• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
محمد عبدالماجد

مع غادة السماني واحمد مطر

محمد عبدالماجد

 0  0  2088
محمد عبدالماجد
■ صابنها | محمد عبدالماجد | خليك في البيت

مع غادة السماني واحمد مطر


# الحصة الصباحية /
في واحد وقعت فيه (صاقعة)...ضرب لي ناس (الكورونا) ....قال ليهم وقعت فيني صاقعة.
ناس الكورونا قال ليه نحن علاقتنا بالصاقعة شنو؟.
قال ليهم وقت ما عندكم علاقة بالصاقعة..مالكم كل 24 ساعة بتقولوا في حالتين جديدتين.
خليك في البيت ..سلامة الوطن في سلامتك.
..............
• قرأت لغادة السمّان في (غربة تحت الصّفر) هذا الكلام ...اعجبني ورأيت ان اطرحه عليك.
• القراءة هي الوسيلة الوحيدة التي تقدم لك (التجربة) لتعيشها دون ان تكون طرفا فيها.
• الحرف اقدر علي ان ينقل لك (الحدث) وان يجعلك تتفاعل معه ...كأنك جزء منه.
• خلصت بهذا الشيء وانا اقرأ لغادة السمّان...وبعض الكاتبات اقدر علي (التصوير) من الكتّاب.
• المرأة امهر في الحياكة والطباخة .....والكتابة.
• شعريا نقف عند سعاد الصباح وروضة الحاج وهن يصنعن بالحرف منطقة حياد غريبة ...دون ان يضعن عبارة (للنساء فقط).
• في الرواية ...ما اجمل كتابات غادة السمّان واحلام مستغانمي.
• راجعوا هذه الكتابات ..واقرأوا معي هذا الفصل الذي خطه قلم غادة السمّان.
• وغادة تكتب.
• (في الغربة ، تصير العين انتقائية، وتأجج مشاعر الحسد الوطني والغيرة القومية، وتلتهب غزيرة المقارنة.
• وكل حاضر يذكرك بغائب. وكل رفاهية هنا تذكرك بفقر هناك. كل استرخاء هنا يذكرك بتوتر هناك. كل حركة تصير ذات مدلول بعيد حاد الايقاع).
• انظر الي تصوير (الغربة) بهذا الكيفية (المتغربة)..اعجبني هذا الاكتشاف عند غادة السمّان وهي تقول ان العين في الغربة تصير اكثر انتقائية.
• هذه حقيقة ....لذا في الاسفار والتغرب ...علم ومعرفة واستكشافات لا تمنح لك المقاعد الساكنة.
• عودوا معي الي غادة وهي تحكي في (اقصوصة) متحركة.
• تقول غادة السمّان:
• (تجلس أمامك في القطار سيدة ليس فيها ما يلفت النظر غير الكتاب الذي تطالعه، تكف عن التحديق المسترخي إلي الاشجار والبحيرات، وتحدق إلي غلاف كتابها متوترا، إنه يتحدث عن اصول تربية القطط، تفكر بألم : كيف يجب ان تكون حياة هذه السيدة مستقرة ومسترخية لتقرأ كتابا كهذا وتحسن تربية قطتها؟! حسنا.. وماذا في ذلك ؟ ليست جريمة ان تحب القطط. بلي ، انها لجريمة ان تهتم بحية القط ولا نبالي بموت الانسان. بعد ان تحاكمها ، تحاكم نفسك: انك تغار منها . هذا كل شيء. تغار من كل انسان بسيط يعيش حياة هادئة بعيدة عن العنف والتعقيد ، وتريج ان تزج به في عالمك المتأجج بالعذاب والدراما. تؤكد لنفسك: ليس من حق انسان ان ينعم بالخدر ، ويحيا انسان آخر في الخطر والحذر علي الكوكب نفسه. ليس من حق أحد أن يزرع الزنبق بدلا من القمح ما دام ثمة مخلوقات جائعة علي وجه هذا الكوكب . ها انت تتذرع بالانسانية لتغطي غيرتك من إمرأة تقرأ بشهية كتابا عن القطط ، لا عن الحرب العالمية الثالثة او الحرب في الشرق الاوسط).
