• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
كمال الهدى

ضيعوا الفرصة

كمال الهدى

 0  0  2329
كمال الهدى
تأمُلات
كمال الهِدي |
ضيعوا الفرصة


· مهم جداً أن نعي الدروس حتى لا نستنسخ أخطاءنا بهذا الشكل المخجل.
· فكرة القدم كما ذكرت في مقالين قبل مباراة الأمس ليست مجرد (فتونة) و(صعلقة) كما سوق لها بعض من لا علاقة لهم بها، فصدقهم البعض وظنوا أن نستطيع تحقيق ما نريد بالقوة.
· بالأمس كان الهلال قاب قوسين أو أدنى من التأهل لكننا أضعنا الفرصة بسبب الشحن الزائد والتحريض على العنف وغباء مجلس الهلال.
· إحدى أكبر مشاكل هذا السودان أن فيه من الإبتذال والاستهبال ما يكفي.
· وما لم نكف عن ذلك لا يمكن أن ينصلح حالنا أو تقوم لنا قائمة.
· كل من يريد أن يصنع لنفسه شعبية، سياسياً كان أو مسئولاً رياضياً أو إعلامياً يسعى لجر هذه الجماهير عبر مخاطبة عواطفها.
· ويفوت علينا دائماً أن هؤلاء الملايين الذين يشجعون أندية الكرة ليسوا جميعاً بروفيسورات في الجامعات أو أطباء ومهندسين ورجالاً ناضجين.
· ففيهم صغار سن متحمسين يسهل جداً أن تقودهم إلى الطريق الخطأ.
· وبينهم ضعيفي مؤهلات وخبرات بالحياة، وفيهم وفيهم.
· وللأسف جر مجلس الهلال بـ (حركته) المبتذلة (قلة) من هؤلاء إلى ما ظللنا نحذر منه.
· فالخاسر الأول والأخير مما جرى بالأمس هو الهلال نفسه.
· ولو كان هذا المجلس قيماً على النادي وحقوقه ومكتسباته لما أعلنوا على الملأ رفضهم لحكم مباراة الأمس، ولخاطبوا الكاف بما يريدون دون كل ذلك الضجيج والتهويل الإعلامي الرخيص.
· لكنهم اعتمدوا على الأكاذيب والتحريض وخداع الجماهير من أجل الكسب، ولم يكن همهم الهلال ولا الحفاظ على حقوقه كما يدعون.
· ويكفيكم الترويج لفكرة أن النجم الساحلي تواطأ مع الأهلي وخسر أمامه في القاهرة، بالرغم من أن النجم نفسه لم يكن قد ضمن التأهل وقتها.. يكفيكم ذلك لتعرفوا مدى الاستهبال وعدم الدراية بما يتم تناوله في هذا البلد.
· الحكم الذي شاهدناه بالأمس قدم أداءً أفضل من إداريي ومدرب ولاعبي الهلال الذين خاضوا المباراة.
· قلنا مراراً أن الشحن ستكون عواقبه وخيمة على الهلال.
· وحذرنا الجماهير من الاستجابة للحملات المبتذلة.
· والجميل في الأمر أن غالبية جماهير الهلال شجعت برقي، حتى بعد هدف الأهلي.
· انصرفت الغالبية للهتاف المُحفز وآزرت لاعبيها.
· لكن تشابكت عوامل أخرى عديدة لتؤدي لذلك المشهد المبكي.
· فقد أهدر مدرب الهلال وقتاً ثميناً في (خندقته) المعهودة دون مبرر منطقي.
· ولو لعب الهلال الشوط الأول بنفس طريقة أدائه في الدقائق الأخيرة لسجل هدفاً مبكراً، ولحقق المطلوب، ولما تابعنا تلك المشاهد المحزنة.
· بدا بعض لاعبي الهلال متوترين بشكل مفرط يؤكد على ما رددته في هذه الزاوية كثيراً بأن لاعبينا لا يستفيدون من سنوات ركضهم في الملاعب.
· أقول دائماً أن مصطلح (فلان لاعب خبرة)، لا مكان له بيننا.
