• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
احمد الفكي

المطرة التي فضحت البِنيَة

احمد الفكي

 0  0  2787
احمد الفكي
المطرة التي فضحت البِنيَة

أوتاد - أحمد الفكي
أهل السودان يكثرون من ترديد المثل الشعبي السائر و المتداول ( البتجي من السماء تتحملها الواطة) يُقصد بهذا المثل الخضوع و الرضا التام بالشيء الذي يحدث للشخص دون سابق إنذار أي الإيمان التام بالقضاء و القدر .. المطر لأهل البطانة يُمثل غيث و موسم فرح و بهجة و هذا ما صوره شاعر البطانة الحردلو عندما قال : الخبر الأكيد قالوا البطانة اترشت
ساريةً تبقبق للصباح ما انفشت
هاج فحل أم صريصر والمنائح بشت وبت أم ساق على حدب الفريق إتعشت .
يُعرّف المطر لغوياً بأنّه الماء النازل من السحاب وجمعه الأمطار . يوم السبت 7 أغسطس عمت الامطار معظم مدن السودان ، و كما هو معلوم المطر يأتي بالخير والنفع أو بالضرر في وقته أو غير وقته، أمّا معنى الغَيْث لُغوياً فهو المطر الغزيرالذي يأتي بالخير و لا ضرر فيه إطلاقاً ، ويُغيث من الجدب وجمعه غُيُوث وأغْياث، ويُطلق اسم الغيث مجازاً على السَّماء والسَّحاب والكلأ.
باللسان العامي يؤنث المطر و يقال له مطرة .. و يُكثر قول المطرة صبت و الأطفال يغنون و يستغيثون مناديين و طاليبن إياها بالصب فيغنون يا مطيرة صبي لينا.. خلي أبونا يزرع لينا ..
يبقى السؤال هل الخرطوم في أتم الاستعداد لاستقبال مطرة واحدة ناهيك عن مطر الخريف المتواصل .. مطرة السبت فضحت العاصمة السودانية الخرطوم التي كانت في يوم من الأيام حلم أكثر من مدينة إفريقية و عربية أن تكون مثلها .. ما تم تناقله عبر الوسائط الإحتماعية وبثه عبر القنوات الفضائية من وضع العاصمة السودانية بمدنها الثلاث الخرطوم و ام درمان و الخرطوم بحرى من خلال الشوارع و الطرق و الأسواق وحتى صالة مغادرة مطار الخرطوم الدولي فضيحة عالمية وفقر مدقع لما يُعرف بالبِنية التحتية .. إذا وجدنا العذر لغمر الطرق بالمياه فما هو العذر الذي نجده لغمر ماء المطر صالة مغادرة مطار الخرطوم إنَّ هذا لشيءٍ عُجاب .. يقولون لا تشكر الراكوابة في الخريف كناية عن عدم مقدرة الراكوابة مقاومتها المطرة و سرعان ما يتسلل الماء من تحت سقفها و يغمر أرضها . . هل صالة المغادرة لمطار الخرطوم راكوبة لما شاهدناه من ماء غطي أرضيتها .. لا أعتقد أنَّ مطاراً في العالم تغمر صالاته ماء المطر .. أي إهمال و لا مبالاة أصاب الدولة السودانية في بِنيتها التحتية وعدم الاستعداد و أخذ الحيطة والحذر لما يجره موسم الخريف ، فكم كان المنظر مؤلم لحال الطرقات التي غمرت ماء المطرة حفرها و تسببت في كثير من الأعطال و الحوادث للسيارات .
دون شك ستكون تداعيات هذه المطرة التي أصابت العاصمة الكثير من الباعوض و الذباب و الحشرات الأخرى و التدهور البيئي .
صورة صالة مغادرة مطار الخرطوم و منظر ماء المطر يغمرها في عالم السوشال ميديا ربما تتصدر الترند في المشاهدة لأنه مطار دولي و لا يِمكن أن يُرى بذلك المنظر .
* آخر الأوتاد :
تفعيلاً لمبدأ المسؤولية المجتمعية يجب أن تتوحد وتتضافر الجهود و يتكاتف الجميع لإصلاح ما يجب إصلاحه من تحسين قنوات تصريف مياه الأمطار و الاستعداد لما هو قادم من خريف هذا العام .. و الخريف كالعيد لا يأتْ فجأة .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019