• ...ما اسعد هذه (القطة) التي تحظي بكل هذا الاهتمام ...لدرجة ان غادة السمّان تكتب عنها.
• اخيرا في هذه المساحة اتوقف عند غادة السمّان في هذا المنعرج الي ان نعود لها مرة ثانية.
• تقول غادة السمّان:
• (المحبة وردة ، والمحبة طعنة خنجر ، اذا اسيء استعمالها.
• المحبة نار ، تضيء او تحترق ...وكم من آباء احرقوا اولادهم، وهم يتوهمون انهم (ينيرون) لهم درب المستقبل.
• حكاية ذلك الشاب تلخص المأساة.
• طالب في الجامعة ، سنة اولى طب دونما حب، رسب فانتحر , حكاية كلاسيكية . الأم تريد ابنها طبيبا لتتباهى به ، والاب يريده كذلك، فابنه (العبقري) لا تليق به مهنة أخرى ، وشريكة المستقبل ستطالبه بأن يكون طبيبا لتضمن البيت والسيارة والخادمة ومعطف الفراء والخاتم الماسي والي اخره...والمسكين كان يعشق التمثيل ،ولكن من يبالي بمشاعر (الصغار) الذين يجهلون مصلحتهم – بالتأكيد - ، ومن يرضى بمهنة (الفن) الخطرة كمقامرة ، بديلا عن عرش الطبيب؟).
• بهذا الفهم ...ينظر الكثيرون الي (الفن).
• باعتباره عيب...او هو ليس مهنة اولاد ناس.
• المشكلة ليس في الناس واولياء الامور ...المشكلة ...ان (الدولة) نفسها تنظر علي الفن علي انه (لهو ولعب).
• المهم....(ما عاوز ادخل ليكم في التفاصيل).
• واطول ليكم في الموضوع.
• سئل احمد مطر عن مساحات الحزن والاحباط الكبيرة في شعره..وعن تمدد الوجع في قصائده..دون ان تكون هناك مساحة للفرح.
• كانت اجابة مطر علي هذا النحو: (اذا بدت مساحة الحزن والغضب أوسع، فلأنها مبسوطة علي مقاس خيمة الكدر والأوجاع. وما أوسع هذه الخيمة..ليس اليأس ما يحركني، بل الشعور بالمأساة، وهو ما يجعلني أوزع صوتي علي الجهات الأربعين، محذّرا ومستنجدا ومستنهضا الهمّة للانعتاق.وأن تشعر بالمأسأة فذلك دليل علي أنّك واعٍ، وأن تتحرك لمواجهتها فذلك دليل علي أنّك حي..فأي فأل أطيب من هذا؟.
• ويضيف مطر قائلا: أم أنّ عليّ أن أطلّ علي حريق روما، مستمطرا قيثارتي ألحان الفرحة، حتي يقال أنني "متفائل" ؟! لقد فعل "نيرون" هذا من قبل لكنّ التاريخ لم يمنحه سوى قميص مستشفى المجانين!.
• هكذا يقول مطر الذي اثبت لنا ان التاريخ يعتبر (التفاؤل) نوع من الجنون.
• ندخل من بعد الي نماذج من لافتات احمد مطر...لافتات وضع فيها كل الحياة وان بدأ الموت منها.
• انظروا لهذه الحالة:
صباح هذا اليوم
أيقظني منبه الساعة
وقال لي: يا ابن العرب
قد حان وقت النوم!
• هذا التناقض عجيب...تستيقظ لتنام..كأن ذلك هو واقعنا اليوم..واقع العرب بشكل عام...لا نستيقظ إلا للنوم.
• وهذا تناقض اخر.
كنت اسير مفردا
أحمل أفكارى معي
ومنطقي ومسمعي
فازدحمت من حولي الوجوه
قال لهم زعيمهم: خذوه
سألتهم: ما تهمتي؟.
فقل لي : تجمع مشبوه
• هذا الفرد كان تجمعا مشبوها لأنه كان يحمل معه افكاره ومنطقه ومسمعه..وكل هذا الاشياء في الوطن العربي (محظورة).
