• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
احمد الفكي

شرَّفَ اللهُ قدرك

احمد الفكي

 0  0  1353
احمد الفكي
شرَّفَ اللهُ قدرك
أوتاد - أحمد الفكي
قبل ثلاثة أيام تحدثت عنه قِرابة النصف ساعة وسط مجموعة من الأشقاء العرب إثنان من سوريا و مثلهم من اليمن وواحد من لبنان و آخر من مصر .. عن فخرنا د/ عبد الكريم الكابلي الفنان ، الشاعر ، الملحن ، المحاضر ، المثقف .. سبب الحديث جمال الأغنية السودانية و سُلمها الخامسي المميز و حمد الريح أول فنان في الوطن العربي تَغَنَّى للشاعر نزار قباني فكان الإندهاش الذي انعقدت له حواجبهم فزدتهم إندهاشاً عندما تحدثت لهم عن فناننا الكابلي ..
اليوم الجمعة الثالث من ديسمبر 2021 أول ما فتحت الواتساب صباح اليوم وجدت صورة الكابلي أيقونة لإحدى القروبات فقلت في نفسي بلهجتنا العامية ( الله يكضب الشينة) و لكثرة القروبات اخترت قروباً يحوي العدد القليل من الرسائل الحديثة فإذا بي أجد نعي الهرم الغنائي الكبير صاحب البصمة المميزة في خارطة الأغنية السودانية عبد الكريم الكابلي فلقت مسترجعاً : (إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون)
عبد الكريم الكابلي منذ سنوات كثيرة مضت عند مدخل مسرح الجزيرة مدني حيث كنت أول مستقبليه فهزَّ يدي مصافحاً راداً لي تحيتي له بأحسن منها و ظل صدى كلمته التي قالها لي بصوته الجهور وشنفت أذني ( شرَّفَ الله قدرك ) تتردد كلما جاء ذكر الكابلي .
قلت للأشقاء العرب الكابلي تغنَّى بالفصحى فاختار رائعة يزيد بن معاوية عندما وصف معشوقته وهي تبكي وتنتحب ، فصوّر دموعها لؤلؤًاً ، وعينيها نرجساً وخديها ورداً ، وشفتيها عُنَّاباً ، وأسنانها برَداً. هذه الصور المجتمعة جاءت في بيتٍ واحدٍ ، وأمطرت لؤلؤاً من نرجسٍ وسقت
وردًا ، وعضتْ على العُنابِ بالبَرَدِ .
ثم غَنَّى ما غنَّته كوكب الشرق أم كلثوم لأبي فِراس الحمداني وكلاهما بلونيته الخاصة فكانت :
أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ
أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ
بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌ
وَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِرُّ .
و استمرت خيارات الكابلي وفق عبقريته الفريدة فكانت رائعة عباس محمود العقاد
شذى زهر ولا زهر
فأين الظل و النهر
ربيع رياضنا ولّى
أمن أعقابك النشر
و هذا النوّر يبسم لي
عن الدنبا و يفتر
و أنظر لا أرى بدراً
أأنت الليلة البدر
و بي سكر تملكني
و أعجب كيف بي سكر
رددت الخمر عن شفتي
لعل جمالك الخمر
نعم أنت الرحيق لنا
وأنت النوّر و العطر .
ومن مصر أيضاً كانت الجندول للشاعر محمود علي طه التي غنّاها فنان مصر الأول محمد عبد الوهاب ليجد الكابلي فيها الإحساس و ظفرت بإعجابه فأظهرها للمستمع السوداني بلحنه الفريد و من بعض كلماتها :
أين من عيني هاتيك المجالِ
يا عروس البحر يا حلم الخيالِ
أين عشاقك سمار الليالي
أين من واديك يا مهد الجمالِ
موكب الغيد وعيد الكرنفالِ
وصدى البلبل في عرض القنالِ
* آخر الأوتاد :
رحم الله الفنان عبد الكريم الكابلي رحمةً واسعةً و جعل منزلته الفردوس الأعلى من الجنة . و ما علينا إلا نقول : إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019