• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
احمد الفكي

خمائر العكننة

احمد الفكي

 0  0  3189
احمد الفكي
خمائر العكننة
أوتاد - أحمد الفكي
في عمل اللقيمات ( الزلابية) و القُراصة و الخبز لا بِدَّ من وجود الخميرةَ و هي نوع من الفطريات، وتُستخدم بعض أنواعها كما ذكرت لصنع الخبز وغيرها من المخبوزات . طبعاَ الخميرة تعمل على فوران الدقيق اي الطحين و زيادة كمية المعجون من ذلك الطحين .
للخميرة فوائد فهي تساعد في الحصول على البروتين الكافي لتشكيل العضلات، والألياف الغذائية المهمة لصحة الجهاز الهضمي، وقد تقلل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب عبر خفض الكولسترول. و كما لها من فوائد لا تخلو من اضرار لذوي الحساسية المفرطة .
نستطيع القول ان نطلق مجازاً في المجتمع خميرة عكننة وهي خميرة ضارة ملأى بشحنات الطاقة السالبة .
من خلال الطاقة السالبة التي تكتنف الإنسان ننجرف في بحر الأساطير اليونانية حيث عقدة إلكترا هي مصطلح أطلقه يونج عام 1913 لوصف النسخة الأنثوية من عقدة أوديب التي أطلقها سيجموند فرويد. هو مصطلح تحليلي نفسي يستخدم لوصف التعلق اللاوعي للفتاه بوالدها بين عمر ال 3 وال 6 سنوات، والتنافس مع والدتها على مشاعر أبيها. و العكس مع عقدة أوديب حيث التعلق بالأم و الشعور السلبي تجاه الأب و من هنا تظهر لنا عقدة النقص التي يمتاز بها الشخص خميرة العكننة ، حيث أنه لا يخلو مجتمع من المجتمعات السودانية من أشخاص يُطلق عليهم خمائر العكننة .
الشعور بالدونية أي عقدة النقص inferiority complex وردت له عدة تعريفات منها ما جاء في قاموس التراث الأمريكي ( شعور مستمر من عدم كفاية أو الميل إلى التقليل المصير مما يؤدي في بعض الأحيان للعدوانية المفرطة من خلال الإفراط في التعويض)
علم النفس يُفسر عقدة النقص ( شعور الفرد بوجود عيب فيه يُشعره بالضيق و التوتر و نقص في شخصيته مقارنة بالآخرين و خصوصاً في حالة الإنجاز ، مما يدفعه بالتعويض لهذا النقص بشتى الطرق المتاحة له) و تظهر عقدة النقص لدى من يحملها في المعارضة لأي شيءٍ أي لا يرى شيئاً جميلاً إذا كان في عملٍ عام أو خاص لتتحول معارضته لخصومة و العياذ بالله .
إذا كان هناك شخص ليس له وجود في المجتمع متقوقع على ذاته و لا يعرفه جل أصحاب المجتمع ، ينبري له شخص ما يصفه بأنه نكرة في المجتمع وهي الحقيقة الماثلة للعيان ، يأتي الرد من الشخص مدافعاَ عن نفسه بأنه يحمل من الدرجات العملية ما يحمل في غرور و تباهي و مفاخرة متحدثاً عن نفسه بكلمة أنا، دون شك هذا الشخص يُعاني من عقدة النقص .
في القرآن الكريم نجد (وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا ) أي عقدة نقص تكتنف ذلك الإنسان الملئ بالطاقة السلبية مجادلاً بالباطل هاوياً للجدل و الخصوم لا يِنيب الحق و لا ينزجر لموعظة . و نجد كذلك في قوله تعالى : ( وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) قمة عقدة النقص المتمثلة في المكابرة و الكذب بالآيات الواضحة الجلية من ذلك الغدار المبالغ في كفران نِعم الله .
كما نجد في وصايا لقمان لابنه و هو يعظه ان لا يكون حاملاً لجينات عقدة النقص حاثاً له ان لا يُصعِّر خده للناس . اي يا ولدي لا تِمل وجهك عنهم تكبراً عليهم و إعجاباً بنفسك و تحقيراً لهم ، ولا تمش في الأرض مرحباً متبختراً و متعالياً و مُتكبراً تذكَّر أنَّ العظمة لله فقط دون غيره .
من المشاهد كثيراً من الناس يرفعون أصواتهم في ما لا طائل منه لسد نقص في أنفسهم و هم بذلك كالماعون الفارغ الذي يُحدث ضجيجاً ، و لم يغفل لقمان الحكيم أن يوصي إبنه بغض صوته منوهاً و اغضض من صوتك . أي أخفض من صوتك فلا ترفعه عالياً فأنه قبح لا يجمل بالعاقل مُذكراً بأنَّ أنكر الأصوات صوت الحمير . و كل ذلك يدور في فلك عقدة النقص او الدونية وهي شعور إنسان بالنقص او العجز العضوي او النفسي او الاجتماعي بطريقة تؤثر على سلوكه .
* آخر الأوتاد
شماته الأعداء لا تصدر إلا من ذوي أصحاب عقدة النقص ، محبي الخصومة و العناد و المكابرة و جحد الجميل و نكرانه و تبخيس عمل إكرام الميت قد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نستعيذ من شماته الأعداء في الحديث الذي رواه أبو هريرة و فيه : ( اللهم إنِّي أعوذُ بكَ من جهد البلاء ، و درك الشقاء، و سوء القضاء ، و شماتة الأعداء )
نعوذ بالله من عقدة النقص و من خمائر العكننة في المجتمع ، و نسأل الله العفو والعافية لنا و لكم و تقبَّل الله صيامكم وقيامكم
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019