موت الأم ... كموت جذور النخلة !!
• إذا فقدت أباك قد تتبدل الأحوال وتسوء الأمور العائلية فترة من الزمن ربما فترة العدة لوالدتك ... لكن ما أن تكمل عدتها وتستلم دفة حياة الأسرة فإن الأمور قد تعود لطبيعتها شيئا فشيئا بفضل قيادة الأم وربما تكون حياة الأسرة أفضل من ذي قبل باجتهاد الأم وسعيها الدائم لراحة أبنائها.. كما هو بالنسبة لأمي فافا حيث فقدنا الوالد رحمه الله تاريخ 10 مايو 1981 ومن الصدف أنه نفس تاريخ وفاة الوالدة 10 مايو2021 ومعنى هذا ان الوالدة قامت بدور الأب بالإضافة لدورها كأم لستة أبناء ورعاية ( ضرتها ) زوجة أبي كبيرة في السن على أكمل وجه لمدة 40 عاما بالتمام والكمال !!
• لكن اذا حصل العكس وفقدت الأسرة الأم ... فالأب لا يمكنه القيام بدورها مهما اجتهد كما أن نساء الأرض لن يستطعن ملأ فراغها ولو اجتمعن !!
• أدركت الآن بأنني أصبحت كهلاً يتيما بعد موتك يا أمي، فلم أعد ذلك الطفل المدلل أمام عظمتك، وحنانك، منذ أن كنت في المهد وحتى أن أصبحت قاب قوسين أو أدنى من عقدي السابع؛ أنها حقاً (مُدللتي) ومؤنستي، فكانت - رحمها الله - أصدق صديق، وخير جليس في حياتي كلها. كيف أصبر على فراقك يا حبيبتي؟! وأنا ما زلت أشعر بوجودك، أسمع ابتهالاتك، أراقب صلواتك. لم أفكر بأنك ستتركيني وحيداً أصارع ما بقي من عمري، فكل لحظة أتخيل بأنني سأتصل بك كل صباح للسلام والاطمئنان عليك ، وأسمع صوتك، أو اتصل بكِ ليلا أو نهارا مستفسرا عن خبر أو تصحيحا لمعلومة أو توثيقا لحدث قديم في الحفير أو لمعرفة شخصية مجهولة لي أو لمعرفة أنساب الأهل وصلة الأرحام وحتى كيفية توزيع المحصول لشركاء أجدادنا في الأرض والنخيل بين الحفير وكرمة وبدين والقولد وارتدي والخرطوم فقد كنتِ كالقاموس المحيط والمعجم النوبي بالنسبة لي... لديك اجابة لكل سؤال، كلما أتصلت بك أشعر بحرارة قبُلاتك، وبيدك الحانية تربت على كتفي، فهيهات هيهات، أن تتحقق أمنياتي التي كنت أرجوها لك أو أمنياتك التي كنتِ تحلمين بها .. فقد فشلت في كثير منها رغم اجتهادي يا أمي ، بعد أن نمتِ نومتك الأبدية فأرجوا أن تغفري لي وتسامحيني في هذا الفشل !!
• لقد قدّر الله وما شاء فعل، اختارك راضية مرضية إلى جواره، في ليلة السابع والعشرين من رمضان ويوم الاثنين فهذه أرادته سبحانه، نعم؛ لقد افتقدنا دعائك الذي كان يخرج خالصاً من قلبك ليعانق عنان السماء؛ لكننا نسأله جلّ في علاه أن يجعلنا بارّين بك، ندعو لك في صلاتنا، ونتصدق عنك، حتى نوفيك النزر اليسير من معين عطائك الكبير.
بالكو ...!!
• أمي فافا لم تعد الحياة بعدك تعني لي الكثير، فوجودك كان يمنحني القوة، والعزم، والإرادة، لكن غيابك الأزلي أوجع قلبي، وكسر ظهري؛ فلمن أشكو أوجاعي، وهمومي بعد الله، ومن يدلني على الطريق، من يصحح لي معلومة... من بعدكِ يكمل لي توثيقي لمشاهير الحفير ولمن أقرأ كتاب " وجه من الحفير" ومع من أراجع محتواه ..؟!
