• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-24-2024
رأي حر

شباب الظل فى الرياضة (1)

رأي حر

 0  0  1689
رأي حر
راى حر
صلاح الاحمدى

شباب الظل فى الرياضة (1)

درجت عادة المتحدثين عن الشباب والباحثين لقضاياهم على الوقوع فى خطاء منهجى يتكرر باستمرار عند الادارات المعنية بالشباب السودانى فى كل مجالات الحياة الرياضية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية
يتمثل هذا الخطاء فى عملية اختزال لمختلف فئات الشباب الى فئة واحدة ووحيدة هى الشباب الجامعى او الشباب المتعلم عموما
.حتى اصبح المقصود دوما حين الحديث عن قضايا الشباب هذه الفئة تحديدا دون سواها وهو ما يشكل اختزالا ثانيا.
فى الدراسات الشبابية مما يجعل نتائجها تعمم بشكل غير موضوعى على كل من هو فى سن الشباب على وجه الاطلاق .هناك اذا اشكال منهجى فى تناول مسالة الشباب يتمثل فى اختزال الكل الى جزئه الاصغر حيث ان الشباب الجامعى لا يكاد يمثل نسبة تزيد عن 20% من مجمل الشباب كما يتمثل فى حصر قضايا الشباب عموما فى تلك القضايا التى تخص هذا الشاب الجامعى وهى ليست فى نظرنا الاخطر ولا الاوسع مدى
يقع فى هذه الاشكالية كل الباحث و المربى والعالم والمخطط الاجتماعى والمسؤول السياسى على حد سواه.وقد يكون احد اسبابها سيادة نزعة انوية عند هؤلاء حيث انهم جميعا يتحدثون ويبحثون فى قضايا الشباب الذين يماثلون اوضاع ابنائهم حاضرا واوضاعهم هم ماضيا اى الشباب الذى يمثل صورة ذاتهم الا ان المسالة قد تكون اخطر من ذلك اذ تتركز على الاهتمام بهذا الشباب الجامعى لانه الوحيد الذى يملك قدرة التعبير عن قضاياه ومعاناته واماله من خلال خطاب لافت للنظر من ناحية وقابل للفهم والاستيعاب بسبب تماسك بنيانه وقوة منطقه من ناحية ثانية ولانه يشكا خطاب تحديا للعالم والباحث والمربي وتهديدا للمسؤول السياسى من ناحية ثالثة
نافذة
ويكمن مؤطن خطورة هذه النزعة الاختزالية فى ان الشريحة الكبرى من الشباب حوالى 80%هم غير الجامعيين تظل فى الظل لانها لا تملك قوة البيان اللافتةللنظر او المهددة لغتها وخطابها كما سنرى ياخذان حين لا يظلان مقموعين منحى حركيا سلوكيا او منحى الاختلاجات ذات النبرة الانفعالية الحادة وهى لغة تعتبر غير جديرة بالقراءة والاستيعاب والفهم واعطائها القيمة المستحقة فهى تحور بدورها وتشوهاذ تعتبر انحراف او جنوحا او شغبا او تخريبا سمها كما شئت.
تاتى محاولة هذه المقالة ضمن اطار رياضى واسع لتصحيح المنظور المنهجى والعام فى طرح قضايا الشباب فى المجال الرياضى والتعامل معها بحثا وتخطيطا بواقعية المخطط فنحاول ان نصوب هذا المنظور من خلال تجاوز الاختزالات التى اشرنا اليه فى بداية المقال وتتوسل هذه المحاولة التركيز على قضايا الشباب الذى اطلقنا عليه اسم شباب الظل او الشباب المهمش وتباين واقعه ومساره ومازقه الوجوديه وما يترتب عليه من اثار رياضية واجتماعية ومصيرية لا يجوز بحال تجاهلها
نافذة اخيرة
الشباب الجامعى والمتعلم عموما يمثل الشريحة المحظية من الشباب لاسباب عدة منها ما اشرنا له وهو اقتراب واقع هذا الشاب من واقع من يبحثون قضاياه ويهتمون بها ومنها قوة خطاب هذا الشاب الجامعى الذى يفرض نفسه .ولكن هناك اضافة الى ذلك عناصر ترجع الكفة بهذا الاتجاه اهمها حاجة المسؤلين والقيادين الاجتماعيين عموما الى استقطاب هذا الشاب الجامعى واسترضائهنظرا لم تتسم به الحركة الطلابية من قدرات تحريكية وقيادية على صعيد المجتمع فى مختلف احواله وقضايه الكبرى
خاتمة
فى مقابل ذلك ماذا نرى على صعيد الشريحة الكبيرة من الشباب العامل او شبه العامل مما اطلقنا عليه اسم شباب الظل او الشباب المهمش
على مستوى الاهتمام نرى انه شباب مجهول مطموسلا يحظى بالالتفات الكافى له او التركيز على قضاياهانه يكاد يكون ما عدا كونه طاقة عمل كمية مهملة او غامضة يشكل مصدر حزر وخشية بالنسبة للمسؤولين فهو يفتقر فى المقام الاول لهوية الفئة والانتماء الى الفئة ذات الاعتبار وهو الى ذلك لا يتمتعبهذه المكانة التى تجعل القيادات الاجتماعية والرياضية تتسابق الى استمالته واستقطابه . ويضاف الى ذلك انه محروم من فرص الانتماءالى المنظمات المتوفرة للفئات الطلابية كما انه محروم من فرص الارضاءاتالاجتماعية العامة التى تعطى حياته معناها وقيمتها لا احد يهتم بتطوير هذه الشريحة العريضة من الشباب وتامين التسهيلات المتوفرة للطلاب اليها ايضا انه يظل على الهامش ليس لكونه هامشيا بطبعه اومستواه بل لانه يتعرض لعملية تهميش مقصودة او شبه مقصودة
نواصل
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019