في الوقت الراهن نعتبر من أكثر الشعوب لغفلات في تاريخنا ما كان لها ان تقع وحدث لنا الاستقرار اللازم من ناحية ومن ناحية اخرى، وقع في روعنا الوعي القومي بقيمتنا كشعب صاحب حضارة خالدة وبتالتالي فنحن شعب مبادر في الحاة ونكاد نسبق كثير من الامم في اشياء صارت واقع الان !!!
فقد خلد أدبنا الشعبي والتقاليد تلك الأشياء لكن للأسف في زمن التوثيق والمتابعة، الحالي فقدنا هذه الخاصية فمثلا في ادبنا الشعبي نحن اول من عرف قبل اكثر 400 سنة الشعر المستعار ( الباروكة) وانظر إلى أغنية (نور عيني) من التراث بأي أداء تريد، تجد (الشعر الحلال) للموصوفة بالجمال ومعناها أن عكسه كان موجودا !!!
وذلك يرادف ما رأيناه في التقاليد لمن هم في مثل أعمارنا كيف أن النساء كانت تطيل شعرها ( بالجورسي) وهو حرير تجلبه النساء وتضفره في شعرها إلى الأرداف، وهو مثير عند الرقص الشعبي خاصة في الدليب والسيرة والتمتم، وقد خلد هذا شاعر وسيط قائلا ( شعرها لا باروكة لا سلة ) وكلمة سله ترجمة بروكه شعبيا!!!
والآن نرى قصات شعر اللاعبين بشتى الأشكال لحد الطرافة، وكثيرون منا يستغربون ذلك، وما ذاك إلا للغفلة وعدم دقة الملاحظة مع سرعة إيقاع الحياة، ولن يكلفهم شططا، فعليهم بزيارة شرقنا الحبيب وينظرون إلى أهلنا البجا بكل أفخاذهم لندرك تماما أننا سباقون في مبادرة الحياة وقصات الشعر.
وفي الشرق تعد قصات الشعر ضربا من العلاج للنظر، وبعض الأمراض كما يفعل في زمن سابق أهلنا في الشمال (فصادة النواضر) للعيون فتشفي، بل وحتى الخلال لتمشيط الشعر وتخليله صناعية تقليدية أصيلة بشرق السودان منذ مئات السنين، وكنا صغارا في خمسينات القرن الذي سلف نضحك على تخليل الهدندوي لشعره أثناء عمله أو سيره بل لا يكاد الخلال الخشبي يفارق رأسه، وما كنا ندرك لهذا يوما ما مع موضة ( الخنافس والهيبيز ) التي عمت أوروبا أواخر الستينات والسبعينات حتى صرنا وكأننا نقلدهم، بينما هي عادة أصيلة، وأستاذنا دكتور كمال شداد أمد الله في عمره كان من أوائل الخنافس، ويشار اليه بذلك حتي اسموه دكتور (كش) !!!
ولما كان الشئ بالشئ يذكر علي ريادتنا كان لابد لنا ونحن نشاهد السوبر الأوروبي وتحكمه امرأة،قدمت درسا جديد بالمجان للمشاهدين، أنه كما يؤثر عن نابليون (لا مستحيل تحت الشمس )، وهذا ما أعادنا لحقبة السبعينات، وحكمتنا الرائعة والمبادرة والشجاعة -شجاعة نادرة في ذلك الزمان- منيرة رمضان التي قدمت استنارة سابقة لعصرها بأجيال كثيرة حين أدارت مباريات لكرة القدم في دار الرياضة أم درمان، ومنها مباريات كانت مشحونة بسبب المراهنات الرياضية (توتو كورة )، والآن لا بد أن نقف لذكراها إجلالا لتاريخ ناصع قدمته هذه الفتاة الجسورة، والتي لن تنساها أضابير الفيفا، ولن ينساها التاريخ، وإن نسي قومها لأسباب مقبولة وغير مقبولة.
مهما تعاقب الليل والنهار ألف تقدير وسلام ومحبة لمنيرة رمضان في سجلات الخالدين في العالم، فالابداع مهما تكاثرت عليه الأزمنة، يظل حيا وخالدا، شكرا منيرة رمضان علي اقتحامك لمجال كان حكرا علي الرجال، والآن انداح للرجال والنساء علي حد سواء، وحتي لا يقول البعض أننا نقلد الغرب كنوع من التغريب،بل إننا من أوائل الأقطار التي لعبت فتياتها كرة القدم، وما فريق الهلال لكرة القدم النسائية في الخمسينات إلا شامة في التاريخ، وسيظل لولا أننا وطن يمشي بالمقلوب، كما أقول دائما!!!
