• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-23-2024
مزمل ابوالقاسم

بالقانون يا شاعر!

مزمل ابوالقاسم

 0  0  3768
مزمل ابوالقاسم
كبد الحقيقة
د. مزمل أبو القاسم
بالقانون يا شاعر!

* تجربة جديدة تابعناها في انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم هذا العام، أراد لها بعض الفاسدين أن تأتي مشوهةً وملطخة بأدران التجاوز للنظام الأساسي المجاز في 2017، الذي نص على إلزام كل المرشحين بالخضوع إلى فحصٍ للأهلية، يحوي فحصاً للنزاهة قبل السماح لهم بخوض الانتخابات.
* يجري ذلك الفحص بموجب المادة (36) الفقرة (3) من النظام الأساسي للاتحاد السوداني لكرة القدم.
* كذلك نصت لائحة الأخلاقيات الصادرة من الاتحاد نفسه في مقدمتها على إلزامية الفحص، وتحدثت عن أن كرة القدم تمثل الرياضة الأكثر شيوعاً في العالم أجمع، ويجب أن تقدم للشباب في صورة نموذجية، تعكس الأبعاد الإنسانية، والروابط الاجتماعية، المتسقة مع مصطلح الروح الرياضية، التي تمثل المبادئ السامية للأخلاق والسلوك الرياضي.
* ذكرت اللائحة أن كرة القدم تمثل رسالة حب بين الأمم، وهي تجمع بينهم في كل الأقطار، في إطار من العدالة والاحترام والالتزام بمبادئ المساواة، وأن الاتحاد السوداني لكرة القدم سيسعى إلى تطبيق تلك الغايات النبيلة، للنهوض باللعبة، ومعالجة مشاكلها كافة، وتطهير المنظومة الكروية من الانحرافات بوضع تشريعات وقواعد للسلوك الأخلاقي لكرة القدم، لضمان نزاهتها، وصون سمعتها.
* هدفت اللائحة إلى صون مبادئ اللعب النظيف، والمحافظة على الأخلاق الرياضية، وأن تكون اللعبة وسيلة للترفيه عن النفس، في إطار المنافسة الشريفة، وأن تصبح منبراً للأخلاق والقيم والمثل العليا، لضمان التعامل باحترام ومحبة قبل وأثناء وبعد أي حدث رياضي يتعلق بكرة القدم.. فهل كانت كرة القدم السودانية كذلك؟
* هل عكست مبادئ الطهر والنقاء والنزاهة والحياد والاستقلالية الواجب اتباعها في أي نشاط يتصل باللعبة؟
* الإجابة لا.. بل إنها كانت أبعد ما تكون عن تلك المبادئ، سيما في عهد المجلس البائد.
* عهد الفساد والاستبداد والتسلط والتعدي على أموال اللعبة وتخصيصها للأقارب والمحاسيب.
* تحدثت لائحة الأخلاقيات في المادة 4 على عدم جواز استغلال المنصب بشكل سيء لتحقيق أي ميزات أو مكاسب أو منافع شخصية، وحظرت تلقي الهدايا المقدمة من أي أطراف لها صلة باللعبة.
* حتى الهدايا المقدمة من المسئولين لأطراف أخرى ينبغي أن لا تتجاوز في قيمتها ما يخرج عن العرف المحلي والثقافي، وأن لا تتسبب في تشجيع الممارسات غير الشريفة، وأن لا تقود إلى تضارب في المصالح.
* تابعنا كيف تم استغلال اللائحة لإقصاء الخصوم، وكيف تغاضت اللجنة عن واقعة رشوة بمليارات الجنيهات قدمها رئيس اتحاد محلي لاتحاد محلي آخر قبل الانتخابات الأخيرة للاتحاد العام.
* تحدثت اللائحة عن ضرورة الالتزام بمبادئ الحياد، وحظرت اختلاس أموال الاتحاد، ومنعت إساءة استخدامها، وعاقبت كل من يأتي تلك الأفعال بالغرامة مبلغ (200) ألف جنيه سوداني، مع المنع من ممارسة أي نشاط يتصل بكرة القدم لمدة لا تتجاوز خمس سنوات، مع إضافة قيمة الأموال التي تم التعدي عليها أو إهدارها إلى مبلغ الغرامة.
* نصت المادة على تغليظ العقوبة على أي شخص يأتي مثل تلك الأفعال، ويشغل منصباً مكانةً عاليةً في الاتحاد، كما ألزمت جميع المعنين باللائحة بالتبليغ الفوري عن المخالفات، وبالكشف عن أي مصلحة شخصية تتعلق بالمنصب الذي يشغلونه أو يترشحون له، وحظرت أي تضارب للمصالح.
* قبل فترة أطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) النسخة الرابعة لبرنامج النزاهة الرياضية الدولي بالتعاون مع الكاف، بعد أن نظم عدداً من ورش العمل مع ممثلين للاتحاد الآسيوي لكرة القدم واتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم، وشارك في الجلسات خبراء في مجال النزاهة ومكافحة الفساد من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ( UNODC ) والاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) ومنظمات أخرى وذلك لمشاركة المعرفة ومناقشة أفضل الممارسات وذلك بالتعاون مع مسئولين في مجال النزاهة من مختلف أنحاء أفريقيا .
