• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
كبوش

البرير يعالج سرطان “قنوفة” ببندول الصحفيين

كبوش

 0  0  2088
كبوش
البرير يعالج سرطان “قنوفة” ببندول الصحفيين
نوفمبر 26, 20190
# قبل يومين اثنين، سلطت الضوء على بعض ما يعانيه أي مستثمر زراعي قصد الاستثمار على أرض من أراضي ولاية سنار، وقلت إن الأزمة قديمة ومتجذرة وتتحمل الحكومة جزءا منها ولم أعف إنسان سنار نفسه بمكوناته المتباينة منها، الأزمة ثقافية في ظاهرها وباطنها وتنطوي على الكثير من التجاوزات التي لا ينبغي السكوت عليها أو تجاوزاتها.. تتبدى هذه التجاوزات في العلاقة المتوترة أصلا بين من يملك وهو المستثمر.. ومن لا يملك من قيمة الأرض وعمارها إلا الحقوق المجاورة التي يقرها العرف، وربما عقد إقامة المشروع.
# حشد الحاج معاوية البرير في اليومين الماضيين الكثير من حملة الأقلام ودفع بهم إلى سنار بغرض الوقوف على حجم الخسائر التي مني بها مشروعه المحترق في أبي نعامة، علما بأن خسائره تلك ما كان لها أن تتضخم لو أنه اتبع مبدأ “البيان بالعمل” في ما هو مكتوب على ورق الصيغة التعاقدية بينه وحكومة الولاية التي تضع شرطا وجوبيا في العقد تسميه “تنمية المنطقة”.. هذه الكلمة الفضفاضة التي يمكن أن يفسرها كل واحد منا على رؤاه الخاصة، ولكن أي تنمية في الدنيا يمكن أن يتحدث عنها الناس، بعيدا عن الصحة والتعليم واستفادة إنسان المنطقة من المشروع الذي يوفر له العمل فيمنحه الاستقرار المادي والنفسي الذي نعتبره لقاحا مناسبا ضد الحقد والحسد والغل الذي يصنع الحريق.
# تستطيع أمل أبو القاسم أن تكتب اليوم وبكرة عن حريق أبو نعامة.. ويستطيع محمد عبد القادر أن يكتب سلسلة متفردة عن الدخان المتصاعد والآليات المحترقة على آلاف الدولارات، ولكن كل هذا لن يسكت أحمد يوسف التاي الذي يحمل إحساسا مختلفا عن إنسان المنطقة الذي يعرفه ويعرف حجم أوجاعه مع الفقر والفاقة والسرطان، لن يستطيع الحاج معاوية البرير أن يمنع مدفعية ياسر محمد محمود البشر أو عبد الرفيع مصطفى، لأن الحاج معاوية الذي أعطاه الله من فضله الكثير لم يبن مدرسة مجاورة للمشروع.. ولم يشيد مسجدا أو مركزا صحيا لمتابعة الحالات البسيطة ولم يرصف الطرق بالردميات ما بين أبو نعامة وأبو حجار وقرية قنوفة، بينما وظف بعض الشباب الذين يرى أندادهم في نفس المكان أنهم خونة وعملاء لابد أن يتم التعامل معهم بالطريقة السودانية المألوفة: “يا فيها يا نطفيها”.
# كثيرون من رجال الأعمال يقيمون المشاريع ويبحثون عن العائد السريع ولا ينظرون إلى المستقبل بدراسات استراتيجية تمكنهم من خلق علاقات بينية واجتماعية ممتدة تحافظ لهم على مصالحهم، ابتداء من تعيين المديرين الذين لم يبارحوا الخرطوم ولم يسافروا إلى الريف إلا لإدارة هذه المشاريع، فيجدون أنفسهم أمام بيئة مختلفة وفئات جديدة من الناس لا يختلفون كثيرا عن ذلك التوصيف الذي رسمه شاعرنا الكبير سيد أحمد الحاردلو عن السوداني الذي يعاديك لأتفه الأسباب.. ويصادقك بلا أدنى أسباب “إن درت السمح والزين تعال يا زول.. وإن درت الكعب والشين أرح يا زول”.
# التهم الحريق ما التهم من آليات المشروع الزراعي الكبير، والجناة الآن في ذمة النيابة ومن ثم القضاء، لذلك على الحاج معاوية البرير أن يلملم جراحه وينظر إلى الأمام إن كان يريد المواصلة، بدلا من رمي الحطب على النار وزيادة رقعة الحريق، وعلى والي سنار أن يفعل دور الجودية باستنهاض العقلاء والحكماء من أهل الحل والعقد للجلوس على الأرض لبحث الحل العاجل والناجز للأزمة التي، بالتأكيد، لا تمثل جميع مكونات مجتمع سنار، أوقفوا بيانات التصعيد إذ لا يليق أن نعالج سرطان قنوفة ببندول الصحافة والصحافيين.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كبوش
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019