• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-17-2024
ياسر قاسم

لا مجال للعناد يا شداد

ياسر قاسم

 0  0  2682
ياسر قاسم
*لم يكن الدكتور كمال شداد، موفقاً في تهوينه من تأثير استمرار النشاط الرياضي وممارسة كرة القدم تحديداً على انتشار العدوى بفيروس "كورونا" واستسهاله للبروتكول الصحي الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بحجة انها ارشادات وليست قرارات ملزمة.
*ويبدو واضحاً ان دكتور شداد، يركز على استئناف الدوري الممتاز، أكثر من تركيزه على الاحترازات المطلوبة والواجب اتباعها سواء من جانبه كإتحاد أو من جانب الأندية، وهو تقدير خاطيء يصنع أزمة بلا مبررات، سيدفع ثمنها المجتمع كله وليس من يمارسون الكرة داخل الملعب.
*فالبروتوكول الصحي المعمول به دولياً الآن، لا يمكن التعامل معه بكل هذا الاتخفاف، بزعم انه ارشادات، وليس قرارات، ففي مثل هذه الظروف الطارئة والأزمة الصحية التي يمر به العالم كله، لا يشك "الفيفا" إطلاقاً في حرص أي دولة أو اتحاد على السلامة، وينحصر دور "الفيفا" في تعميم هذا البروتوكول الذي وصفه دكتور شداد بإنه "إرشادات"، قد يتم تنفيذها أو لا، وهي رسالة سلبية للغاية تزيد من مخاوف استئناف الدوري الممتاز، لا سيما والكل يعلم ان البلد غير مؤهلة لوجستياً لتنفيذ الحد الأدني من هذا "البروتوكول".
*كان مطلوباً من دكتور شداد، أن يُظهر تشدده في تنفيذ "بروتوكول الفيفا" أو الإرشادات كما يسميها، ويتعرف على طريقة تنفيذ هذه الارشادات، أكثر من تشدده على استئناف الدوري والسلام، فالبروتوكول الصحي الذي يستهين به، تم تنفيذه بدقة في جميع الدول الذي سمحت بإستئناف دورياتها حتى الآن، ورغم ذلك لم يسلم بعض لاعبيها من الإصابة بعدوى "فيروس كورونا"، ففي مصر القريبة تم اكتشاف أكثر من 20 حالة كورونا حتى الآن وسط اللاعبين مع بداية التمارين وفي السعودية لم يكن الأمر أفضل حالاً من مصر، وفي الكويت تم الاعلان عن اصابة 20 لاعباً في التمارين أيضاً، ومعلوم للكل فوارق المنظومة الصحية بين بلدنا وهذه الدول.
*لم يكن دكتور شداد، حريصاً على تنفيذ "برتوكول الفيفا" المكافح لكورونا في وقت خصص فيه "الفيفا" مبلغاً معتبراً لصرفه على الاتحادات الوطنية "211 اتحاداً" لتواجه به هذه الاتحادات جزءً من خسائر وتبعات الأزمة الصحية الحالية، وكان نصيب الاتحاد السوداني منه مليون ونصف المليون دولار، وهو منتهى التناقض من دكتور شداد عندما يقلل من ارشادات "الفيفا" في أزمة صحية عالمية بهذا المستوى، وفي نفس الوقت يستلم دعم معتبر الغرض منه مقابلة آثار هذه الأزمة الصحية.
*وإذا كان "البرتوكول" الصحي حسب رأي دكتور شداد، عبارة عن ارشادات يمكن العمل بها أو لا، لماذا أقر "الفيفا" صرف أكثر من مليار دولار من موارده على اتحاداته؟