* ركزت الجلسات على موضوعات مهمة تتصل بإطلاق مبادرات للنزاهة، آليات الإبلاغ عن المخالفات، وحماية المنافسات، وإستراتيجيات الإعلام، والتعاون بين أصحاب المصالح وأفضل الممارسات وطرق التحقيق في أي تجاوزات تتصل باللعبة.
* أقيمت تلك الورش تطبيقاً لرؤية الفيفا الساعي إلى حماية وتعزيز مبادئ النزاهة الرياضية، وتحسين وبناء قدرات التعليم والنزاهة في جميع الاتحادات المنضوية تحت لوائه، البالغ عددها 211 اتحاداً، من من خلال تبادل المعرفة وحسن إدارة الموارد مع ضباط النزاهة. كما عكست الورش هدف مكتب الأمم المتحدة المعني بمحاربة المخدرات والجريمة.
* معلوم أن كرة القدم تشهد ممارسات خطيرة تتصل بالجريمة المنظمة في شتى بقاع الأرض، حيث تستخدم فيها أموال غير نظيفة، يسعى مالكوها إلى تبييضها باستثمارها في اللعبة، كما تشهد اللعبة مراهنات غير مشروعة بمبالغ خيالية، وقد حرص الفيفا على محاربة تلك التجاوزات، وأدخل تعديلات عديدة على قوانينه ونظمه لحماية اللعبة من سرطان المخدرات وغسيل الأموال.
* منها نظام مطابقة الانتقالات الدولي (TMS)، الذي يستهدف إدارة عمليات الانتقال بشفافية تامة، من خلال إلزام الأندية ووكلاء اللاعبين بتوضيح مصادر الأموال المستخدمة في شراء اللاعبين، وتحديد النهج المتبع في تسديدها، وإرفاق مستنداتها في النظام.
* للأسف أتت التجربة الأولى لفحص الأهلية في السودان مشوهة ومخالفة لكل مبادئ النزاهة والشفافية، لأن الرئيس السابق للاتحاد أراد لها أن تعينه على المحافظة على منصبه بأي نهج.
* فحص النزاهة الذي أجرته لجنة الأخلاقيات في الاتحاد السوداني لكرة القدم كان هو نفسه بحاجة إلى فحص للنزاهة، لأنه خالف كل المبادئ الواردة في اللائحة التي تحكم تلك العملية، وطبق نقيضها.
* بحمد الله لم تبلغ تلك العملية المشوهة مرادها، بسقوط من أرادوا توظيف الفحص لإقصاء الخصوم من الانتخابات، فتم طردهم من مناصبهم بأمر جمعية عمومية استحق أعضاؤها الإشادة والاحترام.
آخر الحقائق
* خالف الرئيس السابق للاتحاد السوداني لكرة القدم لائحة النزاهة بتقديمه سيرة ذاتية تحوي معلومات كذوبة ومضروبة، ادعى فيها أنه عمل محكماً في محكمة التحكيم الرياضي الدولية لمدة عامين.
* تلك الأكذوبة القبيحة كانت كافية لحرمانه من خوض الانتخابات.
* سمحت لجنة الأخلاقيات لشداد بخوض الانتخابات برغم ثبوت تعديه على أموال وممتلكات الاتحاد.
* عندما سحب استثمارة الترشح لمنصب الرئيس كانت سيارة سوناتا سوداء بالرقم 59358 خ ا، تقف أمام منزله، وتستغل بواسطة زوجته.
* لو طبق اللاتحاد اللائحة على شداد فلن يكتفي باستعادة السيارة من زوجته، بل سيلزمه بسداد قيمة استخدامها للسيارة منذ العام 2008 وحتى اللحظة، وسيعاقبه بغرامة تبلغ قيمتها مائتي ألف جنيه.
* استعادة السوناتا ينبغي أن تشكل أولوية، لأن تلك السيارة صارت رمزاً لفساد العهد البائد.
* كل من وردت أسماؤهم في تقرير لجنة المخاطر بالفيفا ينبغي أن يحالوا إلى لجنة الأخلاقيات.
* لكن ذلك ينبغي أن لا يتم إلا بعد حل اللجنة الحالية وتكوين لجنة أخرى تحترم اللائحة التي تحكم عملها، ولا تسمح لنفسها بالانحياز لطرف على حساب الآخر في انتخابات الاتحاد.
* الاتحاد مطالب بعقد جمعية عمومية سريعة يحل بها كل اللجان القضائية والمستقلة التي تم تكوينها على أيام العهد البائد.
* عهد الفساد والاستبداد والتعدي على أموال اللعبة وتوظيف اللوائح والقوانين للاقتصاص من الخصوم.
* عهد المحسوبية وهدر أموال كرة القدم على المحاسيب والأصدقاء والأقارب.
* رئاسة معتز محمد لطيف (الشاعر) للجنة استلام عهدة المجلس السابق أجمل خبر.
* غير الجيد في اللجنة التي كونها الاتحاد أنها ضمت الأمين العام حسن أبو جبل، والمدير الإداري يعقوب محمد علي، والمدير المالي للاتحاد.
* أبو جبل ويعقوب كانا الأوفر تعدياً على أموال الاتحاد.
* طردهما وإحالتهما إلى النيابة ينبغي أن تشكل أولى أولويات الاتحاد الجديد.
* نثق في أن معتز محمد لطيف (الشاعر) نائب رئيس الاتحاد رئيس اللجنة القانونية وشئون الأعضاء سيتعامل بأقصى درجات الحرص مع أموال الاتحاد.
* لا مكان للفاسدين في العهد الجديد.
* آخر خبر: كلو بالقانون يا شاعر!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : مزمل ابوالقاسم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019