• ×
الثلاثاء 19 مارس 2024 | 03-18-2024
سيف الدين خواجة

وداعا الكاردينال ..ومرحبا السوباط ومهنية التسليم والتسلم

سيف الدين خواجة

 0  0  3066
سيف الدين خواجة
وداعا الكاردينال ..ومرحبا السوباط ومهنية التسليم والتسلم

لتداعيات كثيرة صحية وتكنولوجية تعطلت الكتابة، وما تعطلت الأفكار لكثرة الأحداث، وتدافعها المتسارع في عالم لو توقفت ثانية واحدة، تضيع منك آلاف الأشياء الثمينة حتى تكاد ترى الوقت، لا يسعفك مهما أوتيت من سرعة، وبينما نحن هكذا على مستوى الرياضة، إذ فاجأنا رئيس نادي الهلال السيد أشرف سيد أحمد الكاردينال أو ود اللواء اللقب الذي أطربه كثيرا، وما أطرب غيره لشيوع هذه الرتبة بين الناس، الرجل الذي وعد بالاستمرار ربع قرن من الزمان على دست حكم الهلال، ربما اعتمد في ذلك على استمرار النظام المتهالك البائد من ناحية، ومن ناحية أخرى اعتمد على قوته المالية الضاربة التي تأتي بميسي، وقد أتت بالمواسير التي لا تحتمل حتي تصريف مياه الخريف ، وحسب كثيرون أنه قد أسقط في يد الجماهير التي انفض سامرها عن النادي الكبير في ظرف ست سنوات منكفئة على جرحها.
وما كاد خبره ينتشر عبر وسائل الإعلام حتي هبت عاصفة التنظيمات الكارثية في الهلال في حين، ولا تنظيم فيها يستحق مجرد النظر في اسمه لخلوها جميعا من برنامج عمل واقعي ومنطقي، وقابل للتحقيق في وقت محدد، وامتلا الإعلام بمعارك دونكشوط المدوية الجوفاء، إلا أن بروف شداد الهاديء الرزين أدرك بخبرته وحنكته الإدارية عظم المسؤولية بعد رفض الكاردينال التمديد، فكون لجنة تطبيع برئاسة الأخ هشام حسن الملقب بالسوباط منهيا لغط وجدل أهل بيزنطة ضربة لازب!!!
وإذا ما نظرنا في سنوات الكاردينال الست فيما لها وعلىها بالإنصاف كتجربة إنسانية يعتريها ما يعتري الإنسان من نقصان، نرى أن حق الرجل علىنا الإشادة بأنه أول رئيس للهلال، يأتي ببرنامج أعلنه عبر أكثر من برنامج بالتلفزيون وكان كالآتي :ـ
1/استاد الجوهرة، وكذلك النادي، وبناء فندق بالجوهرة ومشفى، والتزم بأن الكل سيكون على أحدث طراز.
2/توسيع قاعدة العضوية، وقال بالحرف الواحد: أنه (سيصل لكل هلالي في أي مكان)، وقد استبشرنا خيرا بذلك، حتى نرتاح من العضوية المستجلبة، التي ابتلينا بها منذ السبعينات، بداية بعهود البابا الطيب عبد الله المتطاولة .
3/بناء أندية للهلال بالعاصمة المثلثة، وقال بالحرف أنه سيبنيها على طريقة البوك.
4/قيام أكاديمية لناشئة الهلال وتجارية.
5/ جلب الأميرة الافريقية للديار الزرقاء لبطل غير متوج كما وصفه الاتحاد الأفريقي.
وعلىه إذا ما حاسبنا الرئيس على هذا البرنامج، نجده قد أوفى ببناء الجوهرة الزرقاء، التي وعد بها من رئاسة الأرباب صلاح إدريس، ونجح في تشييد الفندق، ولم يقم المشفى التجاري الذي وعد به !!!
أما مسألة توسيع قاعدة العضوية، فقد فشل الرجل فشلا ذريعا، بل قام بممارسات شتتت الجموع من حوله والنادي على حد سواء، وأشعل إعلامه نار الفتن ما ظهر منها وما بطن، ساعدهم في ذلك أجواء النظام البائد الذي وجد في هذا الإعلام الأصفر إلهاء للجماهير العريضة عن السياسة، كما أن من أحاط بالكاردينال أقنعوه -لخوفهم على مصالحهم المؤمنة باستمراره- بأن توسيع العضوية، قد يبعده من الرئاسة التي وعد أن يجلس علىها ربع قرن من الزمان !!!
أما إنشاء اندية للهلال بالعاصمة المثلثة، فقد وقف الرجل في حدود استلامه مساحات الأراضي لهذه الأندية، إذ استلم على الأقل قطعتين، ويجب مراعاة ذلك في كشف الأصول حتى لا تضيع هذه الأراضي، كما ضاعت سابقتها التي صدقها الوزير الراحل عبد الوهاب عثمان، لهلاريخ.
وأعلم أن المريخ ثبت هذه الاراضي في اسمه، وأخشى أن يصيبه ما أصاب الهلال لاحقا، فهلاريخ مأكلىة وحسب لا عشق ولاحب، فكل هذا إفك إداري وإعلامي للإثراء منها، فقد أثرى منها أفراد، وظل البؤس على حاله في الأندية !!!
أما بالنسبة للأكاديمية أيضا، فقد نال التصديق بها، ومساحتها فيما أعلم 16 ألف متر مربع، ولم نر منها شيئا، وعلىه يجب أن تكون ضمن أصول النادي بكشف الأصول بالميزانية، وشهادات البحث، وأيضا فشل لأسباب غير معلومة لنا !!!
أما جلب الأميرة الإفريقية، فكانت من اكبر مفارقات الرجل في الفشل، رغم ما أنفقه من أموال، وذلك لسببين في تقديري:
اولها: عدم خبرته الكافية في إدارة الأندية خاصة الكبيرة كالهلال، فكل ما يملكه المال وشهادة خبرة من نادي الثغر ببورسودان، فيها أقوال متناثرة أو كانت بالأحرى جواز مرور لرئاسة الهلال ليس إلا، والسبب الثاني: أن الذين حوله بذكاء فاق ذكاءه الملتهب في المال، سيطروا علىه، وجعلوه أراجوز يلعبون به، وهذا بدوره أثر تأثيرا مباشرا على عدم استقرار الفريق الأول لكرة القدم تدريبا ولاعبين، فصار معدل دوران المدربين من أعلى المعدلات في العالم، إن لم يكن أعلاها على الإطلاق، وهو ما يؤثر على أي فريق عالمي حتى لو كان بايرن ميونخ، ناهيك عن الهلال فريق الفطرة وحسب.
ولعل من أكثرالاشياء التي أفشلت الرجل في هذا المجال وعوده كلاما دون عمل على الأرض، وأنه كان يتدخل في التشكيل بصورة أضرت بالفريق، كما فعل الذين من حوله من تسميم البيئة التي أصبحت طاردة لكل من له قلب، أو ألقى السمع، وهو شهيد وهكذا انقضت فترة ست سنوات بفشل مشهود، ونجاح محدود لكنه شاهدا مع الزمن له !!!
*** ولا يسعنا وقد ودعنا الرئيس السابق الكاردينال متمنين له التوفيق في حياته، وأن لا يبتعد عن دعم الهلال وأن يعمل بفكر ومنهج، ربما يأتي في قادم السنوات، ولا يسعنا إلا أن نرحب بالأخ هشام حسن السوباط، وأعضاء مجلسه الكريم الذي أثبت أن حواء الهلال ولود ودود، ترفد النادي على الدوام بكفاءات إدارية ومالية مشهودة على امتداد هذا الوطن، وللسوباط كاسم مدلوله الجفرافي والتاريخي والاقتصادي والسياسي، فهو نهر بالسودان القديم والآن بدولة الجنوب، واسم فصيل سياسي بالجنوب، واسم مؤسسة اقتصادية أيام التأميم والمصادرة، والآن حاضر بيننا رئيسا لنادي الهلال بفكره وإمكانياته المادية المعروفة، متمنين له ولمجلسه الموقر كل توفيق في المهام الموكلة إليهم، وأن يظل دائما ناصعا في مستقبل أيام الهلال القادمات !!!
***كارثة اسمها التسليم والتسلم :ـ
أتمنى أن يعي المجلس دوره مهنيا في مسالة التسليم والتسلم، وأن يتم هذا باحترافية شديدة ودقيقه، وهناك مطلوبات مهمة منها على سبيل المثال :ـ
1/ميزانية مدققة من المراجع العام القومي، أو من مكتب مؤهل يكلفه المراجع القومي، وهذا معمول به، وأن لا يكون المراجع من أي طرف بالهلال سواء السابق أو الحالي، للحيادية المطلوبة في التقارير!!!
2/أن يكون هناك كشف بالمديونيات قرين كل منها مصادقة خطية من المدين، وهذه المصادقة مهمة جدا في علم المال والمحاسبة، وأن تتم تسوية الفروقات إن وجدت في التو والحين بواسطة المراجع.
3/أيضا كشف بالدائنين قرين كل منهم المصادقة المكتوبة وتسوية الفروقات.
4/كشف بالأصول الثابتة المباني الأراضي مرفق بها شهادات البحث الحديثة من الأراضي.
5/مراجعة تكلفة الجوهرة مربوطا بعقد البناء الموقع مع الشركة الصينية، وهو مبلغ 4 مليون دولار يطرح منه تكلفة منزل الرئيس بالمجاهدين، وكذلك يطرح تكلفة النادي الذي تم هده، ولم يقم مرة أخرى، ومراقبة الأسعار بفواتير البناء، مضاهاة مع اسعار الدولار في كل فترة.
6/كشف بالإيجارات المقدمة والمستحقة، ويتضمن كل المقدمات والمستحقات إيرادا وصرفا !!!
7/مراجعة عقودات اللاعبين مع ملفاتهم.
هذه تدابير يجب أن يتخذها المجلس بكفاءة عاليه لان تبعات التسليم والتسلم بأي طريقة غير مهنية فيه تجاوزات خطيرة على أداء المجلس، الذي يجد نفسه في ورطات، لم يحسب حسابها خاصة أن أنديتنا رغم الخبرة الطويلة، ليس نظم مالية ثابتة ومستقرة بل على أسس علمية، لا تخضع للمجاملات والمزاج كالمديونيات التي تظهر من المؤسسات فجأة، والشيكات التي تذهب للمحاكم الناتجة عن خلل في الناظمين المالي والإداري، وقد حدث هذا في كل المجالس السابقة، وأكثر الرؤساء تعبا منها الكاردينال نفسه، كما هو مدون في الاعلام !!!
بعد كل هذا نتمنى مع هذا المجلس الجديد أن نستشرف عهدا جديدا، وأن يعود الهلال لقواعده بعد اختطافه بواسطة عصابة النيقرز الإعلامية أبناء الكباش الأربعة الذين يأكلون ما يجدون، وما لا يجدون بعهد الرئيس كما قال الامام الحكيم على بن أبي طالب كرم الله وجهه.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : سيف الدين خواجة
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019