· والصحيح هو القول أن فلاناً ركض لسنوات طويلة في الملاعب.
· فتصرفات السمؤال وأطهر والشغيل بالأمس أوضحت بجلاء أن غالبيةلاعبينا لا يفكرون بعقولهم ولا تضيف لهم الأيام أي خبرات.
· وقد لعب إعلام التطبيل والتهليل للإداريين دوراً سالباً في تجهيل هؤلاء اللاعبين بالتحريض الغبي.
· بدلاً من أن يحتجوا على الحكام في مخالفات أوضح من شمس الضحى يفترض أن يسخر هؤلاء اللاعبون وقتهم في تعلم التكنيك في التعامل مع الكثير من الحالات.
· فحتى يومنا هذا لا يعرف غالبيتهم طريقة الإنزلاق الصحيحة على الكرة.
· لم يُعلمهم مدربوهم أن المدافع يمكن أن ينزلق حتى داخل خط الـ 18 ياردة بدون أن يلامس قدم اللاعب المنافس لو أنه دفع بباطن قدمه بإتجاه الكرة لحظة الإنزلاق.
· وفي مثل هذه الحالة لن يحتسب الحكم مخالفة أو ينذر أياً منهم.
· لكن لا يعقل أن يتداخل السمؤال وأطهر بـ (المقص) على ركب المنافسين، ثم يحتج الواحد منهم بعد ذلك على المخالفة أو البطاقة الصفراء.
· لو كان حكم الأمس ظالماً كما صوروه لما أكمل السمؤال المباراة.
· والغريب أن مدربه لم يفكر في سحبه بالرغم من أنه كرر مخالفاته الغبية أكثر من مرة.
· لم يتوقف احتجاج لاعبي الهلال على الحكم طوال المباراة وأثناء لحظات التوقف وحتى بعد إطلاق صافرة النهاية.
· ولا أفهم حتى اللحظة على ماذا كانوا يحتجون.
· لكن ماذا نقول في التربية الخاطئة والتطبيل والخداع الإعلامي الذي يمارسه الكثيرون برضاء تام من بعض جماهير الكرة في البلد.
· أضف لما تقدم التعامل الأمني غير الحكيم.
· فمشهد تلك القوات الهائلة التي طوقت الملعب أحزننا بدرجة لا توصف.
· أدمعت عيناي ليس حزناً على الهزيمة، وإنما لأنهم قدمونا للعالم بصورة سالبة لا نستحقها.
· فأيام غليان الثوار وتلك الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها قوات قوش في حق المتظاهرين لم نشاهد مثل هذا.
· فما الداعي لكل ذلك بالله عليكم لمجرد أن مشجعاً أو اثنين دخلا لأرضية الملعب!!
· مثل هذه المشاهد نتابعها حتى في مباريات ريال مدريد وبرشلونة.
· وكان يكفي فقط دخول رجلي أمين لإخراج ذلك المتفلت المشحون بغباء دون أن نعطي مثل هذا الانطباع الخاطي، أو نفتح المجال للاعبي الأهلي لإستغلال الظرف بأقصى ما يمكن.
· ولا يفوت عليكم أن قوات الأمن ساهمت في إطالة أمد التوقف وبالطبع لم يكن ذلك في مصلحة الهلال المتأخر حينها.
· صحيح أن سلامة اللاعبين والحكام والجماهير نفسها فوق كل اعتبار.
· لكن كان بالإمكان تحقيق هذا الهدف بقليل من التعامل الحكيم، سيما أن غالبية الجماهير كانت منصرفة بكلياتها للتجشيع.
· عندما نقلت لنا الكاميرا تلك اللحظات قفزت لذهني تلك الصورة التي جمعت الوزيرة ولاء البوشي مع الكاردينال، فقلت لنفسي " يا تُرى حزنت البوشي مثلنا لذلك المشهد، أم أنه مر عندها مرور الكرام"!!
· هل تعلم البوشي الوزيرة (الثائرة) أن من التقطت مع الصور وهي غاية الأريحية أساء هو ومجلسه للثورة التي أتت بها من أمريكا!
