• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
ناجي احمد البشير

عماد حسين وزيرا للثقافة

ناجي احمد البشير

 0  0  2181
ناجي احمد البشير
مباشر
ناجي احمد البشير

عماد حسين وزيرا للثقافة

لا شك أن الاهتمام بتثقيف الأمم احد اهم ركايز تنميتها وتطويرها وتوحيد اثنياتها وبالتالي انسجامها لتوحيد رؤيتها الوطنية.. وقد لعبت القطاعات التنويرية التثقيفية في تشكيل النمط المتحضر من الأمة السودانية في تاريخ السودان الحديث بدءا بالثورة المهدية على الرغم من أنها كانت ثورة دينية الا ان الجانب التعليمي فرض الاهتمام بثقافة الأمة السودانية وامتد الجهد عبر فترة الاستعمار الانجليزي الذي دفع الناس للاهتمام أكثر فكان النشاط الثقافي لنادي الخريجين منارة وواجهة تغطي العمل السياسي السري في ذلك الوقت ليضرب عصفورين بحجر.. وليستمر العطاء والمد الثقافي الذي كان له الأثر الأكبر في توحيد كل اهل السودان في كل مدنه تحت عنوان انا سوداني..
.. وكانت امدرمان حكاية وصاحبة قصب السبق والقدح المعلي في كل المبادرات الفاعلة المؤثرة بحكم تنوع سكانها وتنوع ثقافتهم واثنياتهم ففعلت اللقاءات الثقافية فعل السحر في جعلها مدينة الهوية السودانية الأولى ولم تتخلف عن الركب كثير من مدن السودان الأخرى في نواحيه الأربعة..
.. هذا العمل الخلاق اضطلع به وشارك فيه رجال كثر عبر مشواره الطويل.. وفي العهد الحديث اي منذ السبعينيات لا بد لنا أن نذكر بالخير رائدا متميزا من رواد الفعل الثقافي والذي رغم مشغولياته الجسام وعمله الخاص المضني الا انه لم يبخل بجهد أو مال ليجعل من كل عطلة اسبوع منارة ثقافية وشعلة تغازل وتضيء سماوات المدينة والعاصمة باثرها..
.. انه الأستاذ عماد حسين الذي بدأ مبكرا هذا المشوار متنقلا من منابر حي العباسية نقطة انطلاق مشروعه الثقافي ثم من خلال عمله في مجلس إدارة نادي الهلال رئيسا للقطاع الثقافي لأكثر من عقد ونيف ولم تنقطع مساهماته وإدارته لمنتدى الربيع والخرطوم الثقافي و النادي العائلي ومنتدى الروائع وفي ملتقى الأحبة بشارع النيل التقى بهرم آخر هو الاستاذ أمير التلب والأستاذ ساتي عبد الرحمن ومنتدى العمدة الثقافي منذ بدايات الألفية الجديدة..
.. منتديات عماد حسين الأسبوعية نافذة ثقافية تستحق الإشادة والتكريم والدعم الكبير من الدولة ممثلة في وزارة الثقافة. وتستحق التكريم الذي نبحث عنه و ليس من تلك المعتادة بشهادة أو وشاح أو ليلة فرح عابر. بل بتخصيص مقر دائم مجهز بأفضل ما يكون و في افخم وأرقى المواقع في قلب الخرطوم لأن رواده اعتادوا على ذلك المستوى الرفيع فكان الحضور دوما جميلا ذواقا لأنه يقدم و يسخر كل إمكانياته وعلاقاته لمكان يرتقي للحضور الراقي وللفعل الراقي..
.. منتدى العمدة أصبح علامة فارقة بين كل منتديات الخرطوم بجهد الرجل في انتقاء أفضل وارفع الفنانين مكانة وأكثرهم جمهورا ولم يغفل أن يمنح الفرصة للشباب المبدع لتقديم أنفسهم للحضور المتميز القادر على منح الصاعد ختم المرور لعالم المبدعين فكان مدرسة فريدة في جمع الأجيال المختلفة..
.. نجاحات منتدى العمدة عبر السنوات شجعت على قيام وانتشار المنتديات في كل أركان العاصمة وأصبحت في تزايد مستمر ولم يبخل العمدة على أي منهم بنصائحه ومشاركته ودعمه لكل منتدى بالحضور والمؤازرة..
.. ما يقوم به الاخ عماد حسين عمل وزارة ودولة وهو عمل في غاية الأهمية لرتق النسيج الاجتماعي والذي لا ينكره الا مكابر..
.. غياب وزارة الثقافة عن القيام بدورها الهام جدا في ترقية السلوك وتوحيد الناس من خلال تشجيع الفنون ورعايتها ورعاية كياناتهم ومكوناتهم. لهو أمر لا نجد له تفسيرا ولا مبررا..
.. فصل الثقافة عن وزارة الاعلام أمر في غاية الأهمية وتسليم أمرها لأهلها هو الأهم لأنها لا تحتمل الموازنات السياسية فهو عمل تخصصي من الدرجة الولي وأولى به رجاله والأولى بينهم الأستاذ عماد حسين تكريما لجهد العقود الأربعة الماضية و تأكيدا على أنها ستكون في ايد َامينة وخبيرة وقادرة على ان تشعل منابرها في كل قرى ونجوع ومدن السودان. وهو قادر على ذلك بإذن الله تعالى. فعندما يردد أهالي شنقل طوباي أغنيات عثمان حسين ويرقص أهل الخرطوم الجراري والمردوم ويطرب أهل الشرق مع إبداعات رقصة حلفا و عمر احساس وترقص الجبلين مع سيد دوشكا وود البدري. فتأكد بأن السلام قد عم بدون الانتقال من أبوجا لمشاكوس والدوحة ونيفاشا وجوبا..
.. سيتم السلام عندما تعود الرحلات الفنية بين الولايات وتبادل الوفود كما في الماضي.. وسيكتمل السلام عندما تشتعل مسارح المحليات وعواصم الولايات وتتزين بكل ألوان الفن السوداني الذي عبر الحدود بلا تاشيرة إلى تشاء وأفريقيا الوسطي وكانو واديس واسمرا ومقديشو وعدن وجوبا التي لا زالت أسيرة السيرة والدلوكة والعرضة رغم المسافات والحدود.. انتشار تم بجهود فردية وإمكانيات محدودة لم تشارك فيه الحكومات المتعاقبة بفلس أو بكلمة شكرا بل كان جهدا شخصيا وطنيا خالصا..
.. تكليف الأستاذ عماد حسين بأمر الثقافة بولاية الخرطوم كحد أدنى سيجعلها شعلة من النشاط الثقافي يتم تصديره في أبهى الحلل لكل ولايات السودان محفوفا برسائل المحبة والسلام.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ناجي احمد البشير
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019