• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
احمد الفكي

قراءة في مليونية الثلاثين

احمد الفكي

 0  0  1518
احمد الفكي
قراءة في مليونية الثلاثين


أوتاد - أحمد الفكي
أكثر من سؤالٍ يفرض نفسه فينا يخص مليونية الثلاثين من يونيو 2020 التي كانت في يوم الثلاثاء وهو تاريخ لا يُنسى حيث تابعت تلك المليونية العديد من القنوات الفضائية تغطيةً لهاو تقف هنا عدة أسئلة كمحاور نقاش قابلة للتحليل بدءً من هل الوضع الصحي كان يسمح بخروج ذلك العدد من الملايين في مختلف ولايات السودان ؟ وهل خرجت تلك الحشود إحتفاءً بذكرى توقيع الوثيقة الدستورية ام لتصحيح مسار قطار الثورة التي أنتجت الفترة الإنتقالية بشركائها الثلاث في الحكم .؟ وهل يُطلق عليها مظاهرة ام مسيرة .؟
في المقام الأول لا ينكر أحد وجود جائحة كورونا في السودان ولكن نسبة للوضع الإقتصادي المتدهور الذي افرز غلاءً فاحشاً في كل متطلبات الحياة من مأكل و مشرب و ملبس و مسكن و خدمات صحية و اجتماعية متمثلة في قطوعات الكهرباء و تدهور إقتصادي افقد العملة الوطنية بريقها و قوتها مقابل الدولار الأمريكي ، خرج المواطن السوداني متحدياً الكورونا و لسان حاله يقول ( الموت واحد) في رسالة حوت الإحتفاء بذكرى توقيع الوثيقة و تجديد الثقة في الحكم القائم مع وضع نقاط لتصحيح مسار قطار الثورة الذي يُطالب بتوفير لقمة العيش و رخاء الأسعار و إصلاح الخدمات الأخرى حيث مرت من الشهور تسعة وهي الفترة الزمنية التي يؤذن للجنين أن يُبصر النور و يُطلق صرخته الأولى ولكن لم يحصد فيها المواطن سوى شظف العيش و المعاناة ، َكل ذلك بسبب سوء الإدارة و الدليل لماذا أزمة الخبر و السودان يملك أكبر أرض زراعية و على الورق هو سلة غذاء العالم .. المواطن يُعاني من غلاء أسعار الألبان و الأجبان و هو يملك الثروة الحيوانية التي يتحدث عنها العالم بأكمله .
ألا يُعتبر سوء إدارة و غياب تخطيط و إستراتيجية عندما يصل رطل اللبن إلى خمسين جنيهاً في الوقت الذي نجد على سبيل المثال دولة مثل هولندا تقف في المرتبة الأولى من ناحية صناعة الألبان وهي تمتلك ثلث ما عند السودان من ثروة حيوانية ، و اللبن في السودان سعره خرافي وكذلك اسعار اللحوم بأنواعها المختلفة . كما أنه من العيب أن يعاني إنسان السودان من أزمة الخبز وهو يملك الأرض الصالحة للزراعة ولماذا لا تعود لمشروع الجزيرة سيرته الأولى ، و بمثل ما أصاب السودان من أزمة وقود و هي أزمة مفتعلة بفساد إداري و سوء إدارة حيث إنتاج مصفاة الجيلي يغطي ما نسبته 77بالمائة ما يحتاجه الوطن و لكن كان هناك تقاعس في إدارة هذا الملف .
نعم خرج المواطن في مليونية الثلاثين ليصحح مسار قطار الثورة لتوفير ما يحتاجه في حياته .. نرجع و نعيد فقد انتظر المواطن التغيير و الإصلاح تسعة شهور وهي الفترة التي يرى فيها الجنين النور بعد أن كان في ظُلمة الرحم .
أما ما يخص السؤال هل المليونية مظاهرة أم مسيرة فقد تابعتُ بعض القنوات الفضائية و لفت انتباهي تقرير فوزي بِشرى لقناة الجزيرة القطرية حيث صبغت خروج تلك الملايين بصبغة المظاهرة و افردت مساحة لإستشهاد احد المواطنين و ما شابه من تفريغ المواطنين من قِبل الجهات الأمنية ، بينما قنوات أخرى وصفت المليونية بمسمى مسيرة ،. وهي في الحقيقة مسيرة سلمية و أضافت درساً جديداً لوعي الإنسان السوداني مُعلم الشعوب و قد اوصلت رسالتها للحكومة الإنتقالية وقد سبق رئيس مجلس الوزراء د/ عبد الله حمدوك المليونية بخطابه الذي وعد فيه بتطبيق ما يُطالب به الثوار .
* آخر الأوتاد
الملفات المنتظر تحقيق إكتمالها من مطالب الثوار في مليونية الثلاثين السلام الشامل ، العدالة ، الإقتصاد ، الحرية ، الترتيبات الأمنية في إعادة هيكلتها و الولاة المدنيين و خلاصة مُطالبة الثوار إصلاح الحال .
و يظل يردد ابن السودان : يا وطني العزيز يا أول وآخر أهتف بحياتك و بحبك أفاخر .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019