العرقي و المريسة في البي البي سي
أوتاد - أحمد الفكي
قد يكون العنوان غريب و ليس مثالي و خادش للذوق ولكن هي الحقيقة الماثلة أمام العين و الأذن حيث لفت انتباهي التقرير الذي تم بثه عبر البي بي سي العربية في برنامج العالم هذا الصباح مع صانعة العرقي والمريسة حياة اسحق آدم هذا هو اسمها التي لم تستح ان تذكره حيث جاء في القرير : (أعلنت الحكومة السودانية على لسان وزير العدل نصرالدين عبد البارئ أنَّ بلاده ستسمح بالمشروبات الكحولية لغير المسلمين على أن يبقى الحظر على المسلمين . إحدى صانعات الخمور في السودان متحدثة إلى الزميلة ياسمين الفرج)
تحدثت حياة إسحق آدم بكل شفافية عن صناعتها للعرقي و المريسة و كيفية عمل تلك الخمور الشعبية و مدى الإقبال على تعاطي تلك الخمور و صعوبة محاربتها لأنها أصبحت لمن يتعاطونها من أبجديات مهام حياتهم .. هكذا افصحت حياة سحق آدم !!!!!!!.
بمناسبة ذلك التصريح يطيب لي أن أتطرق للخمر في السطور التالية و لا شك أنَّ الكثير عنها الكثير و لكن زيادة الخير خيرين . الخمرة في الحياة الدنيا هي أم الكبائر و أم الخبائث و أم الندامة .. الخَمْر لغةً مفردھا خَمر، والجمع منھا خُمور، وھي ما خامَرَ العقل فغطّاه أو خالطه، وتأتي خامرَ بمعنى خالطَ ( ليس للكورونا هنا شأن) أي خالطَ السُّكْر العقل. تعریف الخَمْر إصلاحاً ھي كلّ مادة مُسّكرة مُذھبة للعقل، سواء أكانت من ثمار النّخیل، أو من عصیر العنب او من الذرة أو غیرھا من المواد المُسّكرة، والمُسّكر ھو المادة أو الشّراب التي تُذھب عقل صاحبه.
تعدّ الخمور محرمة في الاسلام تحريما مطلقا بجميع صورها وقد اتفق الفقهاء المسلمون على تسميتها بأم الخبائث ولهذا فهناك قيود على الخمور في بلاد المسلمين وتتفاوت شدة القيود من بلد اسلامى لأخر .
في بلاد الغرب يستطيع أى انسان في أن يشرب أى نوع من أنواع الخمور ، ذكراً كان أم أنثى بشرط ألا يقل عمره عن 18 عام في أوروبا و21 سنه في الولايات المتحدة.
نعلم أنَّ ديننا الحنيف لم يُحرِّم الخمر من اول وهلة بل على مراحل... فكان تحريم الخَمْر في الإسلام هو دين التّوحيد، الذي بُعث به سيدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم للعالمين ، ليُنير به عقول البشريّة، وينزعهم من حبّ الشّهوات والملذّات إلى حبّ الله تعالى، وليميّزهم بالعقل عن البهائم وسائر المخلوقات، فجاء الإسلام ليُحرّم ويدفع عن النّاس كلّ ما لا ينفعهم ويضرّ بهم، فكان شُرب الخَمْرِ من الخبائث التي تعلّقت بها أرواح الصّحابة -رضي الله عنهم- قبل الإسلام وفي بداية الدّعوة، وشاء الله تعالى أن ينزعَ حبّ الخَمْر من النّفوس رويداً رويداً ليُغرس حبّ الله تعالى حبّ الإسلام في القلوب عِوضاً عن حبّ الخَمْر، فحرّمها الله -تعالى على عباده على مراحل تتقبّلها عقولهم فكانت المرحلة الأولى لتحريم الخَمْر بيانُ الله عزّ وجلّ في مُحكم آياته بأنّ شُرب الخَمْر إثم كبير، ولم يُصرّح الله تعالى بالتحريم المباشر لشُرب الخَمْر الذي اعتاده النّاس، وكان صعباً فراقهم لها والانتهاء عن شربها لكونها الملاذ والفخر لشاربها، فقال الله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ) 219 البقرة . و جاءت المرحلة الثانية وهي مرحلةً جديدةً باستبدال ما في قلوب النّاس من حبّ الخَمْرِ بحبّ الله -تعالى وخشيته والتقرّب إليه في الصّلاة، فجاء النّهيُ للنّاس بعدم قُرب الصّلاة في حالة السُّكْر، حيث قال الله تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ..) 