حتى لا يختلط الحابل بالنابل ( الحابل هم الجنود الذين كانت مهمتهم إمساك حبال الخيل والجِمال، أما النابل فهم الجنود رماة السهام والنبال. كما يُقال إنَّ الحابل هم الجنود الذين يصيدون بالحبال، والنابل هم الجنود الذين يصيدون بالنابل .) على القارئ العربي فيما يخص عبارة شفقة في عنوان المقال أعلاه ليس المقصود بها هنا الرحمة و العطف بل المقصود باللهجة السودانية العامية التَسرُّع وهناك فرق بين التَسرُّع و السرعة.
لأبي العراء المعري :
فلا هطلت عليَّ ولا بأرضي
سحائب ليس تنتظم البلادا
مع الشفقة ( التَسرُّع) كانت الأنانية حاضرة في هجوم هلال الملايين الذي أضاع ما لا يقل عن سبعة أهداف محققة في مباراة الإياب التي استضافها في ملعبه الجوهرة الزرقاء مساء الأحد 23 ديسمبر 2018 أمام الإفريقي التونسي ضمن مباريات دور ال 32 المؤهل لدور المجموعات في بطولة الأندية الإفريقية الابطال و التي خسر فيها الهلال نيل بطاقة التأهل لدور المجموعات رغم تحقيقه الفوز بهدفٍ نظيف أحرزه النجم شيبوب في آخر دقيقة من عمر الزمن الضائع للمباراة من ركلة جزاء.
خسر الهلال التأهل لدور المجموعات في دوري الأبطال للأندية الإفريقية بسبب افتقاد خط هجومه لعامل الحظ إضافة لعدم الأداء الجماعي لخط الهجوم وظهور حالة الطمع الذي ( ودَّر ما جمع) فكانت الأنانية وهي الفردية الشرسة وحب التملك و الإستحواز لنيل لقب ( أنا من أحرزت الهدف) اي التفكير منحصر على نفسه فضاع الهلال و هو الخاسر الأكبر .
كل من مارس سلوك الأنا أي الأنانية قد خسر خسراناً مبيناً ولنا في أئمة الأنانية العظة وهم ( إبليس ، النمرود ، فرعون ، و قارون .) ماذا قالوا ؟
قال إبليس أنا خيرٌ منه ) الأعراف 12
قال النمرود : ( أنا أُحيي و أميت) 258 البقرة
قال فرعون : ( أنا ربكم الأعلى) 24 النازعات
قال قارون : ( إنَّما أُتيته على علمٍ عندي) 78 القصص
عدم التعاون و ظهور الفردية في خط هجوم الهلال كان قاصمة الظهر فخرج الهلال من البطولة الكبرى ليذهب لبطولة الترضية الكونفدرالية بسبب مباراة الذهاب التي خسرها في تونس بثلاثية مقابل هدف واحد .
لعب الإفريقي التونسي بمبدأ الخبث الكروي فكان له ما أراد فتأهل لدور المجموعات في البطولة الإفريقية الكبرى
جمهور الهلال كان هو اللاعب الأول و اللاعب الثاني عشر وقد قام بدوره خير قيام ولكن إرادة الله فوق كل شيء ولم يُكتب للهلال التأهل لأنَّ فارق الأهداف كان لصالح الإفريقي ثلاثة مقابل هدفين .
إدريس إمبومبو رغم ما يمتلكه من مهارة المراوغة إلا أنه يفتقد لمهارة نجم الهلال و الكرة السودانية السابق عز الدين الدحيش صاحب الرأس الذهبية .
* الكونفدرالية و التصحيح المطلوب
بعد أن هبط الهلال للكونفدرالية عليه أن يتعلم من درس مسابقة الموسم الماضي الذي لم تكن فيه مشاركة الهلال في مجموعته التي ضمت نهضة بركان المغربي و فيافارو الموزمبيقي و المصري البورسعيدى بالذكرى المثالية و المشاركة الجيدة حيث لم يحقق الفوز في أي مباراة .. عليه تغيير تلك الصورة التي لا تشبه الهلال مبدأ و هدف اساسي ، علماً أنَّ الأندية التي في دور ال32 أكثر قوة من الأندية التي كانت الموسم الماضي، فما على الهلال إلا التصحيح حتى يحافظ السودان على دخول الأندية الأربعة في المنافسات الإفريقية بشقيها الابطال و الكونفدرالية.
* آخر الأوتاد :
وردت الشفقة ( التَسرُّع) بالعامية السودانية في الأغنية السودانية في نظم الشيخ الجيلي حفيد ود بدر و غناه كل من الفنانين الراحل مبارك حسن بركات " طيَّبَ الله ثراه" و نجم الدين الفاضل متعه الله بالصحة والعافية، أغنية ليالي الأنس :
يا ود باقير ما قلت خبير
وين السلمة وين درب أم جير
يا شيخنا كمان الشفقة تطير .