• وتلك معادلة اخري:
كلب والينا المعظم
عضني، اليوم، ومات!
فدعاني حارس الأمن لأعدم
بعدما أثبت تقرير الوفاة
أن كلب السيد الوالي تسمم!
• يبقي احمد مطر صاحب تخصص نادر في الشعر العربي وهو قد اتخذ طريقا لا يشاركه فيه احد.. وتميز تشريح الواقع العربي وفي تقديم قضايا مسكوت عنها وطرحها عبر (الشعر) في ايجاز مؤثر وقوي.
• ومن دون شك ان كلمات احمد مطر الشعرية ..نالت شرف اصلاح كثير من الاوضاع وكانت لافتاته تلك تقوم بدور نفتقده في الوطن العربي..ويفتقده الشعر العربي بشكل عام.
• تميز احمد مطر لم يكن فقط بسبب هذه القضايا التي يطرحها ويعلاجها..وانما كان تميز احمد مطر في هذه الطريقة التي يكتب بها..وهي طريقة (اللافتات) التي يختزل بفضلها الكثير من المسافات وان كان يمضي بعيدا.
لي صاحب يدرس في الكلية الطبية
تأكد المخبر من ميوله الحزبية
وقام باعتقاله حين رآه مرة
يقرأ عن تكوين "الخلية"
....
وبعد يوم واحد
أفرج عن جثته بحالة أمنية:
في رأسه رفسة بندقية
في صدره قبلة بندقية!
في ظهره صورة بندقية!
لكنني
حين سألت حارس الرعية
عن أمره أخبرني
أن وفاة صاحبي
قد حدثت بالسكتة القلبية
• تري كم الذين يموتون بالسكتة القلبية نفسها؟.
• السكتة القلبية التي عرفها احمد مطر...ليست السكتة القلبية التي يعرفها الطب.
• وتلك حالات اخري...مثبتة في الوطن العربي
بالتمادي يصبح اللص بأوربا مديرا للنوادي
وبامريكا زعيما للعصابات وأوكار الفساد
وبأوطني التي من شرعها قطع الأيادي
يصبح اللص
...رئيسا للبلاد
• من اروع قصائد احمد مطر والتي قدم فيها سرد ذكي جدا دون ان يدخل في تفاصيل.
زار الرئيس المؤتمن
بعض ولايات الوطن
وحين زار حينا
قال لنا:
هاتوا شكاواكم بصدق في العلن
ولا تخافوا أحد..فقد مضي ذاك الزمن
فقال صاحبي"حسن"
يا سيدي أين الرغيف واللبن؟ وأين تأمين السكن ؟
وأين توفير المهن؟
وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟
يا سيدي لم نر من ذلك شيئا ابدا
قال الرئيس في حزن:
أحرق ربي جسدي
أكل هذا حاصل في بلدي؟!!
شكرا علي صدقك في تنبيهنا يا ولدي
سوف تري الخير غدا
....
وبعد عام زارنا ومرة ثانية قال لنا:
هاتوا شكاواكم بصدق في العلن.
ولا تخافوا أحدا فقد مضي ذاك الزمن
لم يشتك!
فقمت معلنا:
أين الرغيف واللبن؟
وأين تأمين السكن؟
واين توفير المهن؟
واين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟
معذرة يا سيدي
• ..وأين صاحبي "حسن"
• على كل حال ليكم ولي غيركم اعملوا فيها ما سمعتوا حاجة.
• ما تشتغلوا بي كلامي دا.
• احفروا ليه قبلو.
• وادفنوه.
• ...........
متاريس
• ما عاوزين نرجع تاني لي حتة (واين صاحبي حسن).
• قفلوا على كدا.
• اعملوا شير.
• ......
• الصبة الاخيرة / اتخيلوا لو (النبق) طعمو بقى متل (الملاخية) – الجديد في كدا شنو
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد عبدالماجد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019