· فهذا الرجل غير الثوري ومجلسه الفاشل سبب كل الأذى الذي وقع علينا بالأمس وفي سابق الشهور والسنوات.
· ولو تصرفوا بذكاء وحنكة الإداريين الذين يستحقوا أن يترأسوا أنديتنا الكبيرة لما حدث كل ذلك، ولفاز الهلال على الأهلي بكل سهولة.
· يخلقون المشكلة، ثم يتظاهرون بعد ذلك بحرص زائف على هدوء الأوضاع.
· رأيناهم بالأمس يضيفون المزيد من الصور القبيحة للمشهد بنزول أبي كلابيش وآخرين لأرض الملعب، والإدعاء بأنهم يعملون على تهدئة اللاعبين.
· الهدف طبعاً هو الظهور أمام الكاميرات لا غير.
· ولو كانت التهدئة همهم لما أججوا المشاعر بقراراتهم وتصرفاتهم الصبيانية وحديثهم السالب المستمر عن حكم اللقاء.
· ولعرفوا كيف يملأون اللاعبين ثقة في أنفسهم، ولحثوهم على الهدوء والتركيز على الكرة، بدلاً من هذه (الهواجة) التي رأيناها من بعضهم.
· لا يعقل أن تشحن لاعبيك وجماهيرك، ثم تأتي لتحاول تهدئة الأوضاع بعد خراب سوبا.
· راسلني بالأمس الصديق المريخابي (جنابو) عادل مأمون قائلاً أن الهلال فقد فرصة التأهل يوم أن خسر مباراته أمام النجم بالخرطوم التي لو وجدت الإهتمام اللازم، ولو لم يستهين الجميع بها لكسب الهلال نقاطها الثلاث ولسهل مهمة الأمس كثيراً.
· وكان ردي على ود المأمون أن القوم انشغلوا دائماً بالتطبيل لرئيس النادي يا عزيزي، ولم يكن لديهم الوقت للإهتمام بفريق الكرة أو مباراة النجم.
· وقد رأينا كيف أن جريدة النادي - التي اعترضنا منذ البداية على صدورها في هذا الوقت- تركز على تحركات وسفر وجولات الكاردينال، أكثر من انشغالها بفريق الكرة وتجهيزه معنوياً لاستحقاقاته.
· لم يأت علينا يوم إلا ووجدنا له صورة أو صورتين على صدر الصفحة الأولى ومقالات ومانشيتات تطبيلية في الأخيرة أو الصفحات الداخلية، فمن أن يأتون بالوقت لدعم فريق الكرة كما يجب!!
· لو لعب الهلال مباراة الأمس خارج الوطن لكسبها بكل سهولة.
· فمن المسئول في مثل هذه الحالة بالله عليكم!
· ألا تقع هذه المسئولية على مجلس الهلال وإعلام التطبيل الذي بدلاً من تهيئة الأجواء المؤاتية وتحفيز اللاعبين وتر الجميع بما فيهم هؤلاء اللاعبين!
· وعلى ذكر عادل مأمون ضابط الشرطة المحترم الذي أُحيل للمعاش دون مبرر نسأل: لماذا لم تعيد حكومة الثورة حتى اللحظة الضباط المؤهلين ذوي الخلق القويم والسلوك المهني الذين صرفتهم حكومة (الساقط) عن الخدمة!!
· صدقوني لو تواجد أمثال هؤلاء لتغيرت أمور كثيرة على الصعيد الأمني.
· لكن تتكرر الدعوات لإعادتهم وزملائهم في القوات المسلحة لوظائفهم دون أن يكترث دكتور حمدوك وحكومته بذلك.
· وزراء حكومة الثورة يضيعون وقتهم في لقاءات مستفزة برموز النظم السابق وبعض المستفيدين من فساده، فيما (يضربون طناش) تجاه قضايا الثوار الحقيقيين.
· لا أجد سبباً واحداً للتلكؤ في إعادة ضباط مفصولين إما لعدم انتمائهم لحزب اللصوص أو لمشاركتهم الفاعلة في ثورة ديسمبر العظيمة التي يسيء له الكثيرون بعدم ارتقائهم لمستوى تضحياتها.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019