• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
احمد الفكي

حتى لا تكون لئيماً

احمد الفكي

 0  0  1236
احمد الفكي
اللؤم صفةٌ ذميمة صاحبها يُقال له لئيم لا يمتلك نفساً طيبة و يعاني من عدم التصالح مع نفسه و لا يرى جمالاً لشيء .. و شتان ما بين الشخص الكريم حسن الأخلاق و بين البخيل اللئيم سيء الأخلاق .. في مجتمعنا الرياضي هناك من لا يرى جمالاً و جميلاً في كل شيء فيصب جام غضبه و نقده الغير بنَّاء في شخص إنسان بذل الغالي و النفيس لناديه و تشهد له اعماله الظاهرة للعيان .. بدلاً من عبارات الشكر و الثناء حيث انه ( من لا يشكر الناس لا يشكر الله) ، يجد الألفاظ النابية وهضم أعماله و هذا ما حدث بالفعل لرئيس مجلس إدارة نادي الهلال الدكتور أشرف سيد أحمد الكاردينال، من مجموعة أرادت أن تُحدث شقاً و فتنة بين جمهور هلال الملايين .
و نحن نتنسم عبير التغيير السياسي الذي حدث في سوداننا الحبيب حيث الحرية و السلام و العدالة التي ننشدها لتطبيق الديمقراطية على أرض الواقع ومن هنا يبرز السؤال الذي يطرح نفسه أليس الكاردينال جاء رئيساً للهلال عبر صندوق الإنتخاب الحر .؟ إذا كانت الإجابة نعم وهي حقاً نعم ، فالندع الكاردينال يُكمل فترته القانونية تطبيقاً للديمقراطية التي ارتضاه شعب الهلال و نعم للمعارضة البنَّاءة التي تصب في مصلحة هلال الملايين.. و ما حدث من دعوة لاقتحام نادي الهلال يُعبر عن عدم وفاء و يضع أصحاب الفكرة في خانة اللئام حيث إنكار الجميل .
وفي المحيط الاجتماعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث القروبات التي تضم العديد من الأشخاص نجد من يحمل جينات اللئام أيضاً حيث تُهيمن صفات البغض و الكُره المتمثلة في عدم قبول الآخر و يظهر ذلك السلوك عند إضافة أُناس للقروب و في المقابل يغادر أُناس القروب من تلقاء أنفسهم جراء إضافة إخوة لهم لشيءٍ في أنفسهم .
علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التفرقة بين الكريم و اللئيم حيث جاء في معنى الحديث عندما نادى بتقدير و إحترام النساء قائلاً : ما أكرمهُنَّ إلا كريم و ما أهانَهُنَّ إلا لئيم .
و فيما جاء عن اللئيم الذي يحمل كل صفة مذمومة قصة الحجاج بن يوسف الثقفي عندما سأل الغضبان بن القبعثري عن مسائل يمتحنه فيها من جملتها من ألأم الناس.؟ قال المعطي على الهوان ، المفتر على الأخوان ، الكثير الألوان.
في التراث الأدبي العربي الكثير من القصص و الحكايا التي تُخبر عن اللئيم الناكر للمعروف و الجميل وفي ذلك طبع خبيث يغلب التطبع ومن تلك النماذج :
يُحكى أن أعرابية وجدت ذئبا ً صغيراً (جرو ذئب) قد ولد للتو ... فحنت عليه وأخذته وربته .. وكانت تطعمه من حليب شاة ٍ عندها .. وكانت الشاة بمنزلة الأم لذلك الجرو .
وبعد مرور الوقت كبُر الذئب الصغير .. وفي يومٍ من الأيام خرجت الأعرابية من بيتها وعادت إليه فوجدت المفاجأة الغير سارة وهي ان الذئب قد هجم على الشاة وأكلها ..
فحزنت الأعرابية على صنيع الذئب اللئيم الذي عرف طبعه بالفطرة .. .. فأنشدت بحزن قائلة :
بقرتَ شويهتي وفجعتَ قلبي وأنت لشاتنا ولدٌٌ ربيب ُ
غذيتَ بدرها وربيتَ فينا فمن أنباكَ أن أباكَ ذيب ُ
إذا كان الطباع طباع سوء ٍ فلا أدب ٌ يفيد ولا أديب ُ.
وهكذا اللئام في كل عصر .. لايفوون الجميل ولا يراعون حرمة الخليل ... ولايردون المعروف ولا يشكرونه .
كانت أم المؤمنين عائشة - رضيَّ الله عنها - تردد بيت شعر لبيد بن ربيعة :
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الأجرب ِ
وتقول : لو شاهد لبيد زماننا ماذا سيقول ؟
ثم توفيت أم المؤمنين عائشة رضيَّ الله عنها..
قال عروة : لو كانت عائشة في زماننا ماذا ستقول؟
ثم توفي عروة ..رضي الله عنه..
فقال هشام ( الراوي ) : لو كان عروة في زماننا ماذا سيقول ؟؟
ونحن نقول : لو كانوا جميعاً في زماننا ماذا سيقولون ؟
و لعل حكاية أم عامر و هي كُنية الضبعة مع الأعرابي تُمثل اللؤم في كل أشكاله و فحوى تلك القصة : ان قوماً خرجوا للقنص فلحقوا ضبعة صغيرة فلجأت الى خباء اعرابي فاجارها وجعل يطعمها من زاده ويسقهيا، فبينما هو نائم ذات يوم اذ وثبت عليه وبقرت بطنه وهربت فجاء ابن عمه يطلبه فوجده ميتا، فخرج وتبع الضبعة حتى ادركها فقتلها فقال أبياتاً من الشعر :
ومن يصنع المعروف في غير أهله
يلاق الذي لاقى مجيرُ أم عامر
اعد لها لما استجارت ببيته
احاليب البان اللقاح لدرائر
وأسمنها حتى اذا ما تمكنت
فرته بأنياب لها واظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من
يجود بمعروف على غير شاكر .
باعد الله بينك عزيزي القارئ و بين صفة ان تكون لئيماً ..
و حتى لا تكون لئيماً يجب أن تتصالح مع نفسك و إن تكون الأخلاق الكريمة هي لباسك المستدام وفي الأخلاق الكريمة كل جميل يُقربك للناس و يجعلك محبوباً لديهم .
* آخر الأوتاد :
من المصطلحات البلاغية التي يتوقف عندها الإنسان مصطلح الأيتام على مائدة اللئام .. يا له من مصطلح مُرعب و مخيف .
قال الشاعر :
وللكف عن شتم اللئيم تكرماً
أضر له من شتمه حين يُشتم
...
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019