• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-18-2024
عبدالله القاضي

لا تزيَّفوا بطلاً جديداً.... يا شعب الهلال العظيم .. !!!

عبدالله القاضي

 1  0  2365
عبدالله القاضي
لا تزيَّفوا بطلاً جديداً.... يا شعب الهلال العظيم .. !!!

• أسهل ما يكون في السودان هو أن يزيَّف الناس أبطال !!! نعم الناس في بلادي يعشقون تزييف الأبطال !! كل مؤهلات ذلك فقط على البطل أن ينثر بعض الدولارات والجنيهات في الهواء ثم ينتظر أياما قليلة ليزيفونه بطلا يشار إليه بالبنان وتطارده الكاميرات والفضائيات والأرضيات والصحف والمطويات وتجده محل تقدير الناس وحديث المدينة وإذا ظهر في مكان ما وكأنما هبط على المكان وأهله ليلة القدر !! والمصيبة أننا نحن المزيفون نصدق أنفسنا والمصيبة الكبرى أن البطل المزيَّف نفسه يصدق أنه بطل ويتصرف على هذا الأساس لفترة من الزمن يخدع فيها نفسه ويخدع الذين زيفوه من المنتفعين والانتهازيين حتى إذا جاء الحق وزهق الباطل وجدوه سَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا !!
• أربط هذا الكلام سياسيا ورياضياً بما يفعله بعض الساسة وأهل الرياضة بكل وسائلهم وأدواتهم الاعلامية الضخمة المتوفرة في يد كل شخص هذه الأيام عندما يصورون لنا بعض الأشخاص ويمنحونهم حجما كبيرا ويسبغون عليهم معاني البطولة والتضحية ، ويجعلون من أعمالهم النضالية حسب وصفهم أمجادا تخلد ذكراهم، بينما هي في الأصل لا تتعدى بعض الأعمال العادية والطبيعية مع كثير من الشوفونية والتزييف والتدليس والكذب الصريح !!
• مثلا أهل السياسة اليوم يهللون ويكبرون ويستبشرون ويرقصون فرحا ومنهم من يذبح الذبائح بمجرد أن تم اختيار فلان وزيراً أو علان واليا أو مسؤولا في أي موقع وفي ظنهم أن هذا الشخص العبقري أو البطل المزيَّف سوف يغير من الوزارة ويجعلها أفضل مؤسسات الدولة وأن هذا الوالي سيجعل من ولايته جنة الله في الأرض بينما الحقيقة الغائبة عن الجميع ولا أدري هل بقصد أم بغير قصد أو بجهل أم بغباء ... أن الشخص مهما بلغ من العبقرية والذكاء وحمل أكبر الشهادات العلمية واكتسب خبرات عالمية لا يمكنه أن يخلق من الفسيخ شربات بمفرده .... إذا كانت كل مؤسسات الدولة منهارة ولا توجد بنية تحية لأي مؤسسة في الدولة فماذا يفعل الوزير وهو في أعلى الهرم وتحته الوزارة كلها على شفا حفرة ؟! كيف ننتظر من الوالي أن ينهض بولايته بينما لا توجد مؤسسية ولا بنية تحتية في إدارة الدولة أو الوزارة أو المؤسسة !
• مشكلتنا الآن هو إيجاد هوية وفلسفة ومنهجية جديدة لبناء الدولة ومؤسساتها وفق أسس البناء الجماعي وليس الفردي ... مثلا بنظام اللجان ووضع الخبراء في كل لجنة حسب اختصاصاتهم اللجنة الاقتصادية واللجنة الادارية واللجنة القانونية واللجنة الصحية ولجنة التعليم واللجنة الأمنية واللجنة الزراعية واللجنة الصناعية وووالخ ثم تقدم هذه اللجان تصوراتها للشعب من خلال المجلس التشريعي لتتم الموافقة وبذلك يكون اساس هذه الدولة قائم على مؤسسات الدولة الثابتة والمستقرة في اطار القانون وليس الاطار الشخصي للمسؤولين او الاحزاب المتنفذة والمصالح الخاصة.
• وبالمناسبة هذه اللجان يجب أن تكون فيها خبرات أجنبية ومن كل الجنسيات طالما أننا فشلنا بأنفسنا حتى في إيجاد طريقة في كيفية توزيع الدقيق على المخابز أو الوقود على محطات البترول!!
• منذ أكثر من عشرة سنوات وضعت بعض الدول العربية والأفريقية والآسيوية خطط طويلة الأجل لتطوير بلدانها بعضهم اختار 2025 وبعضهم اختار 2030 ودول حددت 2035 وأخرى 2040 بل هناك دول حددت خطتها للتطوير 2050 بينما الكيزان أصحاب المشروع الحضاري لثلاثين عام كانوا يخططون ويبدعون في نهب وسرقة مقدرات الدولة والشعب وقد نجحوا فيها بامتياز!!
