• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-19-2024
احمد الفكي

لو مددت يدك لإنقاذه لقطعناها لك

احمد الفكي

 0  0  2493
احمد الفكي
لو مددت يدك لإنقاذه لقطعناها لك
أوتاد - أحمد الفكي
الأمانة ثقيلة جداً تم عرضها على السموات و الأرض و الجبال .. بدهاء و حذاقة و فكر ثاقب و توفيق من الله رفضنَّ حملها و أشفقنَّ منها ، و عندما عُرضت على الإنسان دون تردد حملها ذلك الإنسان الظلوم الجهول .
ومن علامات الساعة الصغرى إعطاء الأمانة لمن لا يستحق حملها .
الإنسان السوداني يتمتع لسانه بمصطلحات خاصة و شفرات لا يفهمها لسان آخر من بقية شعوب العالم ، من ضمن تلك المصطلحات مصطلح أمفكو يُطلق على عدم إرتداء الملابس الداخلية التي تستر عورة الشخص . قد يكون الإنسان عارياً ولكن عورته مستورة و عندما يفقد عقله قد يخرج للشارع كما ولدته امه .
حال السودان الآن هل هو أُمفكو أم عارياً مستور السَّوءة أم كحالة من فقد عقله و خرج إلى الشارع كما ولدته أمه .؟ و مع إنعدام الضمائر ، الأزمة الإقتصادية لم تزل تتفاقم كل يوم في السودان بشكل مريع و معدل التضخم كالمنطاد منتفخاً و مرتفعاً إلى عنان السماء في ارتفاع جنوني للأسعار مصحوباً بارتفاع معدل بطالة و ديون خارجية.
في الأثناء تسجل قيمة العملة المحلية تناقصا و تدهوراً مريعاً مستمر مقابل الدولار الواحد في السوق الموازي، وسط أزمات خانقة في السلع الأساسية كالخبز والوقود وغاز الطبخ.
من منطلق ما أحمله من شهادة في علم الإقتصاد تجدر الإشارة أنَّ هناك أسباب رئيسة للأزمة التي يعيشها الاقتصاد السوداني، و تتمثل تلك الأسباب في انعدام الإرادة السياسية وضعف الإنتاج والخلل الواضح في السياسات المالية والنقدية ووجود عدد كبير من الشركات العامة خارج مظلة وزارة المالية، وكذلك زيادة حجم الصرف و الإنفاق الحكومي و الخطأ الفادح الخاص بالزيادة المخيفة في المرتبات والتي لم تعتمد على موارد حقيقية بل عملة ورقية فقط .
ولكي يتعافى إقتصادنا و تنتهي تلك الأزمة يجب توفر إرادة سياسية قوية و تفعيل عنصر الرقابة وهو احد عناصر التنظيم في علم الإدارة وضبط الكتلة النقدية وتقليص الإنفاق الحكومي وتحكم الدولة في صادرات الذهب والسلع الرئيسة والسيطرة الكاملة على مطاحن الدقيق وتوحيد الإيرادات تحت مظلة وزارة المالية ( رحم الله د/ عبد الوهاب عثمان - لماذا لا تُعاد تجربته ) وإعادة هيكلة البنك المركزي و إعادة طبع عملة من ورق البلومير ، و العمل على محاربة السوق السوداء في تجارة العملة بإيجاد القنوات الرسمية التي يتم عن طريقها تحويلات المغتربين التي لا تقل عن أربعة مليار دولار في العام كأضعف الإيمان مع توفر الحافز التشجيعي للمغترب الذي لا تنقصه محبته للوطن .
أرى وقف التدهور الحالي للاقتصاد السوداني قبل التفكير في عمليات هيكلة شاملة للاقتصاد يتمثل في ضرورة اهتمام الحكومة في هذه المرحلة بوضع أولويات محددة، والسيطرة على تجارة المنتجات الرئيسة كالذهب والصمغ العربي، و محاربة السوق الأسود بالتعجيل بإقرار منظومة تحفيزية تشجيعية لشريحة المغتربين تهدف لتحويل مبالغهم عبر القنوات الرسمية.
* آخر الأوتاد :
من إفرازات قرار الأمين العام لجهاز تنظيم شئون السودانيين بالخارج مكين حامد تيراب في المجتمع السوداني الخاص بتكوين لجنة تسييرية للجالية السودانية في حائل ، قدم أحد أعضاء من ينتسبون لتلك اللجنة إلى أحد البيوتات الكبيرة التي تهز و ترز ليقدم لهم المساعدة في تكملة إجراءات أوراق المتوفى لهم فما كان من زعيم و قائد ذلك البيت الذي يجد كافة الإحترام و التقدير من جماعته أن قال له : لو ميتنا هذا احياه الله لنا وجدته يغرق في البحر و أردت أن تنقذه لقطعنا يدك ، لسنا في حاجة لخدماتك ، فكان هذا حديث المدينة .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019