43 النساء. فانتزع الله تعالى من نفوس الكثير من النّاس حبّ الخَمْر، فالتقرّب من خالقِهم أعظم وأسمى في نفوسهم من حُبّ ملذّاتهم و شهواتهم، حتى قال سيدنا عمر بن الخطّاب رضيَّ الله عنه مناجياً ربّه اللهمّ بيّن لنا في الخَمْر بياناً شافياً). و كانت المرحلة الثالثة و الأخيرة، فأمر الله -تعالى-عباده بالتجلّي عمّا يُسفّه عقولهم، ويدفعهم لدنِيّة ذواتهم، وبغض بعضهم البعض، ويصدّهم عن عبادتهم، فما بُعث الإسلام إلّا لرفعتهم، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) 90 المائدة فانصاعت النّفوس والقلوب لخالقها بالامتثال والتسّليم لأمره.
* آخر الأوتاد :
في سابق الزمان سوداننا عاثت فيه ثقافة الخمر وكانت على عينك يا تاجر .. حكي لي من اثق في حديثه كانت توجد : ( البيره أم جمل والشراب اسكوب كب ياولد وغيره من الأشعار خلاف باقي انواع الخمور المستوردة ) و من الطرائف التي تنم عن البساطة أنَْ احد رؤوساءالسودان كان يشارك في افتتاح مصنع البيرة و يقول : بسم الثوره وبااسم الشعب نفتتح مصنع البيره !!!!!!!!
هنا علينا أن نترحم على المشير جعفر محمد نميري الذي حارب الخمر عندما أعلن تطبيق الشريعة الإسلامية.
أوتاد - أحمد الفكي
قد يكون العنوان غريب و ليس مثالي و خادش للذوق ولكن هي الحقيقة الماثلة أمام العين و الأذن حيث لفت انتباهي التقرير الذي تم بثه عبر البي بي سي العربية في برنامج العالم هذا الصباح مع صانعة العرقي والمريسة حياة اسحق آدم هذا هو اسمها التي لم تستح ان تذكره حيث جاء في القرير : (أعلنت الحكومة السودانية على لسان وزير العدل نصرالدين عبد البارئ أنَّ بلاده ستسمح بالمشروبات الكحولية لغير المسلمين على أن يبقى الحظر على المسلمين . إحدى صانعات الخمور في السودان متحدثة إلى الزميلة ياسمين الفرج)
تحدثت حياة إسحق آدم بكل شفافية عن صناعتها للعرقي و المريسة و كيفية عمل تلك الخمور الشعبية و مدى الإقبال على تعاطي تلك الخمور و صعوبة محاربتها لأنها أصبحت لمن يتعاطونها من أبجديات مهام حياتهم .. هكذا افصحت حياة سحق آدم !!!!!!!.
بمناسبة ذلك التصريح يطيب لي أن أتطرق للخمر في السطور التالية و لا شك أنَّ الكثير عنها الكثير و لكن زيادة الخير خيرين . الخمرة في الحياة الدنيا هي أم الكبائر و أم الخبائث و أم الندامة .. الخَمْر لغةً مفردھا خَمر، والجمع منھا خُمور، وھي ما خامَرَ العقل فغطّاه أو خالطه، وتأتي خامرَ بمعنى خالطَ ( ليس للكورونا هنا شأن) أي خالطَ السُّكْر العقل. تعریف الخَمْر إصلاحاً ھي كلّ مادة مُسّكرة مُذھبة للعقل، سواء أكانت من ثمار النّخیل، أو من عصیر العنب او من الذرة أو غیرھا من المواد المُسّكرة، والمُسّكر ھو المادة أو الشّراب التي تُذھب عقل صاحبه.
