جملة مفيدة - ياسر فضل المولى
شكراً حمدوك
ظهور حمدوك "لايف" من خلال الشاشة أمر تمنيته قبل عام من الآن ليس لتقديم الاستقالة، ولكن لمكاشفة الشعب بمن تسببوا في تعطيل دولاب العمل والتمترس خلف مصالحهم ورغباتهم وتكبيل حكومات الثورة حتى لاتنجز وعودها وترد الأمر إلى ماقبل ديسمبر 2018.
قبل اليوم صارحت أحد قياديي الحرية والتغيير وقلت له لو كنت مكان حمدوك لجمعت كل أركان الحكم في قاعاة من قاعات القصر ووضعتهم أمام "جند" واحد هو مطالب الثوار وأمانيهم التي مات من أجلها الشباب، حكومة مدنية كاملة الدسم تحرسها منظومة أمنية وطنية متجردة تدير شؤونها العسكرية والمالية تحت قبة وزارة المالية التي يجلس على كرسيها من يقدم مصالح المواطن الغلبان على "أشواقه" ومصالح "حركته".
لو فعل حمدوك ذات الشئ وكشف مكر البرهان وأطماع حميدتي وارتزاق الحركات وبعض من ساسة الغفلة الذين تجاوزهم طموح الشباب، وأعطى القرار للشارع لما احتاج أن يطل طلته الأخيرة ملوحاً بالوداع.
خسارة كبيرة جداً أن يتراجع إلى خانة الانسحاب التام رجل بمواصفات حمدوك وعلاقاته الخارجية وقدرته على التفاوض ونزاهته ووطنيته وثباته وعمق تفكيره.
غياب حمدوك عن المشهد فتح المجال أمام برهان ليفرض خياراته وخيارات محاوره بقوة السلاح وهو الخيار الذي يقود للمزيد من القتل ويحيل نهارات الخرطوم ولياليها لسرادق عزاء طويل وممتد في ظل جبروت وقسوة عسكر متشبثين بالسلطة حماية لمصالحهم ومصالح من أتوا بهم ...
من ظن أن عزيمة الشباب ستلين فهو واهم ويكفي مثالاً تلك المهيرة التي هرس أمن الكيزان أسنانها وغسلوها بالدم فما كان منها إلا أن تردد والدم يسيل بين فكيها بأنها لم تكن قبلها من رواد التظاهر، ولكن بعد اليوم لن تتأخر عن أي مليونية وستكون في مقدمتها ... هذه هن كنداكات بلادي فكيف بالشباب والجيل الراكب رأس.
شباب الثورة وبحسب ما ردد كثيرون من الزملاء والمعارف الذين حاولوا إثناء أبنائهم عن الخروج أنهم يرفضون البقاء في البيوت بحجة "لو ما طلعنا البلد دي ح تضيع". لله درهم من شباب وكنداكات هم أملنا اليوم وكل المستقبل.
من الشواهد المزعجة أن كل مغترب يعود للسودان ويحاول التكيف مع الوضع يجد نفسه غريب لسان وسلوك ومنهج حياة، بل مكان للسخرية والتندر من مجتمع عاثت فيه الإنقاذ فساداً وغيرت طبعه وطباعه وفرضت عليه أخلاق وقيم لا تشبه مجتمعنا المتماسك المتحابب والحديث هنا قد يطول.
حمدوك نفسه وجد حاله كحال كل المغتربين الذي عملوا في بيئات عمل منظمة تقوم على التخطيط والالتزام وتتبع أنظمة حوكمة شفافة تعاقب على الفساد بكل شفافية وتثمن الابداع والابتكار دون حسد أو خيانة. وكانت نتيجة كل ذلك استقالة مدوية ردت تطلعات الشارع إلى محطة واحد.
جملة أخيرة:
الراهن السياسي مازال يفرض نفسه ويدفعنا لتغافل حال الرياضة التي برز فيها برهان آخر فرض حظر التجول على كابتن المنتخب الشغيل وحبسه في شوارع الخرطوم بينما صقور الجديان تحلق فوق سماء الكاميرون وهو نفسه الشغيل الذي علق الاتحاد الدولي قميصه على أستار متحف الفيفا في سويسرا برصيد 120 مباراة دولية. وهو نفس البرهان الذي حجب شارة الكابتنية عن الغربال درة الكرة السودانية وعشمها الموعود.
اللهم أكفنا شر البراهين وضباط الخلا والزواحف، والحركات المصلحة، والمحاور، والانتهازيين.