أخيرا كل عام والجميع بخير، وعلى المحبة والمودة دائما تكون أعيادنا والعفو والعافية !!!
ا
ا
ا
فقد خلد أدبنا الشعبي والتقاليد تلك الأشياء لكن للأسف في زمن التوثيق والمتابعة، الحالي فقدنا هذه الخاصية فمثلا في ادبنا الشعبي نحن اول من عرف قبل اكثر 400 سنة الشعر المستعار ( الباروكة) وانظر إلى أغنية (نور عيني) من التراث بأي أداء تريد، تجد (الشعر الحلال) للموصوفة بالجمال ومعناها أن عكسه كان موجودا !!!
وذلك يرادف ما رأيناه في التقاليد لمن هم في مثل أعمارنا كيف أن النساء كانت تطيل شعرها ( بالجورسي) وهو حرير تجلبه النساء وتضفره في شعرها إلى الأرداف، وهو مثير عند الرقص الشعبي خاصة في الدليب والسيرة والتمتم، وقد خلد هذا شاعر وسيط قائلا ( شعرها لا باروكة لا سلة ) وكلمة سله ترجمة بروكه شعبيا!!!
والآن نرى قصات شعر اللاعبين بشتى الأشكال لحد الطرافة، وكثيرون منا يستغربون ذلك، وما ذاك إلا للغفلة وعدم دقة الملاحظة مع سرعة إيقاع الحياة، ولن يكلفهم شططا، فعليهم بزيارة شرقنا الحبيب وينظرون إلى أهلنا البجا بكل أفخاذهم لندرك تماما أننا سباقون في مبادرة الحياة وقصات الشعر.
وفي الشرق تعد قصات الشعر ضربا من العلاج للنظر، وبعض الأمراض كما يفعل في زمن سابق أهلنا في الشمال (فصادة النواضر) للعيون فتشفي، بل وحتى الخلال لتمشيط الشعر وتخليله صناعية تقليدية أصيلة بشرق السودان منذ مئات السنين، وكنا صغارا في خمسينات القرن الذي سلف نضحك على تخليل الهدندوي لشعره أثناء عمله أو سيره بل لا يكاد الخلال الخشبي يفارق رأسه، وما كنا ندرك لهذا يوما ما مع موضة ( الخنافس والهيبيز ) التي عمت أوروبا أواخر الستينات والسبعينات حتى صرنا وكأننا نقلدهم، بينما هي عادة أصيلة، وأستاذنا دكتور كمال شداد أمد الله في عمره كان من أوائل الخنافس، ويشار اليه بذلك حتي اسموه دكتور (كش) !!!
ولما كان الشئ بالشئ يذكر علي ريادتنا كان لابد لنا ونحن نشاهد السوبر الأوروبي وتحكمه امرأة،قدمت درسا جديد بالمجان للمشاهدين، أنه كما يؤثر عن نابليون (لا مستحيل تحت الشمس )، وهذا ما أعادنا لحقبة السبعينات، وحكمتنا الرائعة والمبادرة والشجاعة -شجاعة نادرة في ذلك الزمان- منيرة رمضان التي قدمت استنارة سابقة لعصرها بأجيال كثيرة حين أدارت مباريات لكرة القدم في دار الرياضة أم درمان، ومنها مباريات كانت مشحونة بسبب المراهنات الرياضية (توتو كورة )، والآن لا بد أن نقف لذكراها إجلالا لتاريخ ناصع قدمته هذه الفتاة الجسورة، والتي لن تنساها أضابير الفيفا، ولن ينساها التاريخ، وإن نسي قومها لأسباب مقبولة وغير مقبولة.
مهما تعاقب الليل والنهار ألف تقدير وسلام ومحبة لمنيرة رمضان في سجلات الخالدين في العالم، فالابداع مهما تكاثرت عليه الأزمنة، يظل حيا وخالدا، شكرا منيرة رمضان علي اقتحامك لمجال كان حكرا علي الرجال، والآن انداح للرجال والنساء علي حد سواء، وحتي لا يقول البعض أننا نقلد الغرب كنوع من التغريب،بل إننا من أوائل الأقطار التي لعبت فتياتها كرة القدم، وما فريق الهلال لكرة القدم النسائية في الخمسينات إلا شامة في التاريخ، وسيظل لولا أننا وطن يمشي بالمقلوب، كما أقول دائما!!!
أخيرا كل عام والجميع بخير، وعلى المحبة والمودة دائما تكون أعيادنا والعفو والعافية !!!
ا
ا
ا