• لقد أضعت بوصلتي بدونك يا أمي!!
• لقد تحولت فجأة لطفل بكّاء، بيد أني مدرك بأن غزارة دموعي ولوعتي لن تُجدي نفعاً، و لن تعيدك للحياة . صحيح بأنني لن أراك ضاحكة مستبشرة؟ ولن أسمعك إلى الأبد... إن هذه الأفكار تُخيّم على عقلي وقلبي معاً، لكنني مؤمن بقضاء الله، ولا رادّ لقضائه؛ إن ما يُعزيني، ويشعرني بالطمأنينة، أنني أستذكر قول الله سبحانه «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ».
• سأذكرك يا أمي كما يذكر الذاكرون، وسألملم نصائحك ومواعظك، ووصاياك، وأحفظها، داعياً ربّ السماء، أن يعينني على الوفاء بها، مثلما تحبين، فكنتِ تحثينني على فعل الخيرات وصلة الأرحام ، وكنتِ تريدين لي الخير أينما ذهبت وأينما حللت، فما يزال الذهن عالقاً بكلماتٍ من لسانك الزكي، إللهي أدو باركيرى ... أكي أرترنا عافيردارقري ... ارتن اكى سلميرل .. إللهي انيقن آوو... «الله يبارك فيك ويرضى عليك، وييسر أمرك، ويرزقك، ويشفيك وعافية منك لله والرسول».
• رضاك يا حبيبتي من رضى الرّب، سأبر بك في مماتك كما كنت في حياتكِ، أحمدُ الله أنك لقيتِ وجهه الكريم، راضية مرضية، وأحمدهُ أن كنتِ راضيةً عنّي وعن اخوتي ، فلك الرحمة الواسعة من لدُن غفور رحيم.
• هيرو فافا!!!
.....
طفلك المكلوم ... أبولا ... أبولايي !!! الدوحة 24 مايو2021
• إذا فقدت أباك قد تتبدل الأحوال وتسوء الأمور العائلية فترة من الزمن ربما فترة العدة لوالدتك ... لكن ما أن تكمل عدتها وتستلم دفة حياة الأسرة فإن الأمور قد تعود لطبيعتها شيئا فشيئا بفضل قيادة الأم وربما تكون حياة الأسرة أفضل من ذي قبل باجتهاد الأم وسعيها الدائم لراحة أبنائها.. كما هو بالنسبة لأمي فافا حيث فقدنا الوالد رحمه الله تاريخ 10 مايو 1981 ومن الصدف أنه نفس تاريخ وفاة الوالدة 10 مايو2021 ومعنى هذا ان الوالدة قامت بدور الأب بالإضافة لدورها كأم لستة أبناء ورعاية ( ضرتها ) زوجة أبي كبيرة في السن على أكمل وجه لمدة 40 عاما بالتمام والكمال !!
• لكن اذا حصل العكس وفقدت الأسرة الأم ... فالأب لا يمكنه القيام بدورها مهما اجتهد كما أن نساء الأرض لن يستطعن ملأ فراغها ولو اجتمعن !!
