• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-17-2024
نجيب عبدالرحيم

هل حقيقة هجم النمر ؟

نجيب عبدالرحيم

 0  0  1253
نجيب عبدالرحيم
كثير من الضباط المخضرمين الشرفاء في الجيش السوداني تم طردهم من المؤسسة العسكرية وزج بعضهم في السجون وأخرون تم إعدامهم بمحاكمات صورية في 28 عشرين رمضان فالإنقلابات المزعومة كانت مسرحيات شارك فيها مجلس الإنقلابيين العسكري والدولة العميقة والإسلاميين في كتابة السيناريو لها أما إنقلاب الفلاش مموري الأخير الذي قام به الفريق هاشم عبدالمطلب رئيس هيئة الأركان المشتركة ومجموعة من الضباط وكيزان النظام البائد والحركة الإسلامية يختلف في التفاصيل والأدوات والإخراج عن المحاولات الإنقلابية الوهمية السابقة ومن مشاهدة التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي والحديث عن محاولة الإنقلاب على حسب كلامهم تشعر بالريبة من أن كل شيء لا يبدو حقيقيا حيث لم يتم إعتقال أي واحد من أعضاء مجلس الإنقلابيين أو إيذائهم بعكاكيز الضباط المتآمرين لأن الرصاص غير حاضر في الروايات السابقة والكل يعلم أن ما يسمى بالجيش السوداني لا يملك السلاح ولذا كانت كل الإنقلابات كانت ( دكاكينية) وبالفلاشات وهذا يعد تطور تقني ونقلة نوعية في الجيش السوداني الذي يعد أول جيش في العالم يفك الشفرات التقنية في الانقلابات العسكرية حفاظاً على أرواح زملائهم الضباط.

أشعر بالحيرة أكثر من أي وقت مضى لأن كل الإنقلابات المزعومة السابقة المتلاحقة لم يذكر رئيس اللجنة الأمنية في كل البيانات التي تلاها عن اسماء الضباط المشاركين في الإنقلابات السابقة ونريد أن نعرف اين هم الآن هل تمت محاكمتهم أو إعدامهم؟.. لماذا في الإنقلاب الأخير المزعوم تم ذكر أسماء الضابط بالذات في هذا التوقيت تحديدا الذي كانت تجري فيه مفاوضات بين قوى إعلان الحرية والتغيير والجبهة الثورية في العاصمة الإثيوبية.

لو سلمنا جدلاً أن الإنقلاب الأول حقيقي وتم إحباطه حتماً ستكون عقوبة الضباط الإعدام مثل ما حدث مع شهداء 28 عشرين رمضان ولذا لن تحاول أي مجموعة مهما كانت ضحالة فكرها وضعف وعيها أن تحاول القيام بإنقلاب وخاصة أن الفترة الزمنية التي تفصل بين أخر إنقلاب من الإنقلابات الوهمية السابقة لن تكون كافية للقيام بمحاولة إنقلابية غير مدروسة ستقود إلى الجحيم في حالة فشلها.

منذ بداية ثورة ديسمبر (مش حتقدر ترمش) مفاوضات الإنقلابيين مع قحت جرجرة مرواغة شتل تأليف مسرحيات إنقلابية نصف شهرية حشود مصطنعة مدفوعة الأجر تنصل من الإتفاقات والمشاهد متنوعة كوميدية ودموية.. المشهد الكوميدي أبطاله الإدارات الأهلية والحكامات و(خفافيش الظلام) ومقلد للرئيس المخلوع بدون فاصل ( الرقيص) ربما يكون تم حذفه.. المشهد الدموي في مسرح القيادة العامة و(حدث ما حدث) ورغم ذلك ظلوا يكذبون ويكذبون على الشعب دون توقف ويتنفسون كذب حتى يصدقوا أنفسهم ويصدقهم الشعب وهذه هي خطتهم لتحقيق مكاسب كبيرة في الأمتار الأخيرة ولكن هذه التكتيكات والخطط الهشة بات مكشوفة ولن تنطلي على الشعب السوداني المعلم الذي إستطاع أن يسترد ثورته التي سرقوها بأدواته السلمية المعروفة.

إذا استمر الإنقلابين في الجرجرة والمماطلة وشتل وتأليف الإنقلابات الوهمية وإضاعة الوقت فذلك سيتيح لمجموعة متنوعة أن تستولي على السلطة وهذا يذكرنا عندما كنا في المرحلة الابتدائية قصة في كتاب المطالعة اسمها هجم النمر قصة محمود الكذاب رجل استأجره أهل القرية ليرعى أغنامهم وعندما يشعر بالملل والزهج يصيح بصوت عالي يا أهل القرية هجم النمر .. هجم النمر فيهرع أهل القرية بالعكاكيز والسيخ والسواطير والفرارات فيقابلهم محمود ضاحكاً ساخراً ويخبرهم انه يمزح وتكررت تلك المزحة عدة مرات ولم يعد أهل القرية يصدقون إستغاثته حتى ظهر النمر بشحمه ولحمه و(لحس محمود) .. وحدث ما حدث للجماعة.. وبعد ذلك نعلن حكومتنا من قولة تيت ومدنية بالمليونية.

المشهد الأخير تم الإتفاق بين قحت والجبهة الثورية على الوثيقتين السياسية والدستورية وسيجتمع اليوم السبت في جوبا عاصمة جنوب السودان وفد من الحرية والتغيير ومجلس الإنقلابيين مع عبدالعزيز الحلو زعيم الحركة الشعبية قطاع الشمال للمشاورات حول ترتيبات المرحلة الانتقالية وغداً الأحد في الخرطوم إجتماع قحت ومجلس الإنقلابيين بخصوص الوثيقة الدستورية والإتفاق النهائي حول تشكيل الحكومة الإنتقالية ولكن ربما لم يتم الإجتماع فكل الإحتمالات مفتوحة فالبلد حبلى بالإنقلابات والإنقلابيين يعرفون ما في رحم الغيب إضافة إلى الإنقلابات التقنية من خلال الفلاش مموري وغيرها من الأدوات الذكية قصص وتعيش كتير تشوف كتير (دستور).

مدنية وإن طال السفر

لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك

نجيب عبدالرحيم أبوأحمد

najeebwm@hotmail.com
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : نجيب عبدالرحيم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019