشرف الكاردينال.. شكرا هشام السوباط.. شكرا صديقي الراقي صابر شريف الخندقاوي.. شكرا القطب الهلالي الجميل يوسف السيد.. وشكر مضاعف وخاص للاخ المفضال الفاضل التوم التهامي، الرجل الذي حضني على احياء سنة، اعرف انه لا يريدني ان اكتب عنها بحجة الا تعلم شماله بما تفعل يمينه، ولكنني سوف افعل لكي يبقي الفضل مشتعلا بين الناس.. رمضان كريم عليكم كلكم.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كبوش
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019