• أدركت الآن بأنني أصبحت كهلاً يتيما بعد موتك يا أمي، فلم أعد ذلك الطفل المدلل أمام عظمتك، وحنانك، منذ أن كنت في المهد وحتى أن أصبحت قاب قوسين أو أدنى من عقدي السابع؛ أنها حقاً (مُدللتي) ومؤنستي، فكانت - رحمها الله - أصدق صديق، وخير جليس في حياتي كلها. كيف أصبر على فراقك يا حبيبتي؟! وأنا ما زلت أشعر بوجودك، أسمع ابتهالاتك، أراقب صلواتك. لم أفكر بأنك ستتركيني وحيداً أصارع ما بقي من عمري، فكل لحظة أتخيل بأنني سأتصل بك كل صباح للسلام والاطمئنان عليك ، وأسمع صوتك، أو اتصل بكِ ليلا أو نهارا مستفسرا عن خبر أو تصحيحا لمعلومة أو توثيقا لحدث قديم في الحفير أو لمعرفة شخصية مجهولة لي أو لمعرفة أنساب الأهل وصلة الأرحام وحتى كيفية توزيع المحصول لشركاء أجدادنا في الأرض والنخيل بين الحفير وكرمة وبدين والقولد وارتدي والخرطوم فقد كنتِ كالقاموس المحيط والمعجم النوبي بالنسبة لي... لديك اجابة لكل سؤال، كلما أتصلت بك أشعر بحرارة قبُلاتك، وبيدك الحانية تربت على كتفي، فهيهات هيهات، أن تتحقق أمنياتي التي كنت أرجوها لك أو أمنياتك التي كنتِ تحلمين بها .. فقد فشلت في كثير منها رغم اجتهادي يا أمي ، بعد أن نمتِ نومتك الأبدية فأرجوا أن تغفري لي وتسامحيني في هذا الفشل !!
• لقد قدّر الله وما شاء فعل، اختارك راضية مرضية إلى جواره، في ليلة السابع والعشرين من رمضان ويوم الاثنين فهذه أرادته سبحانه، نعم؛ لقد افتقدنا دعائك الذي كان يخرج خالصاً من قلبك ليعانق عنان السماء؛ لكننا نسأله جلّ في علاه أن يجعلنا بارّين بك، ندعو لك في صلاتنا، ونتصدق عنك، حتى نوفيك النزر اليسير من معين عطائك الكبير.
بالكو ...!!
• أمي فافا لم تعد الحياة بعدك تعني لي الكثير، فوجودك كان يمنحني القوة، والعزم، والإرادة، لكن غيابك الأزلي أوجع قلبي، وكسر ظهري؛ فلمن أشكو أوجاعي، وهمومي بعد الله، ومن يدلني على الطريق، من يصحح لي معلومة... من بعدكِ يكمل لي توثيقي لمشاهير الحفير ولمن أقرأ كتاب " وجه من الحفير" ومع من أراجع محتواه ..؟!
• لقد أضعت بوصلتي بدونك يا أمي!!
• لقد تحولت فجأة لطفل بكّاء، بيد أني مدرك بأن غزارة دموعي ولوعتي لن تُجدي نفعاً، و لن تعيدك للحياة . صحيح بأنني لن أراك ضاحكة مستبشرة؟ ولن أسمعك إلى الأبد... إن هذه الأفكار تُخيّم على عقلي وقلبي معاً، لكنني مؤمن بقضاء الله، ولا رادّ لقضائه؛ إن ما يُعزيني، ويشعرني بالطمأنينة، أنني أستذكر قول الله سبحانه «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ».
• سأذكرك يا أمي كما يذكر الذاكرون، وسألملم نصائحك ومواعظك، ووصاياك، وأحفظها، داعياً ربّ السماء، أن يعينني على الوفاء بها، مثلما تحبين، فكنتِ تحثينني على فعل الخيرات وصلة الأرحام ، وكنتِ تريدين لي الخير أينما ذهبت وأينما حللت، فما يزال الذهن عالقاً بكلماتٍ من لسانك الزكي، إللهي أدو باركيرى ... أكي أرترنا عافيردارقري ... ارتن اكى سلميرل .. إللهي انيقن آوو... «الله يبارك فيك ويرضى عليك، وييسر أمرك، ويرزقك، ويشفيك وعافية منك لله والرسول».
• رضاك يا حبيبتي من رضى الرّب، سأبر بك في مماتك كما كنت في حياتكِ، أحمدُ الله أنك لقيتِ وجهه الكريم، راضية مرضية، وأحمدهُ أن كنتِ راضيةً عنّي وعن اخوتي ، فلك الرحمة الواسعة من لدُن غفور رحيم.
• هيرو فافا!!!
.....
طفلك المكلوم ... أبولا ... أبولايي !!! الدوحة 24 مايو2021
