• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-23-2024
احمد الفكي

الكابلي و هيام و القاسم المشترك

احمد الفكي

 0  0  2718
احمد الفكي
الكابلي و هيام و القاسم المشترك
أوتاد - أحمد الفكي
لا يختلف إثنان على المكانة الفنية الكبيرة للفنان العملاق عبد الكريم الكابلي في القارة الإفريقية و الوطن العربي ودول أوربا و الولايات المتحدة الأمريكية ، الكابلي من الفنانين السودانيين الذين أجاد في اختيار القصائد التي من عيون الشعر العربي الفصيح فكان أن تغنَّى و كوكب الشرق أم كلثوم للشاعر أبو فراس الحمداني في قصيدة معللتي ، كما تغنَّى للعقاد و على محمود طه ... وتقف رائعة يزيد بن معاوية (و أمطرت لؤلؤاً ) علامة فارقة حيث شاركته الفنانة اللبنانية هيام يونس في أداء القصيدة و القاسم المشترك بينهما هو إنتقاء القصائد العربية حيث سبق أن تغنت الفنانة هيام يونس لإمرئ القيس جزء من قصيدة تعلق قلبي .
بالعودة لقصيدة و أمطرت لؤلؤاً نجد الفنان الكابلي قد غنَّى ما نسبته 90 بالمائة من القصيدة و لم يتطرق لبعض الأبيات و منها نهاية القصيدة التي تقول :
ما حزنت أختٌ لفقد أخٍ
حُزني عليه و لا أمٌ على ولد
هم يحسدونني على موتي يا أسفي
حتى على الموت لا أخلو من الحسد
بينما الفنانة هيام يونس رددت القصيدة في شكل موال إختارت أبياتٍ منها ما نسبته 30 بالمائة فقط من القصيدة .. بدءً من فاتنةٌ ( الكابلي يقول أنيسة وهو ما جاء في القصيدة) لو رأتها الشمس ما طلعت أى حوالى خمس أبيات منها إلى أن تصل ل ( ما حزنت أختٌ لفقد أخ ...حتى نهاية القصيدة .
قصيدة يزيد بن معاوية الشاعر الأموي هي من عيون الشعر العربي وقد أهتم بها معظم النقاد لأنها سامية الهوى، وسامقة المعاني، ورائعة الفكرة، وجميلة المفردات،عالية النغم . ومن جماليات القصيدة أنها وحدة متكاملة مترابطة .
هل تأمل المستمع للأغنية و القارئ الكريم لشطر البيت الذي يقول :"ما فيه من رمق دقت يداً بيد" نجد البيت حركي الفعل و فيه الانفعال التعبيري عن قرب نهاية ذلك المحبوب "دقت يداً بيد".
أدعوك عزيزي القارئ - عزيزتي القارئة للسباحة في جو القصيدة أدناه :
نالت على يدها مالم تنله يدي
نقشاً على معصمٍ أوهت به جلدي
كأنهُ طُرْقُ نملٍ في أناملها
أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبردِ
وقوسُ حاجبها مِنْ كُلِّ ناحيةٍ
وَنَبْلُ مُقْلَتِها ترمي به كبدي
مدتْ مَوَاشِطها في كفها شَرَكاً
تَصِيدُ قلبي بها مِنْ داخل الجسد
إنسيةٌ لو رأتها الشمسُ ما طلعتْ
من بعدِ رُؤيَتها يوماً على أحدِ
سَألْتُها الوصل قالتْ لا تَغُرَّ بِنا
من رام مِنا وِصالاً مَاتَ بِالكمدِ
فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحبِ ماتَ جَوَىً
من الغرامِ ولم يُبْدِئ ولم يعدِ
فقلتُ استغفرُ الرحمنَ مِنْ زَلَلٍ
إن المحبَّ قليل الصبر والجلدِ
قد خَلفتني طرِيحاً وهي قائلةٌ
تَأملوا كيف فِعْلُ الظبيِ بالأسدِ
قالتْ لطيف خيالٍ زارني ومضى
بالله صِفهُ ولا تنقص ولا تَزِدِ
فقال خَلَّفتُهُ لو مات مِنْ ظمَأٍ
وقلتُ قف عن ورود الماء لم يرِدِ
قالتْ صَدَقْتَ الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ
يا بَردَ ذاكَ الذي قالتْ على كبدي
واسترجعتْ سألتْ عَني فقيل لها
ما فيه من رمقٍ دقتْ يداً بِيَدِ
وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ
ورداً وعضتْ على العِنابِ بِالبردِ
وأنشدتْ بِلِسان الحالِ قائلةً
مِنْ غيرِ كُرْهٍ ولا مَطْلٍ ولا مددِ
واللهِ ما حزنتْ أختٌ لِفقدِ أخٍ
حُزني عليه ولا أمٌ على ولدِ
إن يحسدوني على موتي فَوَا أسفي
حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ
* آخر الأوتاد :
متع الله الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي بالصحة و العافية فهو علم على رأسه نار .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019