تعدّ الخمور محرمة في الاسلام تحريما مطلقا بجميع صورها وقد اتفق الفقهاء المسلمون على تسميتها بأم الخبائث ولهذا فهناك قيود على الخمور في بلاد المسلمين وتتفاوت شدة القيود من بلد اسلامى لأخر .
في بلاد الغرب يستطيع أى انسان في أن يشرب أى نوع من أنواع الخمور ، ذكراً كان أم أنثى بشرط ألا يقل عمره عن 18 عام في أوروبا و21 سنه في الولايات المتحدة.
نعلم أنَّ ديننا الحنيف لم يُحرِّم الخمر من اول وهلة بل على مراحل... فكان تحريم الخَمْر في الإسلام هو دين التّوحيد، الذي بُعث به سيدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم للعالمين ، ليُنير به عقول البشريّة، وينزعهم من حبّ الشّهوات والملذّات إلى حبّ الله تعالى، وليميّزهم بالعقل عن البهائم وسائر المخلوقات، فجاء الإسلام ليُحرّم ويدفع عن النّاس كلّ ما لا ينفعهم ويضرّ بهم، فكان شُرب الخَمْرِ من الخبائث التي تعلّقت بها أرواح الصّحابة -رضي الله عنهم- قبل الإسلام وفي بداية الدّعوة، وشاء الله تعالى أن ينزعَ حبّ الخَمْر من النّفوس رويداً رويداً ليُغرس حبّ الله تعالى حبّ الإسلام في القلوب عِوضاً عن حبّ الخَمْر، فحرّمها الله -تعالى على عباده على مراحل تتقبّلها عقولهم فكانت المرحلة الأولى لتحريم الخَمْر بيانُ الله عزّ وجلّ في مُحكم آياته بأنّ شُرب الخَمْر إثم كبير، ولم يُصرّح الله تعالى بالتحريم المباشر لشُرب الخَمْر الذي اعتاده النّاس، وكان صعباً فراقهم لها والانتهاء عن شربها لكونها الملاذ والفخر لشاربها، فقال الله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ) 219 البقرة . و جاءت المرحلة الثانية وهي مرحلةً جديدةً باستبدال ما في قلوب النّاس من حبّ الخَمْرِ بحبّ الله -تعالى وخشيته والتقرّب إليه في الصّلاة، فجاء النّهيُ للنّاس بعدم قُرب الصّلاة في حالة السُّكْر، حيث قال الله تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ..) 43 النساء. فانتزع الله تعالى من نفوس الكثير من النّاس حبّ الخَمْر، فالتقرّب من خالقِهم أعظم وأسمى في نفوسهم من حُبّ ملذّاتهم و شهواتهم، حتى قال سيدنا عمر بن الخطّاب رضيَّ الله عنه مناجياً ربّه اللهمّ بيّن لنا في الخَمْر بياناً شافياً). و كانت المرحلة الثالثة و الأخيرة، فأمر الله -تعالى-عباده بالتجلّي عمّا يُسفّه عقولهم، ويدفعهم لدنِيّة ذواتهم، وبغض بعضهم البعض، ويصدّهم عن عبادتهم، فما بُعث الإسلام إلّا لرفعتهم، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) 90 المائدة فانصاعت النّفوس والقلوب لخالقها بالامتثال والتسّليم لأمره.* آخر الأوتاد :
في سابق الزمان سوداننا عاثت فيه ثقافة الخمر وكانت على عينك يا تاجر .. حكي لي من اثق في حديثه كانت توجد : ( البيره أم جمل والشراب اسكوب كب ياولد وغيره من الأشعار خلاف باقي انواع الخمور المستوردة ) و من الطرائف التي تنم عن البساطة أنَْ احد رؤوساءالسودان كان يشارك في افتتاح مصنع البيرة و يقول : بسم الثوره وبااسم الشعب نفتتح مصنع البيره !!!!!!!!
هنا علينا أن نترحم على المشير جعفر محمد نميري الذي حارب الخمر عندما أعلن تطبيق الشريعة الإسلامية.