*نتمنى أن يجيب دكتور شداد وجميع أعضاء اتحاد الكرة على هذا السؤال، قبل إقرارهم لعودة النشاط واستئناف الدوري الممتاز، فالتحدي والعناد في أزمة صحية بهذا المستوى، غير مجدٍ، وتقود لنتائج كارثية، نحن في غنى عنها، فقرائن الأحوال واضحة والتجهيزات الصحية في البلد أقل من الحد الأدنى في جميع دول العالم، ونحن لسنا ايطاليا أو ألمانيا أو انجلترا، حتى نبرر الإصرار على إستئناف الدوري، بإستمرار الدوريات في هذه الدول، فالخسائر هناك بالمليارات و"الفيفا" ولا حتى الدول نفسها قادرة على تعويضها، ناهيك عن ان الإلتزام بالبروتوكول الصحي هناك كفيل بسد كثير من ثغرات وطرق انتقال العدوى.
*كنا نؤمل كثيراً على إحساس دكتور شداد ومن معه في اتحاد الكرة، بخطورة الأمر وهم مدركين لحجم الامكانيات الصحية والوضع اللوجستي في السودان والذي لا يُمكن وزارة الصحة حالياً من فحص ألف شخص في يوم واحد، ولا يُمكن البلد من حجر مئآت من الناس في أماكن معزولة، حتى أضطر العالقون في بعض الدول للبقاء لشهور عديدة ينتظرون حلاً يعيدهم إلى بلادهم.
*كان مطلوبة من اتحاد الكرة قبل القتال من أجل إستنئاف الدوري الممتاز، تعريف الناس بالكيفية التي ينطلق بها الدوري من جديد، والإجراءات الإحترازية التي سوف يلزم بها الفرق والتعاون بينه وبين وزارة الصحة لتنفيذ هذه الإحترازات، بدلاً من التقليل من دور وزارة الصحة وصناعة عداء معها ومع وزارة الشباب والرياضة، بحجة ان القرار فني ليس من حقهما التدخل فيه.
*نعم .. القرار فني فيما يخص تنظيم المباريات وتحديد مواعيدها وبرمجتها، ولكن نحن أمام أزمة صحية، هزمت كل اللوائح والقوانين في العالم، لدرجة ان "الفيفا" نفسه منح الدول الحق في إقرار ما تراه مناسباً لها بالنسبة لاستكمال دورياتها، والاتحادات القارية ومنها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" وافقت على تسمية ممثل الدول من الفرق للبطولات القادمة دون الإلتزام بنتائج دوريات هذا الموسم، وعلى هذا الأساس قامت 10 دول إفريقية بإلغاء دورياتها، وهي دول تتشابه ظروفها وامكانياتها مع السودان، بل ان بعضها أفضل حالاً منا.
سطور سريعة
*كنا نتمنى من اتحاد الكرة تنظيم ورش تثقيفية أو ندوات "عن بُعد" للتعريف بآثار فيروس كورونا وطرق انتقال العدوى بين الرياضيين كما حدث في الدول التي استأنفت النشاط، ونفذت بدقة ما هو مطلوب.
*ليس مقبولاً ولا معقولاً، أن يُربع اتحاد الكرة يديه، ويأتي لعقد اجتماع يقرر فيه استئناف الدوري الممتاز كما لو ان الامور عادية، في وقت يزداد الوضع تعقيداً في كل دول العالم.
*من حسن حظنا ان الدوري السوداني، ليس به من الخسائر المادية ما يجعل دكتور شداد أو حسن برقو يصران على استئنافه، فمليون دولار فقط من دعم "الفيفا" المخصص للسودان أصلاً لمواجهة آثار الأزمة الصحية، كفيل بمساعدة الفرق في حال إلغاء الدوري الممتاز هذا الموسم.
*أي مبررات أخرى فيما يخص مصير الدرجات الأخرى، ليست كافية ولا مقنعة لإستئناف الدوري الممتاز، نحن أمام وضع استثنائي، ولا يضير شيء ان تم إلغاء الهبوط والصعود هذا الموسم، وهي ليست سابقة ومعظم الدول التي ألغت الدوريات واجهت هذه التبعات.
*إلغاء الدوري الممتاز مع تقديم مساعدات مادية معتبرة للفرق من دعم "الفيفا" هو القرار الأفضل للسودان كله.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ياسر قاسم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019