• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-23-2024
شوربجي

رحم الله أهل السودان

شوربجي

 0  0  3009
شوربجي
*رحم الله أهل السودان*

*محمد حسن شوربجى*
لم تعد هذه بلادى ولم يعد هؤلاء اهلى ولم يعد هؤلاء اصدقائى ولم يعد هذا عثمان سيد الدكان ولم تعد هذه الخرطوم التي اعرف
ولم يعد النيل نيلا والجروف جروفا
ولم تعد هذه حلفا وقد امتلأت بأمم وشعوب
فأين اخوتى نخيل بلادى
اين سواقيها وأين سنابل قمحها و اشجار هشابها وأين حجات الفول وبياعات الكسرة وأين كبرى الحريه وحديقة الحيوان و ميدان ابو جنزير وأين قبر الجندى المجهول وسينما كليزيوم وابو حمامه ومقرن النيلين اين المحطه الوسطى وميدان عبد المنعم اين واين …………
حقا لقد تبدلت بلادى مسخا فلم أعد اعرفها وقد توسطها برج يقال له الفاتح -
فياللهول لقد افتقدنا كل جمال امدرمان وكل جمال بحرى وكل جمال الخرطوم. فلقد حلت علينا ثقافات وفرضيات وعادات وتقاليد دخيله وعجيبه وركشات وامجاد.
كافورى وشارع الستين وعفراء وكبرى الدباسين وشارع الهوا وكلس الحاج يوسف
ظاهريا تبدو لنا حياة الناس طبيعية وتلوح رافعات البناء فى كل مكان لتشيد المباني والابراج .
وتعج بالمدن سحنات غريبه واجانب.
فالطائرات أصبحت تأتينا بكل الاجناس ذهابا وايابا .
وحين تحاربنا والجنوبيين طويلا تشرزمت الامه شرقا وغربا وجنوبا وشمالا وكل يستقطع نصيبه فأفتقدنا كل الجمال.
والذى فى الحقيقة هو دين الحكماء كما يقول شاعر هندى فهل تبقت فى حياتنا مآلات نلوذ اليها من عذابات حياة ملؤها الخوف من غد كئيب ؟
وهل بقى فى السودان جمال وقد اكتست كل الوجوه حزنا وعبوسا.
يقول جبران خليل جبران يا ايها الذين حاروا فى سبيل الاديان المتشعبة وهاموا فى اودية الاعتقادات المتباينة فرأوا حرية الجحود اوفى من قيود التسليم ومسارح النكران اسلم من معاقل الاتباع اتخذوا الجمال دينا واتقوه ربا فهو الطاهر فى كمال المخلوقات.
انبذوا الذين مثلوا التدين لهوا والفوا بين طمعهم بالمال وشغفهم بحسن المآل وياايها الذين ضاعوا فى ليل التقولات وغرقوا فى لجج الاوهام ان فى الجمال حقيقة نافية الريب مانعة الشك ونورا باهرا يقيكم ظلمة البطل تأملوا يقظة الربيع ومجئ الصبح ان الجمال نصيب المتأملين .
لا اريد اخوتى ان ينطبق علينا قول الشاعر ايليا ابو الماضى : والذي نفسه بغير جمـــالٍ – لا يرى في الوجود شيئاً جميلا
حقيقة لم ترى عيناى شيئا جميلا فى بلادى سوى بسمات اهلى الطيبين وكلماتهم الحنونه.
فبرغم كل الزيادات المهولة فى اسعار الخبز اليومى ورطل اللبن وربطة الجرجير والذرة والسكر والصابون وزيوت الطعام والمواصلات والفساد العام والاراضى والمحسوبيه والجهويه والتمكين .
حقا لقد اكتسى وطنى قبحا فوق قبح وبيدنا وليس بيد عمرو وليل بلادى اكثر ظلمة واسواق بلادى ملؤها النفايات و الفوضى.
وطرق احيائى وعرة وعشرات الفقراء يفترشون الارض ويلتحفون السماء.
وما اكثرهم شبها بالبوعزيزى التونسى حيث قداحات فى ايديهم تكاد تشتعل ليموتوا حرقا.
لم انعم اخوتى حقا بأنغام لطيور أوبحفيف لاغصان أو بخرير لجداول
ولم يطربنى حتى شباب أغاني اغاني ولا قهقهات السر قدور وقد كنا ركوبا لركشة يكاد ازيزها يصيبنا بالصميم مع جعجعة مطرب.
ولعل اكثر ما اضحكنى اخوتى اعلانات تصدير الذهب و معادن أخرى بمليار دولار.
ويقول عمال في قطاع التعدين ان الارقام الحقيقية أقل من ثلث هذا.
وقال مسؤول تنفيذي اجنبي في مجال التعدين “لم يستخرج الا سبعة أطنان من السبعين طنا المتوقعة
ووسط ضحكاتى وجدت أهلى يهللون فرحا بذلك الخبر وكأن الذهب سيتساقط عليهم من السماء
حينها لملمت اطرافى واسرعت الخطى نحو المطار هربا الى بلاد غربة أدفن فيها مأساتى وقد عجزت كما عجز غيرى فى اخراج اهلى من شرانق الاحزان الي سماوات الافراح وقد كانوا غير آبهين بتلك العذابات ويوميات قفة الملاح
انه السؤال الكبير :
كيف لنا اخوتى ان نلون حياة اهلي بكل الجمال ؟
هى دعوة من القلب نطلقها حتى يكون الاصلاح جسرا يحلقون به بعيدا عن كل منغصات الحياة.
وهى دعوة لكل مصاصى دماء وطني ان يتقوا الله فى المساكين.
وهى دعوة لطلاق بائن بين كل الجمال وكل القبح الذى اكتسى الوجوه والانفس والثمرات
فأهلى جديرون بلقمة عيش تسد الرمق وبشربة ماء تذهب الظمأ وبحياة ملؤها الجمال فهل لهم ذلك ؟
......................................
*محمد حسن شوربجى*
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : شوربجي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019