بالكو
• المقدمة السياسية مدخل للحديث عن الحراك الثوري الذي يشهده الهلال هذه الأيام ليس بجديد على شعب الهلال المعلم الذي لا تبطره بعض المساحيق التي يضعها الابطال المزيفون الذين أتت بهم الصدفة أو الانتهازية في إدارة نادي الهلال !!
• منذ عهود سابقة ونحن في الهلال نُزيف بعض الأبطال ونخلق منهم زعماء ورؤساء فوق العادة بينما لو كنا حَكمَنا عقولنا وكل حواسنا وتدبرنا كما أمرنا الله في آياته (( أفلا تعقلون أفلا تتفكرون أفلا تبصرون أفلا تسمعون أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )) لتجنبنا صناعة تزييف الأبطال .... شخصيا لم اقتنع يوما مثلا بأداء أكثر من 40 رئيس في تاريخ الهلال ومع احترامي الكامل وتقديري لما بذلوه من جهد ومال لكن كان بدون فكر أوتخطيط وبدون مؤسسية ولو أن أي رئيس من هؤلاء الزعماء رفع طموحه وبصره إلى الأعلى و" بص " على الجيران لشاهد النادي الأهلي المصري ونادي الزمالك والترجي والنجم, أو الأندية الحديثة كالرجاء و مازيمبي أو اشانتي أو فيتا كلوب وكلها أندية تأسست بعد الهلال ولو كان أحد هؤلاء الزعماء حصيفا ويعرف كيف يستشرف المستقبل لفكر في التطوير وحدث نفسه أن يكون الهلال مثل هذه الأندية في المؤسسية والإدارة والاستقلالية بعيدا عن جيوب المحسنين من الأبطال المزيَّفون!!
• هل كان ينقص البابا أو قاهر الظلام أو الأرباب أو حتى هذا الذي لا يملك فكرا مثل الكاردينال أن يجعل من الهلال نادي مؤسسي لولا أنهم جميعهم كانوا محاطين بخبراء التزييف والتطبيل ؟!
• اشاهد هذه الأيام بطل جديد يتم تزييفه من بعض الأهلة ورغم إيماني بهلاليتهم وحبهم لناديهم لكن عيبهم الوحيد أنهم لا يتدبرون ولا يتعلمون من تجاربنا السابقة في صناعة وتزييف الأبطال !!
• مثلما رفضت أسلوب البابا و الأرباب والبرير من قبل وأرفض حاليا أسلوب الكاردينال ثم وقفت بشدة في وجه صديقي الحميم صابر الخندقاوي عندما حاول البعض أن يزيفوا منه بطلا يقود الهلال مع أنني كنت سأكون أقرب الناس إليه لو أصبح رئيسا للهلال لكنني أعلم تماماً أنه لا يملك أيا من مؤهلات القيادة !!
• الحراك الهلالي لو كان سيأتي ببطل مزيف مثل الخندقاوي أو الكوارتي رغم هلالية الأخير التي لا خلاف عليها فسوف نلف وندور في نفس الحلقة فلن يتغير الوضع ... حراك بدون برنامج وبدون خطط واضحة وبدون فكر مدروس ومعايير تتسم بالجدية والمسؤولية ومتفق عليها لإدارة النادي بطريقة مختلفة لن تأتي بأفضل من عبثية تجارب الأبطال المزيَّفون الذين حكموا الهلال . اعتراف الكوارتي بأنهم من أتوا بالكاردينال وأنهم " اتغشوا فيه" أهديه لمن يريدون أن يغشونا فيه !!
• كشف الحساب الرسمي لنادى ريال مدريد أن بوتراجينيو مدير العلاقات المؤسسية قام باستقبال وفد النادي الأهلي خالد مرتجى عضو المجلس ، محمد فضل مدير التعاقدات ، حسام غالى منسق قطاع الكرة و أمير توفيق مدير التسويق ... طبعا ليس بينهم رئيس أو بطل مزيف يريد أن يلتقط الصور إنما هدفهم الوحيد هو الاستفادة من إمكانيات ريال مدريد لتطوير النادي الأهلي!! ويجي واحد يقول ليك لازم نغلب الأهلي!!
• الثورية والهتافات الحماسية لن تؤسس نادي حديث ولن تديره ... كما أن لجان المقاومة لا يمكنها إدارة دولة !!
أخيرا أقول كما قال الفيتوري رحمه الله ....
وأنا من ؟ سوى رجل واقف خارج الزمن
كلما زيَّفوا بطلا .... قلت : قلبي على وطني!
الدوحة : 10-02-2020
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله القاضي
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019