شكراً حمدوك
ظهور حمدوك "لايف" من خلال الشاشة أمر تمنيته قبل عام من الآن ليس لتقديم الاستقالة، ولكن لمكاشفة الشعب بمن تسببوا في تعطيل دولاب العمل والتمترس خلف مصالحهم ورغباتهم وتكبيل حكومات الثورة حتى لاتنجز وعودها وترد الأمر إلى ماقبل ديسمبر 2018.
قبل اليوم صارحت أحد قياديي الحرية والتغيير وقلت له لو كنت مكان حمدوك لجمعت كل أركان الحكم في قاعاة من قاعات القصر ووضعتهم أمام "جند" واحد هو مطالب الثوار وأمانيهم التي مات من أجلها الشباب، حكومة مدنية كاملة الدسم تحرسها منظومة أمنية وطنية متجردة تدير شؤونها العسكرية والمالية تحت قبة وزارة المالية التي يجلس على كرسيها من يقدم مصالح المواطن الغلبان على "أشواقه" ومصالح "حركته".
لو فعل حمدوك ذات الشئ وكشف مكر البرهان وأطماع حميدتي وارتزاق الحركات وبعض من ساسة الغفلة الذين تجاوزهم طموح الشباب، وأعطى القرار للشارع لما احتاج أن يطل طلته الأخيرة ملوحاً بالوداع.
خسارة كبيرة جداً أن يتراجع إلى خانة الانسحاب التام رجل بمواصفات حمدوك وعلاقاته الخارجية وقدرته على التفاوض ونزاهته ووطنيته وثباته وعمق تفكيره.
غياب حمدوك عن المشهد فتح المجال أمام برهان ليفرض خياراته وخيارات محاوره بقوة السلاح وهو الخيار الذي يقود للمزيد من القتل ويحيل نهارات الخرطوم ولياليها لسرادق عزاء طويل وممتد في ظل جبروت وقسوة عسكر متشبثين بالسلطة حماية لمصالحهم ومصالح من أتوا بهم ...
من ظن أن عزيمة الشباب ستلين فهو واهم ويكفي مثالاً تلك المهيرة التي هرس أمن الكيزان أسنانها وغسلوها بالدم فما كان منها إلا أن تردد والدم يسيل بين فكيها بأنها لم تكن قبلها من رواد التظاهر، ولكن بعد اليوم لن تتأخر عن أي مليونية وستكون في مقدمتها ... هذه هن كنداكات بلادي فكيف بالشباب والجيل الراكب رأس.
شباب الثورة وبحسب ما ردد كثيرون من الزملاء والمعارف الذين حاولوا إثناء أبنائهم عن الخروج أنهم يرفضون البقاء في البيوت بحجة "لو ما طلعنا البلد دي ح تضيع". لله درهم من شباب وكنداكات هم أملنا اليوم وكل المستقبل.
من الشواهد المزعجة أن كل مغترب يعود للسودان ويحاول التكيف مع الوضع يجد نفسه غريب لسان وسلوك ومنهج حياة، بل مكان للسخرية والتندر من مجتمع عاثت فيه الإنقاذ فساداً وغيرت طبعه وطباعه وفرضت عليه أخلاق وقيم لا تشبه مجتمعنا المتماسك المتحابب والحديث هنا قد يطول.
حمدوك نفسه وجد حاله كحال كل المغتربين الذي عملوا في بيئات عمل منظمة تقوم على التخطيط والالتزام وتتبع أنظمة حوكمة شفافة تعاقب على الفساد بكل شفافية وتثمن الابداع والابتكار دون حسد أو خيانة. وكانت نتيجة كل ذلك استقالة مدوية ردت تطلعات الشارع إلى محطة واحد.
جملة أخيرة:
الراهن السياسي مازال يفرض نفسه ويدفعنا لتغافل حال الرياضة التي برز فيها برهان آخر فرض حظر التجول على كابتن المنتخب الشغيل وحبسه في شوارع الخرطوم بينما صقور الجديان تحلق فوق سماء الكاميرون وهو نفسه الشغيل الذي علق الاتحاد الدولي قميصه على أستار متحف الفيفا في سويسرا برصيد 120 مباراة دولية. وهو نفس البرهان الذي حجب شارة الكابتنية عن الغربال درة الكرة السودانية وعشمها الموعود.
اللهم أكفنا شر البراهين وضباط الخلا والزواحف، والحركات المصلحة، والمحاور، والانتهازيين.
