• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-23-2024
احمد الفكي

ضحايا السيرك الهندي و الفصل السادس

احمد الفكي

 0  0  2583
احمد الفكي
ضحايا السيرك الهندي و الفصل السادس
أوتاد - أحمد الفكي
من المواقف التي طُبعت في الذاكرة عندما كنا في ( سنة ساته الصديق ) أي الصف السادس و إن شئت فقل الفصل السادس مدرسة حلة حسن الإبتدائية النموذجية مارنجان السودان تسع لغات و العاشرة الإبتسامة ، حيث كان يُشار إلينا بالبنان دون الباع بسبب وصول (سنة ساتة ) التي منها يتم الانتقال إلى المرحلة المتوسطة .. مدرسة حلة حسن الإبتدائية كانت تحتوي على 12 فصلاً بمعنى أولى فصلين ، ثانية فصلين وهكذا إلى سادسة فصلين، كنا في سادسة الصديق و توجد سادسة الفاروق و المنافسة الأكاديمية بيننا على أشدها كل فصل يعتبر نفسه هو المميز ..
في ذات يومٍ كانت هناك ظاهرة إطفاء مصابيح الأعمدة التي تنير الشوارع التي تُزين مارنجان في المساء بلونها الأصفر المميز بسبب رمي الحجارة من بعض الافراد مجهولي الهوية.. المهم وصلت شكوى للمدرسة بأنَّ هناك تلاميذ يقومون بذلك الفعل .. ونحن في الصف السادس إذ دخل علينا وقتذاك في الفصل أكثر من ثلاثة معلمين قدَّموا لنا عرضاً جميلاً سال له لعابنا فحواه : توجد فرصة للذهاب إلى الهند لتعلم السيرك من لديه الرغبة أن يذهب إلى الهند لتعلم السيرك عليه أن يرفع يده و يسجل اسمه ، فكنت أنا و بعض زملائي منهم عمر أحمد أبو جمال و علاء الدين غاب عني اسم والده ولكن كنا نناديه ب (ود الداية) لأنَّ والدته كانت خريجة مدرسة الدايات . و سليمان حسن أحمد وموسى عبد القادر حربي، وأشرف مصطفى حسن والي ، وعادل الجيلي، هؤلاء الذين اذكرهم جيداً .. بعد أن تم تسجيلنا كشف لنا المعلمين المقلب الذي وقعنا فيه حيث تم تجريمنا بأننا ومع بعض التلاميذ من الفصول الأخرى عدا فصل سادسة الفارق حيث لم يسجل أي طالب منهم اسمه بعد أن كشف لهم احد الأساتذة المخطط الذي بموجبه سيعاقب به من يقع في الفخ .. بعد ذلك صدر في حقنا عقوبة الجلد ووقعت ( الجرسة و الصياح) ونحن بُرَآء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فكنا ضحية لمقلب السيرك الهندي .. تذكرت الفصل السادس بسبب الهجمة الشرسة على الفصل السادس ( ميثاق الأمم المتحدة) الذي طالب به رئيس مجلس الوزراء د/ عبد الله حمدوك . وهي هجمة ليس في محلها وهو خير من الفصل السابع ( ميثاق الأمم المتحدة) الذي كان فى العهد البائد وهنا معلومة بسيطة عن الفصلين .
يحتوي الفصل السابع في الميثاق على 13 مادة تبدأ بالمادة التاسعة والثلاثين وتنتهي بالمادة الحادية والخمسين تحت عنوان 'فيما يتخذ من الأعمال في حالات تهديد السلم والاخلال به ووقوع العدوان . أما الفصل السادس فهو يأتي 'في حل المنازعات حلا سلمياً وفية ست مواد تبدأ بالمادة الثالثة والثلاثين وتصل الى المادة الثامنة والثلاثين.
الفصل السابع فيه يجيز استعمال القوة خلاف الفصل السادس و إليكم بعض النماذج التي تم فيها تطبيق الفصلين :
جاء في القرار الدولي رقم 1701 والخاص بالعدوان الإسرائيلي على لبنان والصادر عن مجلس الأمن جاء تحت أحكام الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة الذي يعني عدم استعمال القوة في تنفيذ بنوده... في حين كان هناك من يدعو إلى أن يندرج تحت أحكام الفصل السابع الذي من شأنه استعمال القوة المسلحة... والفرق بين البندين واضح فالقرار رقم 687 مثلا بشأن احتلال العراق للكويت كان تحت الفصل السابع وهو ما أعطى تفويضاً دولياً باللجوء إلى القوة العسكرية لتحرير الكويت، بينما القرار 425 الصادر أيضا عن مجلس الأمن بخصوص لبنان عام 1978 الذي نص على انسحاب إسرائيل من لبنان فوراً لم ينفذ لأنه أتى تحت البند السادس، وكأن القرار صدر لكي لا ينفذ، ومعظم القرارات المتعلقة بإسرائيل تقع في الفصل السادس وبالتالي لا يحق لأحد استخدام القوة ضدها... وعندما يصدر أي قرار عن مجلس الأمن تحت البند السابع عن الميثاق يكون ملزماً لكل الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة وهو ما فسره عدد من رجالات السياسة والقانون بأنه شكل من أشكال 'التدخل الدولي' ولكن تحت مظلة الأمم المتحدة التي صار اللاعب الأكبر فيها هو الولايات المتحدة الاميركية بعد سقوط نظام الثنائية القطبية عام 1990 - 1991 وتفكيك الاتحاد السوفيتي... وهذا التدخل شبهه الأمين العام السابق للأمم المتحدة الأسبق المصري بطرس غالي بدور الشرطي الذي لا يستطيع أحد أن يعترض على تدخله.. في العهد البائد كانت الأزمة بين السودان والمجتمع الدولي بعدما قرر مجلس الأمن نشر قوات دولية في دارفور أجاز لها استخدام القوة وفقا للفصل السابع من الميثاق، متجاهلا معارضة حكومة الخرطوم القاطعة والشديدة له، وبقرار يحمل الرقم .1706 يحتوي الفصل السابع في الميثاق على 13 مادة تبدأ بالمادة التاسعة والثلاثين وتنتهي بالمادة الحادية والخمسين تحت عنوان 'فيما يتخذ من الأعمال في حالات تهديد السلم والاخلال به ووقوع العدوان'. أما الفصل السادس الذي يستنكره أعداء الثورة فهو يأتي 'في حل المنازعات حلا سلميا' وفية ست مواد تبدأ بالمادة الثالثة والثلاثين وتصل الى المادة الثامنة والثلاثين. ليس فيه فقد السودان لسيادته . علماً أنَّ السودان عضواً في الأمم المتحدة ومن حقه طلب المساعدة حتى تتم مرحلة الفترة الإنتقالية لتأت صناديق الإقتراع و يلبس السودان ثوب الحكم الديمقراطي الذي ثار من أجله و أسقط حكم البشير الذي دام ثلاثة عقودٍ كان ختامها حالة الفساد التي ادت لانهيار الإقتصاد السوداني .
* آخر الأوتاد :
إلى الذين لا يعجبهم رئيس الوزراء د/ عبد الله حمدوك ، ينطبق عليهم قول الشاعر :
لم يجد في الورد عيباَ فقال له يا أحمر الخدين
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019